مصدر أمني قال إن المتهم اعترف بارتكابه الجريمة وقيام شخص آخر بمعاونته في حمل الجثة
كان يوم فرح صاخب في حي "ود شمام" بمدينة كوستي بولاية النيل الأبيض، حيث اجتمعت القرية في مناسبة زواج بالحي، ضجيج ورقص على الأنعام السودانية، والطفلة شهد أحمد المهدي ذات الـ4 سنوات وكقريناتها تبعت أسرتها إلى الحفل ومع تدافع الناس غفل عنها الجميع.
والد الطفلة خارج السودان من أجل العمل ووالدتها ذهبت للمدينة التي تبعد كيلومترات عن الحي ولم تعد إلا عند المساء، عقب وصولها افتقدتها ولم تعثر عليها، فيما الطفلة كانت برفقة "خالاتها"، وبعد مجهود مضنٍ عُثر على جثتها بأحد طرق الحي فتحول الفرح إلى مأتم وخيم الحزن على كل الحاضرين.
منظر وحشي
شهود عيان تحدثوا لـ "العربية.نت" وقالوا إن الطفلة وجدت على مقربة من المنزل، وفور العثور عليها وهي ميتة حضرت الشرطة وأجرت التحريات الأولية وأخذت الجثة للمشرحة، وبعد التقرير الطبي تبين اغتصابها بوحشية ومن ثم أقدم الجاني على قتلها بعد كسر رقبتها.
بعد نحو ساعتين من الحادثة، أوقفت الشرطة المتهم الرئيسي في الجريمة وشخص قام بمعاونته في حمل الجثة بعد اغتصابها وقتلها.
وقال مصدر أمني لـ "العربية.نت" إن المتهم اعترف بارتكابه للجريمة فور بدء التحقيق معه وأنه كان تحت تأثير الكحول، ودل على معاونه في الجريمة وتم القبض عليه.
الصحافي الصادق جاد المولى المهتم بقضايا المرأة والطفل ألقى باللائمة على المجتمع وحمله مسؤولية تلك الجرائم الناتجة عن الترسيخ لمفاهيم خاطئة. وقال لـ "العربية.نت": "يزداد التحرش والاغتصاب في البيئات التي ترسخ لفكرة العورة وتربي الذكر على أنه وحش لا يؤتمن".. ووصف طريقة التنشئة تلك بأنها تنتج جيلاً من المؤمنين بحيوانيتهم، المتحينين لكل فرصة للانقضاض والنهش.
وذكر جاد المولى أن العلاج لا يتأتي إلا باتحاد الجميع وأضاف: "علينا متحدين أن نعمل على معالجة الأسباب عوضاً عن تفادي النتائج"، وجزم أن ذلك لن يحدث إلا ببناء أناس حقيقيين عبر تنشئتهم تنشئة تليق بـ"آدميّتهم".