الأقباط متحدون - دراسة لأداء الصحف خلال الفترة الانتقالية تؤكد على تجسيد الصحف لحالة الاستقطاب السياسى الدينى والطائفى
أخر تحديث ١١:٤٢ | الاربعاء ١٢ سبتمبر ٢٠١٢ | ١ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٨٨١ السنة السابعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

دراسة لأداء الصحف خلال الفترة الانتقالية تؤكد على تجسيد الصحف لحالة الاستقطاب السياسى الدينى والطائفى


كتب-عماد توماس
أصدرت مؤسسة ملتقي الحوار للتنمية وحقوق الأنسان تقريرها الرصدي الثالث للصحافة المطبوعة في الفترة  من 27 ابريل  2012م إلى 26 يوليو 2012م  من خلال عينة من الجرائد اليومية والأسبوعية القومية والخاصة والحزبية وهما: الأهرام، واليوم السابع، والمصري اليوم، والجمهورية، والأخبار، والشروق، والأهالي، والوفد، والكرامة، وروز اليوسف، والأسبوع، والأحرار.وتمثلت اهم النتائج العامة للدراسة فى : 
 
1-   برز فى الفترة المبحوثة تعاظم الادوار السياسية والاقتصادية والاعلامية لجماعة الاخوان المسلمين غير المسجلة رسميا  وحزب الحرية والعدالة المنبثق عنهم: 
 
 خاصة مع خوض رئيس الحزب لسباق الرئاسة وتنامت حالة الانتقادات لوجود الجماعة غير المسجلة رسميا فى ظل وجود رسمى لحزب الحرية والعدالة الذى يمثل افراد الجماعة والتناقض السياسى والقانونى المترتب على ذلك .. كما تصاعدت حالة الاستقطاب السياسى والحملات الاعلامية المكثفة التى تقوم على مرتكزات دينية وتروج لنفى الاخر المختلف سياسيا او حزبيا مع الاخوان مع بروز ظاهرة الرشاوى الانتخابية خلال فترة الانتخابات الرئاسية بمبالغ ضخمة استخدمت فى الدعاية مع تعديل قانون تجريم تجاوز حد الانفاق فى الدعاية الانتخابية والغاء عقوبة الحبس والاكتغاء بغرام مالية محدودة للمخالفين .. وازدادت حدة الصراع بين حلفاء الامس  من العسكريين والاخوان والسلفيين ومراكز القوى فى النظام السابق الذين تسببوا فى اطالة المرحلة الانتقالية من 6 شهور تبعا للاعلان الدستورى – مارس 2011- الى 18 شهرا والذين تعاونوا لافساد المحاكمات للفاسدين واحباط الفعل الثورى الديموقراطى لصالح مصالح شخصية على خلفية التنافس المحموم للوصول الى مقعد الرئيس مما ينبىء بصراع طويل قادم بينهم مع استمرار معسكر الثورة فى دائرة الترقب ورد الفعل للاحداث المتلاحقة كل ساعة خلال فترة البحث.
 
2-   استمرار حالة التخبط السياسى لعدم وجود مرجعيات قانونية ودستورية ثابتة: 
 ادى الى تخبط الاداء الصحفى ارتباطا بالاجتهاد الشخصى للقائمين بالاتصال فى الصحف الحكومية او بالمواقف الحزبية السياسية المتناقضة – احيانا – مع ثوابت الحزب ذاته فى الصحف الحزبية او بمصالح الممول الرئيسى فى الصحيفة الخاصة وقد ظهر ذلك فى تذبذب اجندة الاولويات لدى الصحف بصفة عامة فنجد الخطاب الغالب يتبنى الثورة وتوجهاتها ولكن المعالجات الصحفية تتناقض مع هذا الخطاب الثورى ففى القضايا المتعلقة بالانفلات الامنى فى الشارع المصرى – مثلا – نجد الصحف الخاصة تساند الاحتجاجات الثورية وتبتعد تماما عن توجيه اية اتهامات الى رجال الاعمال المتسببين فى الازمات الفئوية وبخاصة عمال المصانع  بل تظهررجال الاعمال كضحايا للثورة يجب مساعدتهم   والصحف الحكومية تعالج القضية من منظور ضرورة تدعيم الشرطة وتحمل الثوار بعض المسؤولية للاستمرار فى الاحتجاجات الفئوية اما الصحف الحزبية فانها تميل الى تحميل المسؤولية لفلول النظام السابق ورجال الاعمال الفاسدين منهم بصفة خاصة وتدعم استمرار الاحتجاجات الفئوية .
 
3-   شهدت فترة البحث اهتماما ملحوظا بتطهير الاعلام من الفساد:
حيث طالب الثوار بمحاسبة القيادات الاعلامية السابقة والاهتمام بدعم حرية الاعلام وتطويره واعادة هيكلته بانشاء مجلس قومى مستقل للاشراف على وسائل الاعلام المقرؤة والمسموعة والمرئية وابعاده عن السيطرة الحكومية وتدعيم دور اعلام الخدمة العامة المملوك للشعب المصرى منذ 1960 ولكن المعالجات الصحفية للقضايا المتعلقة بانتخابات قيادات للصحف القومية رغم نسبتها المحدودة الا انها اكدت اتجاه قادة الاخوان المسلمين والسلفيين من اعضاء مجلس الشورى المشرف على الصحف العامة المملوكة للشعب للسيطرة على الاعلام لصالح توجهاتهم السياسية.. كما برزت تصريحات مباشرة من المرشد العام للاخوان المسلمين والمتحدث باسم الجماعة وغيرهم من قيادات الاخوان فى مواقع نيابية وتنفيذية متنوعة تظهر عداءا للصحفيين وتصفهم بانهم " سحرة فرعون الكافرين " و" لن تكون الصحافة سلطة فى الدستور كما كانوا فى الدستور السابق " و " يجب بيع المؤسسات الاعلامية العامة والاخوان جاهزون لشرائها " كما شهدت الصحف والقنوات الاعلامية التلفزيونية العامة والخاصة مضايقات متنوعة منها تاخير الرواتب الشهرية للعاملين والمطاردة القانونية لبعض الصحفيين والاعلاميين .. وهذا الترصد للاعلام العام المملوك للشعب ويشرف عليه مجلس الشورة ووزارة الاعلام ينبى بصراع طويل قادم بين تيار الاسلام السياسى والصحفيين والاعلاميين بصفة عامة على خلفية معاداة الاسلاميين لحرية الاعلام ذاتها . 
 
4-   جسدت صحف العينة حالة الاستقطاب السياسى الدينى والطائفى مقابل التوجهات المدنية والقومية:
 والتى اصبح لها مؤيدين فى الصحف الحكومية والحزبية والخاصة عبر القائمين بالاتصال من الصحفيين فى تلك الصحف والذين ينتمون  للتيار السياسى الدينى ( الاسلامى والمسيحى ) فى مقابل فريق ينتمى لتيار المدنية متنوع الاتجاهات الايدلوجية وتزايد استخدام كل فريق لاجندة اهتمامات ومفردات لغوية تعطى ايحاءات تطل عبر المعالجات الصحفية المتنوعة للصحيفة وربما تتناقض مع السياسة التحريرية المعتادة للصحيفة ذاتها .. فنجد اقحاما لادلة دينية فى شكل نصوص من الكتب المقدسة او الاحاديث فى متن تقارير صحفية او تحقيقات صحفية .. كما تزايد التوظيف المتناقض للفتاوى التى تحمل الصبغة الدينية مما يتنافى مع حيادية التغطيات الصحفية وتشتيت اهتمامات القراء والجنوح الى وجهة النظر الاحادية فى الرسائل الصحفية .
5-   استمرت ظاهرة عدم الاهتمام بوضع حلول ثورية تعتمد على المشاركة الشعبية للجوانب الاقتصادية والاجتماعية:
 بما يتناسب مع اهميتها للقراء وكونها المحرك الاساسى لاندلاع الثورة المصرية  وركزت الصحف المبحوثة بصفة عامة على الجانب السياسى للاحداث وبخاصة حالة الصراع على السلطة فابرزت فى معالجاتها المواقف السياسية للاحزاب والائتلافات الثورية دون الاهتمام بمشكلات البطالة ورغيف الخبز وانقطاع مياه الشرب وتعثر الزراعة والسياحة والصناعة .
 
6-   استمرت حالة الحرص فى المعالجات الصحفية لصحف العينة على اهمية الدور الذى يلعبه الجيش فى الدولة المصرية قديما وحديثا :
حيث اختلفت فى توجهاتها تجاه اداء المجلس العسكرى الذى يقوم بمهام رئيس الدولة فى المرحلة الانتقالية فنجد الصحف الحكومية فى غالبيتها تؤيد المجلس وتدافع عن كل تصرفاته وتبرر التجاوزات التى وقع فيها اما الصحف الخاصة – عدا الاسبوع - فان معالجاتها تنتقد اداء المجلس والصحف الحزبية فى معالجاتها الصحفية تميل الى الحياد وعدم ابراز موقف واضح .
 
7-   شهدت فترة البحث تغير مستمر فى نوعية المصادر الصحفية والكتاب الذين اعتمدت عليهم الصحف المبحوثة فى مرحلة بداية الثورة والشهور الممتدة حتى نهاية  2011 : 
 
واستمر تراجع الاعتماد على المصادر الشبابية من الثوار الذين يقودون الائتلافات المتنوعة بصورة ملحوظة مع تضاعف اعداد المصادر التى تمثل التيار السياسى الدينى مع استمرا ضاهرة الاعتماد على اسماء غير معروفة كمصادر صحفية غالبيتها وصفت ( بالخبير ) فى مجال تخصصه وهى تختلف عن المصادر التقليدية لما يطلق عليه الصفوة السياسية .. وقد غلب على المصادر الدينية الخطاب المتعصب لوجهة نظره والذى يرفض مناقشة الاراء الاخرى التى تختلف معه ويفتقد معظم المصادر الدينية عنصر الشهرة لدى الجمهور العام .
 
8-   استمر غياب المصادر النسائية او المهتمة بقضايا المراة التى تمثل اراء المراة تماما عن كل الصحف المصرية خلال فترة الدراسة:
 كما سجلت المصادر النسائية اقل من نصف فى المائة  كمصادر للصحف اثناء تغطيات القضايا المبحوثة وكذلك غابت المصادر التى تهتم بقضايا المسيحيين عن غالبية صحف العينة كما تدنت نسبة المصادر المعبرة عن مؤسسات المجتمع المدنى كما غابت المصادر المعبرة عن الفئات المهمشة من الفلاحين والعمال واهالى النوبة والبدو فى معظم صحف العينة
 
9-   من حيث الشكل الذى نشرت به المواد الصحفية .
 توصلت الدراسة الى مجموعة من النتائج الفرعية اولها ان صحف العينة المبحوثة وقعت فى تناقض واضح مابين اولويات اجندة اهتمام الصحيفة واولويات الاخراج الصحفى حيث جاءت غالبية النتائج تؤكد ان اهتمام الصحيفة بقضية بعينها لم يعكسه مكان النشر الصحفى لها حيث كانت الصحيفة تسجل اعلى درجة اهتمام بالقضية من حيث حجم المادة المنشورة ولانجد تحقق لنسبة الاهتمام فى نشر المواد الصحفية بالصفحة الاولى او الاخيرة  للصحيفة !!! اما على الجانب الايجابى فقد استخدمت الصحف المبحوثة الصورة على نطاق واسع كما استخدمت عناصر الجذب البصرى والابراز للمواد الصحفية بصفة عامة .. وقد غلب استخدام عنصر الصور الشخصية بنسبة 68% على الصور الموضوعية كما استخدمت الصحف بتكثيف اساليب الجذب البصرى للقارىء باستخدام المانشت الكبير بعرض الصفحة بنسبة 48% والعناوين الفرعية والكاريكاتير واحيانا الرسوم البيانية بنسبة 7% فقط .
 
10-  اعتمد كل الصحف المبحوثة على قالبين اساسيين من قوالب التحرير الصحفى:
 هما الخبر ومواد الراى وتضاءلت نسبة استخدام القوالب الاستقصائية كالتحقيق والحوارات كما اختفت الحملات الصحفية قصيرة وطويلة المدى وقد جاءت الاخبار والتقارير الاخبارية فى مقدمة القوالب المستخدمة فى الصحف المبحوثة بنسب تتراوح مابين 79% الى 94% فى معالجة كل قضايا العينة وحققت مواد الراى نسب تتراوح مابين 2% الى 22% وتراجعت نسبة الكاريكاتير بصورة ملحوظة بينماحققت التحقيقات الصحفية نسب من صفر% الى 4.75% والحوارات حققت نسب مابين صفر% الى 3.5% .. وهو مايعبر عن ضعف عام فى المعالجات الصحفية للقضايا المبحوثة يعكس ضعف اداء الصحفيين مما سينعكس سلبا على الثاثير الصحفى المفترض على الراى العام لفراء الصحف المصرية .  

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter