الأقباط متحدون - الحساسية المفرطة ... جعلت من بعضنا بدون دم و نخوة.. !!!
أخر تحديث ٠٩:٣٤ | الاربعاء ١٢ سبتمبر ٢٠١٢ | ١ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٨٨١ السنة السابعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الحساسية المفرطة ... جعلت من بعضنا بدون دم و نخوة.. !!!

 بقلم : نبيل المقدس  
 لا شك أن الحساسية الزائدة ( المفرطة) هي طريق مسدود ويحيد عن طريق الحق .. ومع ذلك فإن أساس تقدم البشرية هو الحساسية .. ولنا مثال في ذلك تعلمته منذ صغري من مدرس النشاط المدرسي بمدرسة الأمريكان بأسيوط فقد كان يعلمنا ماهو الفرق بين الحساسية السوية والحساسية المفرطة .. حيث قال لنا أن المحار " حيوان رخوي بحري " أظهر الله لنا فيه شيئا من الحكمة علينا أن نتعلمه منه , فقد جعل هيكله العظمي من الخارج وقوقع جهازه العصبي من داخله , بقصد أن يحمي نفسه من الألم وإعتداءات الحيوانات البحرية الأخري عليه , أي ألصقه بداخل صخرة وأبقاه متقوقعا في داخلها .. هذا عظيم .. لكن وبالرغم أن هذه الصخرة التي إلتصق هذا الحيوان البحري في داخلها قد قدمت له الحماية من الآلام , إلاّ أنها منعته من النمو أو التطور بمرور الزمن ... هذا بعكس الإنسان حيث وضع الهيكل العظمي بداخله , وجعل الجهاز العصبي في الخارج .. وهذا يعني أنه عُرضة للحساسية الشديدة , ومن تَمَ للآلام الشديدة التي تجعله يتقدم ويتطور ويحتج خلال مرور الحياة به ... لأنه إن لم يحس بالأوجاع والنبذ سوف يظل صغير في نظر الآخرين ولا يتبقي له إلا الفشل والهزيمة والذل والعبودية . 
 
     منذ فترة اي منذ حوالي تقريبا 6 سنوات .. كانت رسالتي دائما عندما أدعو إلي مؤتمر للشباب هي عدم الهجرة , وترك بلاد أجدادنا حتي ولو كان بقاؤنا علي حساب دمنا .. وكنت اذكرهم دائما أنه إلي الآن لم نواجه الإضطهادات العنيفة التي واجهها أجدادنا واسلافنا منذ دخول العرب بدينهم الجديد في مصر .. "ربما سيتخذ بعض الأصدقاء المسلمين موقفا مني" لأنني صارحت أن أجدادنا واجهوا وقابلوا إضطهدات عنيفة من قِبل العرب .. اتمني أن يقتنعوا بأن الكثير من أجدادنا وأجدادهم طارت رقابهم من أجل أن يتحولوا إلي الإسلام .. ارجو منهم أن لا ينكروا هذه الأحداث لأن التاريخ تكلم وسوف يظل يتكلم عنها .. أنا لا ألوم إخوتي الأحباء المسلمين .. فهم ايضا كانوا ضحايا هذا الغزو .. ربما كان لديهم  أجداد لهم طارت رقابهم كما سبق وذكرت لإمتناعهم عن إعتناق الإسلام , وربما مَنْ جاء من ابناء أجدادهم اعتنقوا الإسلام عن دراسة ووعي وإقتناع .. أو بسبب عوامل اخري. لكن سنظل إلي الأبد إخوة في الوطن , لا يفرقنا سلفييون أو إخوان أو شيعة أو رئاسة مستبدة أو إستعمار .. والتاريخ علي مدار القرنين الماضيين يدل علي هذا الترابط وأثبته في درج الأحداث والتاريخ . 
 
     كان لدي أحد المفكرين لم اتذكر إسمه  قولا :" أن الحيـــــاة هي الحساسية " لم أفهم وقتها ماذا يعني .. لكن عندما تعمقت في قرائتها بالتفصيل وصلت إلي نتيجة هامة جدا وهي طالما ان الحيــــاة هي الحساسية , فهي سر نهوضنـــا وسر سقوطنـــا .. ويضيف أن الحساسية الموجهة خارجيا إلي الآخرين هي سر الحيـــاة النامية الإيجابية .. أما الحساسية الموجهة نحو ذاتك أو نفسك فهي تؤدي إلي الحيــــاة الفاشلـــة .. بمعني آخر أن كانت الحساسية سوية ومُعرضة للمؤثرات الخارجية فأنت اكيد سوف تحتج وترفض مما يؤدي إلي نموك وتقدمك ونول حقوقك .. أما إذا كانت الحساسية مفرطة وجعلت جهازك العصبي وراء هيكلك العظمي فهذ يعني انك سوف تظل في مكانك لا تتحرك لأنك سوف لا تحس او تشعر بالألام والأوجاع .. فيصير  نهب الأرض التي تعيش عليها وسلب  عرضك وشرفك وربما إيمانك سهلا جدا وفي متناول مَنْ هم الأكثرية ...!!! 
 
   ما جعلني أكتب عن الحساسية المفرطة .. هذه الأبواق التي إنطلقت أخيرا من بعض أفراد كنت أظن فيهم حبهم وتمسكهم بكل شبر من وطنهم مصـــر .. بتشجيعهم أبناء مصـــر إلي الهجـــرة , واكثر من ذلك هو إصدارهم هذه الفكرة الشيطانية التي لم تخطر علي بال مسيحي مصـــر ألا وهي تقسيم مصـــر إلي جزئين .. جزء مسيحي عاصمتها الإسكندرية .. والجزء الإسلامي عاصمتها القاهرة ..  لكن واضح أن هذا الفكر العبثي آتاهم من بعد  فشلهم الصارخ في حشد جموع مسيحي المهجر والمنتشرين في العالم لتأييد الفريق احمد شفيق في الإنتخابات الرئاسية السابقة لتجنب وقوع مصـــر في دولة دينية بعيدة كل البعد عن الدولة المدنية والتي هي حلم كل مسيحي مصـــر واغلب مسلمي مصــر المعتدلين . 
    مع كل هذه الدعايا التي اطلقها قليل من اقباط مصر ايا كانوا من الداخل او من بلاد المهجر فكلاهما عبث وتفكير ضحل , وعمل باهت لا يرقي  ابدا بالمستوي العقلي والفكري لهؤلاء الفطاحل كما توهمنا منهم سابقا أنهم اكثرالناس تمسكا بكل شبر من ارض مصر . كنت أنتظر منهم بيانا صريحا يظهر الخطوات العملية نحو تجهيز ابنائنا في الخارج  في المشاركة الفعلية في عملية انتخابات مجلسي الشوري والشعب التي بدأت تدق اجراسها كي تعلن بداية المنافسة .. نحن نريد منكم مشاركة وتشجيع في إقتحام المشاركة السياسية .. نحن كأقباط مصر نرفض أي حل فيه سلب ولو حق واحد من حقوقنا المشروعة .. نحن نرفض مبدأ ترك بيتي وارضي وحارتي التي رأيت فيها طفولتي . كما نرفض التجمع في مكان محصور من ارضنا مصر بعد ما كنا أحرارا ولنا الحق أن نتنقل في اي مكان من صعيد مصر إلي شمالها ..  نحن نرفض أن اترك شريكي وجاري المسلم والذي بدأ يعاني الكثير من سياسة الدولة الدينية الإخوانية ...   من رأيي كل من يفكر في هذا لفكر العبثي فهو خائن لوطنه ولدينه...!!! 
 
    لي الفخر بعد ما قرأت مقال كاتبنا المهندس عزمي ابراهيم .. لمحت فيه رفضه لمشروع التقسيم .. كما اشهد وافتخر ايضا بصدق وبآمانة برفض الكثيرين من إخوتنا المعلقين التي لهم مشوار عظيم في ابداء رايهم السديد في جميع المقالات كما انهم صادقون ولا غبار علي وطنيتهم أمثال الأستاذ ادوارد والدكتور عادل والأستاذ العظيم الأسيوطي .. وغيرهم الكثير ... مثل المصري المصري بغض النظر عن وجود مشاكل ربما نتيجة لبس في المفهوم بينه وبين الآخرين .. لكن كل تركيزي هو مدي إفتخاري بوطنيتهم وتمسكهم بكل شبر من ارض مصر الغالية . 
 
تعالوا بنا نتذوق الآلام .. والشدائد ... والإضطهادات ... لكن علينا ان نوقف سلبيتنا .. ون نبدأ في المعارضة الصريحة .. فلنكرر ماسبيرو بدل المرة عدة مرات .. كما اناشد المؤسسات الدينية ان لا تفتي ولا تدخل في شئون ابنائها السياسية ولا تلمح لهم بعدم التظاهر من قريب او من بعيد , او بكلام مباشر او غير مباشر ... تعالوا بنا ننطلق ونفتح صدورنا بشجاعة وبلا خوف بالحكمة وبالكلمة وبالعمل السياسي الصحيح .. لكي نوقف اي عدوان علينا .. ويجب ان نفرض عليهم أن حقوق اقباط مصر هي ((الخط الأحمـــر)) ...!! 
 
اتخيل أن روح المهندس عدلي ابادير رائد العمل من اجل حقوق مصر حزينة الآن علي ما وصلت به هذه الشخصيات في فتواهم بتقسيم مصر ليصبح نصيب الأقباط من أرضهم لا يزيد عن مسافة بين محطتي مترو انفاق ..!!! 
  
ملحوظــــة : 
ياليتنا نجعل هذه لصفحة .. عبارة عن صلوات لحفظ مصر من الأيادي العابثة .. وصلوات خاصة لشفاء كل مريض يحتاج إلي لمسة شفــــاء ...!!!!  
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter