رفعت يونان عزيز
تهنئة قلبية لكل المسيحيين بمصر والعالم كله ببدء رحلة الصوم ( يونان النبي '>صوم يونان النبي لمدة ثلاثة أيام ثم يليه الصوم الكبير ) وكل وللجميع وللشعوب كلها بالخير والبركة والسعادة ويمتع جميعنا بالصحة والعافية ويزيل كل مرض وجائحة
نبذه مبسطة عن يونان النبي :-
يونان النبي بن أمتاي ويذكر أنه أبن أرملة صدفا الذي أقامه إيليا النبي من الموت وتبعه , هو من مواليد إسرائيل وقد دعاه الله ليحمل رسالة التوبة لمملكة آشور التي كانت عاصمتها نينوي " الموصل حالياً " بدولة العراق , مملكة آشور هي من قامت بتدمير مملكة إسرائيل في سنة 722 ق.م .
من سلسلة خطة محبة الله للبشرية وخلاصها :-
يونان النبي يعد من ضمن سلسلة خطة الله لخلاص البشرية قبل الميلاد العجيب للرب يسوع المسيح ورحلة تعليمه ومعجزاته وعذابه وصلبه وموته وقيامته من بين الأموات , دعونا نتأمل في ذلك لنتذكر ونتيقن في مدي علاقة الله نحو الإنسان ؟ وعلاقة يونان نحو الله وأخيه الإنسان ؟ علاقة الله كلها حب للبشرية ويريدهم أن يتعرفوا علي حبه ويحبوه يريد توبة وخلاص الجميع ولمعرفة الحق يقبلون فهو الطريق والحق والحياة ويريد لهم الحياة الأبدية وراثين الملك المعد لهم . أما علاقة يونان النبي نحو الله كان يحب الله وكل المؤمنين بالله من اليهود ولكن غيرته علي الإيمان دون التوسع في فهمه الشامل جعلته أناني متعصب لإيمانه فولدت داخله خوف دفعه محاولة الهروب من الله . وهذا كان واضحاً حين أمره الله ليذهب لنينوى وينادي بينهم بالتوبة وتحذيرهم من الشر العظيم ( كذب – عش – قتل – زني – سكر – عبادة الأوثان وغيرها من الشرور ) قائلاً لهم الله يريدكم قديسين كما هو قدوس . ففي هذا الأمر نجد يونان لغيرته تسرب إليه الخوف وأنه لا يضيع وقته مع هؤلاء الغرباء فتوجهه للأمم يعني رفض الله لليهود ..! هذا يضعنا أن نفتح قلوبنا بالمحبة نحو الجميع ونصلي لهم ونكون كارزين مبشرين في كل مكان بالتوبة ومعرفة الطريق والحق والحياة والمخلص والطريق هو (الرب يسوع المسيح ) الذي بدونه لا خلاص لا حياة أبدية . هذه هي محبة الله وأمر الله للخليقة كلها . لا تكون محبتك مقتصرة علي المؤمنين فقط بل للجميع , فالله يريد أن نوره يشق نوره دياجير الظلام بكل العالم ليعرفوا مدي محبته لهم .
فكر يونان نحو الله لتنفيذ الآمر ورد الله عليه :-
فكر يونان أن لا يغضب الله ففكر بضعفه البشري أن يهرب منه قائلاً ( الله يريدني أن أذهب لنينوي من الشمال الشرقي فأنا أذهب إلي ترشيش في الغرب ) . فالله لا يريدنا الآن في هذا الزمان أن لا نهرب منه لأنه يأمر كل مؤمن أن يدع الروح القدس العامل بداخله يشتغل ويتحرك فهو يعطي أمره لكل حسب طاقته وتحمله لذلك .
حين سافر يونان في السفينة قال للبحارة ذاهب لترشيش ونام نوم عميق لأنه كان متعب من رحلة سفره إلي شاطئ البحر من يافا . ظننا أن الله لا يراه بهروبه لا تخدروا أنفسكم بالمشاغل والمسئوليات الدنيوية. بل كون سفراء ونور للعالم وملح الأرض بأعمالنا الصالحة بمحبة دون تمييز مع وسائط النعمة الصلاة والصوم لكي نأتي بثمار جيدة من أشجار البشر. يرد الله علي يونان بطريقة عجيبة ومعجزيه فنجد منها المحبة الفائقة التي أوضحت " تبشير - عقاب – إيمان - وتوبة " سمح الله بهبوب رياح شديدة جداً وكادت السفينة تتحطم فقال أحد البحارة هذا يحدث لأنه أحد من الركاب صنع شراً وعلينا نبحث عنه , خاف البحارة ودعا كل واحد منهم لإلهه والقوا أمتعتهم لكن زادت حدة الأمواج ووجدوا يونان نائماً أيقظوه قائلين قم وأصرخ لإلهك "من أنت ومن أين أتيت " هنا تنبه يونان وأدرك خطئه وبشجاعة أخبرهم إنه عبراني هارب من وجه الله خالق السماء والأرض وكل شيء وقال لهم اطرحوني في البحر فتسكن العاصفة لكنهم خافوا وقالوا لنلقي قرعة لنتأكد من بسبه تكون هذه النوة الشديدة التي تهلكنا فوقعت القرعة علي يونان فخافوا من إلهه وصرخوا لا نفعل ذلك وحاولوا إنقاذ السفينة ولم يفلحوا عندئذ دعوا الرب قائلين " لا نهلك من أجل هذا الإنسان , و لا تحسبنا مسئولين عن حياته , بسبب ما سنفعله به . أنت يارب فعلت هذا . ولم فشلوا بعودة السفينة للشاطئ القوه في البحر فسارت السفينة في هدوء فسجدا الرجال البحارة ومن علي السفينة إلي الله ربنا . وبهذا الموقف عرف الرجال الله خالق السماء والأرض وقدرته وعظمته ومجده . من هذا الجزء يريد الله منا أن نثق في محبته وقدرته وعظمة مجده وإنه ساكن في كل مكان لأنه ساكن فينا ونطيع وصاياه وأمره وندع الروح القدس العامل فينا يتحرك , استخدم الله عدم طاعة يونان ومحاولة الهروب منه في أن يعرف الرجال بالسفينة الله الحقيقي وسجدوا له لأنه هي هذه محبة الله يحول المر لحلاوة ويعطي هدوء وسلامة وكلمة من كلامه لا تزول أو تسقط ولا تتحقق , فمع إلقاء يونان يونان وغطس ولم يقدر أن يتنفس لكن الله أرسل له حوت ليخلصه من الموت ففتح فاه الكبير وابتلعه ودخل لجوفه وبقي بداخله ثلاثة أيام وثلاثة ليالي فماذا فعل يونان إذ وجد أمان فصلي وقدم تسبحة جميلة لله . تعامل الله مع يونان بمحبة فائقة ولم يدعه يموت بل جعل الحوت يخرجه للتنفس وشم الهواء بصعود الحوت علي سطح البحر وأحس أن أذرع الله الأبدية تحمله وصار يسبح الله . هذا يعلمنا أن الله لا يشمخ عليه أنه بيده الحياة ويريد الخلاص للجميع .
عتاب الله ليونان ودور يونان وما سيفعله الله :-
بمحبة تكلم الله في قلب يونان لتعرف يا يونان إنه لا يقدر أحد أن يهرب من أو يختفي عني . ولتعرف إني محب لكل البشر وعليك أن تذهب كما أمرتك وهذه تعد فرصة ثانية ليونان ليطيعه فآمر الحوت أن يقذفه من جوفه بالبر علي أرض جافة . فكم وكم من فرص يقدمها الله لنا فعلينا كل ثانية أو دقيقة أو زمن ما يسمح الله بوجودنا بهذه الغربة فهي دلالة علي سمو محبته من أجل التوبة للبعيد وأن يكرز بالبشارة كلً حسب طاقته وما أعطي من موهبة كوزنه يتاجر ويربح بها نفوس بعيدة ولم تعرف المخلص الطريق والحق المدعوين من الله . فأخذ يونان دوره قال للشعب الله سيخرب ويدمر نينوى بسبب شرها فلقد سمع للتحذير الملك والشعب وبالفعل صاموا وصلوا وتابوا من قلوبهم عن شرهم ففرح الله بهم وأخبر يونان بأنه لا يهلك المدينة لأنهم رجع شعبها عن شرهم فلم يسر يونان لأنه ظن أن الشعب سيسخر منه وأنه ليس نبياً صادقاً مما تسبب له في حزن فخرج خارج المدينة لينتظر ماذا يحدث ؟ ولما كان الجو حار صنع لنفسه خيمة من القش والعصي ليستظل تحتها , لكن محبة الله له وأراد أن بعطية درس عملي فاعد له شجرة صغيرة تسمي يقطيينه نمت وغطت يونان ففرح بها لأنها أعطته جو رطب وجميل لكن الله أعد دودة فتساقطت كل أوراقها وبهذا لم يجد سوي الحر وأرسل الله ريحاً شرقية حارة جداً فحزن يونان وطلب أن يموت . لكن الله أراد أن يعرفه ويعلمه معنا المحبة والشفقة علي البشرية فقال لقد اغتظت لهلاك الشجرة التي لم تتعب فيها فبنت ليله كانت وبنت ليله هلكت أفلا تريدني أشفق علي شعبي وأنقذه من الهلاك فأنظر كم هم فرحين وسعداء وأنت عابس . فمن يونان النبي نستخلص الأتي ( لا تكن محبتنا بتعصب ونرفض غير المؤمنين بالرب يسوع بل نصلي ونبشر بالمسيح للجميع – لا نحب الانتقام من أعدائنا ولا نشمت فيهم حين يتعرضون لمصائب – نكون طائعين لكلمة الله عاملين بها كما في الكتاب المقدس – خطة وكلام الله لا تعديل ولا زوال صادقة وأمينة وكلها من أجل خلاص النفوس التائهة والتي لم تتعرف عليه وعلي محبته لكي يحبوه - أنها أشارة قوية أن علي أن الله حين قال ليونان النبي سينزل للعالم ويصير إنسان يعلم ويصنع معجزات ويتألم ويموت عن البشرية كلها ويقوم من بين الأموات ليفتح أبواب الكنيسة لكل الأمم والشعوب . وهذا حدث في المسيح مخلص وفادي البشرية كلها لأنه أشفق علي البشرية بمحبته " لأنه هكذا أحب الله العالم حتي بذل أبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به " ومازال يريد الكل يعرفون الحق والحق يحررهم وإنه لا خلاص ولا حياة أبدية بدون المسيح . لأن المسيح قال عن نفسه أنا هو القيامة والحياة من أمن بي ولو مات فسيحيا " لأنه بالحقيقة وجدنا ذلك فيه ( ميلاد عجيب – الله من خلال الروح القدس يقول هذا هو أبني الحبيب الذي به سررت وتحققت النبوات- معلم – معجزات – تألم وأهانه – بالظلم حكم عليه – صلب – طعن – موت – دفن وأخيرا قام من بين الأموات لأنه إله أحياء وفرح وسعادة يعطي ميراثا أبدياً لكل من يؤمن به ويعمل بوصاياه ( فمن أمن به وأعتمد وعمل بكل وسائط النعمة ينال الحياة الأبدية ) .