الأب أثناسيوس حنين -اليونان
الى روح الأخ والصديق ورفيق مسيرة كلمة الحياة الأستاذ البروفسورالدكتور جورج عوض إبراهيم
الباحث والمترجم بمركز الدراسات الأبائية وأستاذ الباترولوجيا بالكليات الاكليريكية وأحد رواد النهضة اللاهوتية بمصر.
اليوم وعيت خبر رحيلك واستجمعت طاقات نفسى ! ما ذا أكتب ! الهمنى الروح الذى جمعنا أن أهديك أنات لاهوتية وأبائية في قضية الموت .كتبها أستاذ حبيبك وصديقك .فى مرجع ضخم أصدرته الكنيسة اليونانية عن :"سر الموت في العبادة الكنسية "وباليونانية :
ΤΟ ΜΥΣΤΥΗΡΙΟΝ ΤΟΥ ΘΑΝΑΤΟΥ ΕΙΣ ΤΗΝ ΛΑΤΡΕΙΑΝ ΤΗΣ ΕΚΚΛΗΣΙΑΣ .Εκδ.Αποστολική Διακονία της βΕκκλησίας της Ελλάδος ,ΑΘΗΝΑ! 2009.
ويقع الكتاب في في 674 صفحة وشارك فيه أساتذة وعلماء ومطارنة وكهنة وكما شارك فيه خدام من جميع الايبارشيات في اليونان ومن خارجها.وعقد المؤتمر الذى استمر أياما في مطرانية فولوا التي يرعاها المطران أغناطيوس حبيب أخر وصديق لنا .كنت ها ابعت لك الكتاب مع كتب أخرى تحبها أهمها كتاب استاذك وحبيبك جيورجيوس باترونوس أستاذ العهد الجديد في كلية اللاهوت جامعة أثينا حول موضوع طالما تعلقت به نفسك الروحية واللاهوتية والعلمية وهو (تاريخ الاسخاتولوجيا من الجماعة المسيحية الأولى الى القرن العشرين)! ما لحقتكش! يبدوا انه جائتك دعوة كبيرة لمعاينة (الأخرويات-الاسخاتولوجيات ) هناك وجها لوجه !أنت ’ كلاهوتى رايق ’ لم تفصل أبدا بين الاسخاتولوجيا والخرستولوجية . أخر مرة تواصلنا كنت أستشيرك في أمور خاصة جدا ’ وكان ردك مختصرا وشاملا (ربنا يدبر ) وفعلا دبر وبيدبر وسيدبر كعادته دوما . ولكن ’ عزائى الكبير ’ هو وأنت حيث ترقد ’ الأن ’ لا تحتاج الى كتب ورقية ’ لأنك تعاين السفر اليوحنائى المفتوح والذى شاركت يوحنا اللاهوتى وكل لاهوتى في البكاء عليه كثيرا ’لأنه لم يوجد في جيلنا من هو مستحق ان يفتح السفر ويفك رموزه لأنك أختبرت وأمنت وصدقت أن من لا يعطى دما ’ لن يأخذ روحا !.الى أن كشف لك واحد من الأباء الشيوخ العلماء ’ وهو كيرلس الكبير الذى أحببت وترجمت لغته الصعبة ولاهوته الأصعب ’ والمختبرين ’ ورأى دموعك وأشواق قلبك وعزيمة عقلك وهدوء ورطابة نفسك’ وفسر لك سر الخروف القائم كأنه مذبوح (رؤيا 5). مع رفاقك في فك ختومه . وقمت انت بتفسيره للناس . قبلاتى القلبية الى أن نلتقى سلم على الأباء الكبار واللاهوتيين المتألهى العقول.
"رسائل أباء الكنيسة في تعزية من ودعوا عزيزا"
Οί παραμυθητικές έπιστρολές τών Πατέρων τής Εκκλησίας
Αρχ.Νικολάου Χ.Ιωαννίδη
للبروفسور الأرشمندريت نيقولاؤس يوأنيدس ’ أستاذ اللاهوت في جامعة أثينا وأحد أصدقاء وزملاء وأساتذة جورج عوض .
نقلها الى العربية الأب أثناسيوس حنين
ظهر الاهتمام الرعوى والمشاركة في حياة المؤمنين ’ في السراء والضراء’ منذ القديم .لقد شعر الأباء بضرورة المشاركة في تقديم الخدمة الروحية واللاهوتية والاجتماعية والكنسية التي تشمل كل نواحى حياة المسيحيين أي شعب الله . تحولت عناية أباء الكنيسة الى تقديم الكلمة الشافية من وجع الحزن. الحزن الذى يستولى في لحظات الفراق على كل كيان الناس وكل الناس وخاصة الأقرباء والأحباء والشركاء . تكونت كلمات التعزية في كلمات حية منطوقة أو ’ اذا بعدت المسافات ’ يكون العزاء على شكل رسائل .هذه الرسائل صارت فيما بعد تراثا لاهوتيا كبيرا فيما يسمى "لاهوت التأبين" أو عظات في الجنازات والتذكارات. كتب مرة ايسيذوروس البليوسيوتى رسالة الى اسقف يشرح له ماهية كلمة التعزية في المأتم . يرى البليوسيوتى بأن كلمة التعزية لابد أن تكون بوداعة ونار أكلة تحرق ما تسببه الخسارة ’كلمة تفتح الشهية على الحياة الباقية وتبيد جذور اليأس والاكتئاب وأوجاع هذا الدهر .هذا وقد شبه أب أخر وهو ثيؤدوروس الاستوديتى عمل التعزية التي تزرع الخلاص وتجلب الشفاء الى نفوس الحزانى ’ شبه عمل الواعظ المعزى على صورة الباراقليط ’ بعمل الأطباء الحاذقون. ولهذا من الخطأ ان نعتبر أن وظيفة الكلمة الألهية في طقس التجنيز هي وظيفة "مجاملاتية " لرفع العتب !بل ’ وكما رأها وعاشها وبشر بها الأباء ’ هي من صميم عمل وخدمة ورسالة الكنيسة من اجل خلاص الانسان .أشتملت كلمات ورسائل التعزية التي كتبها أباء الكنيسة الجامعة على التأمل اللاهوتى في ساعة الموت ’ الساعة المناسبة . وأعتبروا أن ساعة الرحيل ومصلحة الانسان يشكلان وحدة روحية واحدة.لأنهم رأوا في الموت "سر التدبير والعناية والإحسان الالهى "(الأيكونوميا) .
(...αλλά ΄ως οικονομία Θεού ,ώς θεία εύεργεσία ,που άποβλέπει στό άνθρωπίνο συμφέρον). وكما يشدد الأباء فى كل مناسبة حزينة بأن الموت ليست من صنع الله بل هو نتيجة ترك الانسان ’ طوعا’ للقصد والهدف النهائي من حياته ’ وهو تحويل صورة الله فيه الى مثال الله ’ مصدر الحياة .اعتاد الأباء المعزون بأن لا يفصلوا بين قيامة المسيح وبين قيامة الراقدين . هذا الفصل قام به قديما ’ ويقوم به حديثا ’ الذين سماهم بولس "من لا رجاء لهم" (1تسالونيكى 4 -13). الفصل بين قيامة السيد وقيامة الراقدين هو أنهاء للحياة وعودة الى العدم والأرض الخربة والخالية من نسمة الحياة. ومن هنا تأتى القيمة القيامية للعبادة وخاصة في طقس (تقديم حمل الله البروسكوميدى في الطقس البيزنطى )الذى يرفع خطايا العالم ’ حينما يذكر الكاهن الراقدين على رجاء الحياة في معية حمل الله .التقدمة التي تقدم من أجل حياة العالم الأنية والأبدية. أجسادنا تزرع في فساد ’ وتقوم في عدم فساد .كما يؤكد الرسول بولس .(1كورنثوس 15 -42 ).كتب مرة باسيليوس الكبير الى أب فقد أبنه "نحن لم نفقد العطية ولكن نستقبل العاطى ’لم يختفى عزيزنا بل استقبلته السماء".اغريغوريوس النيسى يرى أن القيامة هي عودة الانسان الى الفردوس.
الشئ الجديد في رقادك يا صديقى أن جمعت الكل حولك في حياتك وفى مماتك ولم يكن لك تار (بايت ) مع أحد’ وكانت فرصة أمام الكنيسة أن تستثمرها لجمع أبناء الله ’ الذين فرقتهم هي ’ الى واحد ! الكنائس التي تمتلك حسا وتراثا لاهوتيا راقيا تستثمر رحيل الكبار لتربية الصغار وصنع النهضات والتوبات والتجليات ! لقد رقدت رقاد الأكابر فأنعم بشركة الأباء الأكابر الذين عاشرت . سلم على سحابة الشهود ’ الذين ضموك الى صفوفهم النورانية ’وأذكرنا حتى لا ننهار في الطريق بسبب من الغباء العميم ’ بل نجاهد نحن بالصبر الموضوع أمامنا من أجل نهضة مصر وكنسيتها. ناظرين ’ فقط ’ ونكرر فقط ’ الى رئيس الايمان ومكمله يسوع .(عب 12 :1-3 ).