كتب - محرر الاقباط متحدون ر.ص
احتفلت الكنائس القبطية الارثوذكسية، بقيادة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بذكرى انتقال السيدة العذراء مريم.
وفي اطار المناسبة سلطت جريدة الدستور الضوء على كتاب البابا المتنيح شنودة الثالث، الذي خصصه للعذراء.
يقول البابا الراحل في مقدمته :
لا توجد امرأة تنبأ عنها الأنبياء واهتم بها الكتاب، مثل مريم العذراء.. رموز عديدة عنها في العهد القديم. وكذلك سيرتها وتسبحتها والمعجزات: في العهد الجديد، فما أكثر التمجيدات والتأملات، التي وردت عن العذراء في كتب الآباء.
وما أمجد الألقاب، التي تلقبها بها الكنيسة مستوحاة من روح الكتاب .. إنها أمنا كلنا، وسيدتنا كلنا، وفخر جنسنا، الملكة القائمة عن يمين الملك، العذراء الدائمة البتولية، الطاهرة، المملوءة نعمة، القديسة مريم، الأم القادرة المعينة الرحيمة، أم النور، أم الرحمة والخلاص، الكرمة الحقانية.
هذه التي ترفعها الكنيسة فوق مرتبة رؤساء الملائكة فنقول عنها في تسابيحها وألحانها: فتقول علوتِ يا مريم فوق الشاربيم، وسموت يا مريم فوق السرافيم .
مريم التي تربت في الهيكل، وعاشت حياة الصلاة والتأمل منذ طفولتها، وكانت الإناء المقدس الذي اختاره الرب للحلول فيه، فهناك أجيال طويلة انتظرت ميلاد هذه العذراء، لكي يتم بها ملء الزمان.
فهي التي أزالت عار حواء، وأنقذت سمعة المرأة بعد الخطية. إنها والدة الإله، دائمة البتولية، إنها العذراء التي أتت إلى بلادنا أثناء طفولة المسيح، أقامت في أرضنا سنوات، قدستها خلالها، وباركتها، وهى العذراء التي ظهرت في الزيتون منذ أعوامًا قريبة (1968)، وجذبت إليها مشاعر الجماهير، بنورها، وظهورها، وافتقادها لنا.
وهي العذراء التي تجري معجزات في أماكن عديدة، نعيد لها فيها، وقصص معجزاتها هذه لا تدخل تحت حصر .. العذراء ليست غريبة علينا، فقد اختلطت بمشاعر الأقباط في عمق، خرج من العقيدة إلى الخبرة الخاصة والعاطفة.
ما أعظمه شرفًا لبلادنا وكنيستنا أن تزورها السيدة العذراء في الماضي، وأن تتراءى على قبابها منذ سنين طويلة، ولم توجد إنسانة أحبها الناس في المسيحية مثل السيدة العذراء مريم، ففي مصر، غالبية الكنائس تحتفل بعيدها.