Oliver كتبها
- أدرت ظهرى للهيكل.تخطيت أسوار أورشليم.ملامح الحراس تخبو كلما إبتعدت. جلبة الهيكل تخفت.في وادي ظل الموت أسير صوب أريحا.أحمل ما كسبت أو أحمل ما سأخسره لا فرق.السير في الوادي المنحدر مصحوب بالخوف بالوحشة و الإغتراب,حين تضاءلت مبانى الهيكل ساد ظلام موحش.كنت أدندن في قلبي نغمات أغنيها بلكنة إبنتي الصغيرة التي خطفت قلبي حين خرجتُ فأخذتها في قلبي و خرجت.كانت أغنية يهودية قديمة من( الكيناه) و هي اشعار الحنين اليهودي إلي المجد القديم تزيد أشجاني كأنما تهيئنى لكارثة مقبلة مع أن كلمة الأمل كانت تتكرر في أبياتها لم أكن أعلم أن الأمل سيصير نشيد وطننا بعد ألفى عام.
- أنا المخلوق سادس يوم الخليقة الخارج من القدس العتيق الجديد .من عند مفرق ميشور أدوميم بدأت أتجهز للسير ستة كيلومترات بدءاً من مغادرة أورشليم عبر وادي الكلت إلي أريحا. تؤانسني نغماتي الحزينة فأسرع الخطى كي لا أستمع لصوتي الأجش كثيراً و أنا أغني كالمراثي في وحدتي.طيف إبنتي يأتي هنا و هناك.
- ما أن سرت بأمان وقتاً قصيراً إلا و سمعت من خلف أشجار التين المتناثرة صوت حفيف كالحية.لم أبصر أحداً لكن الخوف أفقدنى السلام .تعريت من الفرح بالقلق علي على شواقل قيصر حول وسطى ,المال الذى معى يقلقني بينما يحسبه البعض سر سلامهم.ربما لا يحملون أموالهم مثلى في وادي ظل الموت .
- ظننت أن الأصوات تأتني من بعيد تحملها نسائم تلال الزيتون القريبة لكني تفاجئت بجمع من قطاع الطرق.أحاطوني في يوم بليتي.ضربوني بلا سبب.نهبوني و إنهالوا على بالحجارة قاصدين موتي حتي تسربلت بدماءي الفاسدة .حسبونني ميتاً و تركوني غائباً عن الوجود. ثعالب الحقول تعوى قرب أذنى و خيالي يدور في دوامات و الرياح تقطع جروحي .صوت الذئاب يقترب و كلمات نشيد طفلتي تتهاوي مع الأحجار من رأسى .لم أعد أعى شيئاً و لا أسمع شيئاً و لا أدرى من أنا و لا أين أنا.ماتت في التو ذكرياتي.
-لا أدري متي فتحت عيني.كنت اسمع رجالاً يتحاشون أن يصطدموا بى.ما فكر أحدهم في إخراجى من دائرة الموت.اللعنات تنصب علىً من الذين إعتبرونني ميتاً و من الذين تفادوا الدوس علي دمي ليس حرصاً على بل كي لا يتنجسوا.حين أراد أحدهم أن يتحقق من موتي رماني بأول حجر يصادفه كي لا يلمسني عن قرب فزادت جراحاتي جرحاً ممن حسبتهم يخلصون الجريح.الحجر اصاب رأسي و كاد يمزق عيني فإنفتحت و صرت أبصر الدنيا كالبخار تظهر قليلاً ثم تضمحل.
رايت شبحاً لكاهن.عرفته من ثيابه و ذيل رداءه الطويل و خشخشة الأجراس في جبته.كأنما هو مستعد لتقديم ذبيحة.لذلك تجنبني فأنا لا أصلح ذبيحة له.دمى يعطله عن دم التيوس و العجول.داس ظلي و عبر و هو يتمتم فلم أنتبه لما قال؟ مر الوقت و الناس يعبرون بعيداً عن مجالي خائفين.حتي جاء لاوي.في يده بعضاً من خمر و خبز.شممت الخمر حين إقترب من وجهي و رأيت الخبز فحسبت أنه يسعفني لكنه إحتفظ بالخبز لنفسه و الخمر كذلك و جري مسرعاً .يبدو أن لديه خدمته الطقسية ليلحق بالكاهن الذي سبقه و إلا يستغني عنه كما إستغنوا عني.شعرت أننى لن أذوق الخمر أو الخبز فيما بعد فطلبت لنفسي موتاً لعلي أستريح و أغمضت عيني و رحت بعيداً بعيداً أتوقع وصولى للجحيم.
- لا أدري كم من الوقت مضي.لكن جاء ملء زمان الحياة.حين فتحت عيني فوجدتني أنام متنعماً في فندق لم أدفع في سكناه مالاً.الزيت يغمر وجهتي لا الدم.صوت لم أسمع أحلي منه يملأ أذني.يكلم رجاله كي يطببون وجعي و هم له خاشعون كرب.الرجل البهي بوعد صارم يخاطب أحدهم ,كملك يكلم الملائكة.يأمرهم أن يعتنوا بي و هو دافع كل نفقتي.
- نظرت في الرجل قبل أن أغيب عن وعيي.كانت ثيابه ملطخة بالدم .دمه هذا أم دمى لست أدرى.آثار جسدي علي كتفيه.كنت محمولاً على كتفيه فإنطبعت رائحته في رائحتى.كنت ثقيلاً جداً عليه.حملنى فيه حتى توحدت معه. جسده في جسدي كأنه بادل موتي بحياته.حملني لوقت طويل.و أشعر أنه ما زال يحملنى.
- الكاهن حكم بموتي و اللاوي أشاح عنى بعيداً وصوت الرجل البار صار لي في اللاوعي أكثر من الوعي لأني لست متحققاً من هذا الرجل أهو من الأرض لا أعلم من السماء لست أعلم .هو يعلم.هل هو إنسان أم إله أم الإثنين معاً.هو سمائي.جاءني من فوق و وضعني فوق منكبيه وحده و وحدي.أسكنني في الفندق.أنا الذي وقع بين اللصوص أخيراً وقعت في يدي المخلص و إلي اليوم أنا في الفندق و ما زال مخلصى الصالح يدفع النفقة.صرت غنياً لما أصبحت فقيراً له.لم أعد أحمل شواقل قيصر .أهي قصتي أم قصة كل إنسان لست أدري