"أنا لو منك أنتحر".. سمعتها بعد الحادثة فعادت وانتحرت فعلاً
لا تزال قضايا الابتزاز الإلكتروني تثير جدلاً في مصر، خصوصاً أنه راح ضحيتها خلال الأشهر القليلة الماضية فتيات بعمر الورود.
وفي جديد مأساة الطفلة، هايدي شحته عبد الفتاح، التي تبلغ من العمر 15 عاما، التي أنهت حياتها بحبة سامة الشهر الماضي، بدأت محكمة جنايات الزقازيق، الثلاثاء، أولى جلسات محاكمة المتهمين الخمسة في الواقعة.
خلاف وفبركة صورة
وكشفت التحقيقات بعدما استمعت النيابة لأقوال 8 من الشهود، بينهم والدا الطفلة وأقاربها أن خلافاً نشب بين والدة الطفلة المتوفاة ومتهمة جارة لها، ما دفع الأخيرة لفبركة صور للطفلة مع متهمين اثنين آخرين، مطالبينها باعتذار أو نشر الصور.
كما تبين أيضاً أن والدة الضحية اعتذرت فعلاً لجارتها "غندورة"، إلا أن الأخيرة قامت بنشر الصور على مواقع التواصل الاجتماعي.
ونقلت أنه وفور علم الطفلة بذلك أقدمت على قتل نفسها، بتناول حبة الغلال السامة.
مستعينة بقريب
في حين أفاد شهود عيان لـ"العربية.نت"، أن الواقعة بدأت بسبب خلافات بين الجيران، تحديداً بين والدة الطفلة والمتهمة الأولى التي تقيم بجوارهم في قرية الحاج علي التابعة لمدينة أولاد صقر بمحافظة الشرقية.
وأضافت أن ابنتي الجارة منحتا أمهما صور الضحية التي كانت بحوزتيهما بحكم الصداقة، إلا أن الأخيرة استغلت الأمر وطلبت من نجل شقيقتها في منطقة صان الحجر تركيب صور الطفلة على أجساد عارية لابتزار أسرتها.
ابتزاز إلكتروني
وفق أقارب الطفلة المنتحرة أيضاً، بدأت المتهمة الأولى بابتزاز وتهديد أسرة الطفلة بعد إبلاغهم بوجود صور مشينة لابنتهم، وهددت بنشرها.
ثم حصلت منهم على مبلغ مادي واعتذار، إلا أن عائلة الضحية فوجئت بعد ذلك بانتشار الصور وتداولها على نطاق واسع.
تنمّر على طريق المدرسة
وحسب الشهود، فإن الأم طلبت من ابنتها عقب انتشار الصور عدم الذهاب للمدرسة، إلا أن الصغيرة اضطرت للحضور وتأدية امتحان نصف العام.
الطفلة هايدي
وفي طريق ذهابها قابلتها إحدى الفتيات وقالت لها بلهجة لاذعة: "أنا لو منك أنتحر"، مضيفين أن الطفلة عادت من المدرسة وانتحرت بالفعل.
وكانت السلطات المصرية قد ألقت القبض على المتورطين في الواقعة، وهم فتاة وشابان ساعدا في فبركة الصور ونشرها لابتزاز الطفلة وأسرتها، ليبلغ بذلك عدد المتهمين في القضية 5، وهم: الجارة وتدعى غندورة، وتبلغ من العمر 50 عاما، وابنتها عزة إبراهيم وتبلغ من العمر 21 عاما، إضافة لفتاة أخرى تدعى منى، وشابان هما: إسلام شاكر نجل شقيقة غندورة، وصديقه ويدعى محمد علي.
لا عزاء قبل القصاص
ورفضت أسرة الطفلة تلقي واجب العزاء لحين تنفيذ القصاص من المتهمين والحصول على حق ابنتهم.
وكشفت مجموعة إلكترونية للمدرسة التي تدرس بها الطفلة على فيسبوك أن الطفلة كانت تؤدي امتحانات نصف العام الدراسي وانتحرت بعد تعرضها لابتزاز، وسط عدم قدرتها على مقاومة ذلك.
يذكر أن مصر شهدت خلال الآونة الأخيرة جرائم هزت الرأي العام، كان أشهرها واقعة انتحار الفتاة بسنت خالد من محافظة الغربية، عقب تناولها حبة الغلال السامة، بعد تعرضها لابتزاز جنسي أيضا من جانب شابين اخترقا هاتفها المحمول، وحصلا على صور لها وقاما بفبركتها وتركيبها، وإعادة نشرها بطريقة فاضحة ومشينة.