نادر شكرى
وقالت كنيسة الروم، في بيان:"اجتمعنا في مدينة الإسكندرية الكبرى بدعوة من البابا ثيودوروس الثاني، بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر إفريقيا، وبشعور بالمسئولية تجاه قطيعها ومسارها الرسولي التاريخي الذي امتد لقرون، يعلن رؤساء أساقفة البطريركية التقليدية والقديمة للإسكندرية، عقب اجتماعهم، بحث المعايير الكنسية بطرق متعددة ومتنوعة للغزو غير القانوني وغير الكنسي للبطريركية الروسية "لخلق تكوينات كنائسية جديدة في إفريقيا" ، يعلن ما يلي:
-بالفعل في السنوات القليلة الماضية ، بسبب حقيقة الاعتراف من قِبَل غبطة البابا ثيودوروس الثاني ، بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر إفريقيا ، بالاستقلال الذاتي للكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية، تلقينا فجأة الغزو ألا أخلاقي والتوغل للكنيسة الأرثوذكسية الروسية بطرق إنكار الطرق والتقاليد الكنسية، التي احترمها جميع أسلاف البطريرك كيريل الروس، لاكتساب الإكليروس المحليين من بطريركيتنا، باعتباره فرضًا مباشرًا لإجراءات انتقامية وبالتالي للابتزاز أو الانتقام منا.
-بالفعل وبعد إعلان بطريركية موسكو في التاسع والعشرين من كانون الأول (ديسمبر) 2021 بإنشاء إكسرخسية لها بشكل غير قانوني تمامًا في أفريقيا، الآن لدينا قرارات رسمية وتصريحات لكنيسة روسيا ومقابلات مع مسؤوليها التنفذيين فيما يتعلق بإنشاء إكسرخسية روسية ضمن حدود بطريركيتنا، وذلك على أساس "قوانينها" الداخلية وليس الأحكام الأساسية الكنائسية، مكونة من الإكليريكيين الذين شلحوا أنفسهم من بطريركيتنا، أو أولئك الذين تحت الفحص (الموعوظين) ومن أصل غير معروف وصفوا أنفسهم بأنهم أرثوذكس، لكنهم لم ينتموا أبدًا إلى بطريركية الإسكندرية.
-من خلال هذه الإجراءات ، تُبذل محاولة لتغيير الإكليسيولوجيا الأرثوذكسية في العديد من معاييرها الخصوصية، ولكن بشكل رئيسي في مسألة حدود التشكل الإداري في بنية كنيسة المسيح، بدوافع بعيدة كل البعد عن التقليد الأرثوذكسي. ونفهم مع الأسف أن هذه الأسباب تنبع دائمًا من أسباب سوء النية، وهي مصابة بفيروس "الكراهية العرقية" التي أدانها سينودس 1872.
-بالطبع، الروح العلمانية ليست غائبة عن هذه القرارات، حيث لا تزال تشير إلى معايير "الاستعمار الجديد" ويدعي الأولوية العالمية، المعروفة منذ العصور الماضية في القارة الأفريقية المنكوبة، والتي لا تتفق مع روح الخدمة بالتضحية كما لا توافق تقليدنا الأرثوذكسي المقدس.
-سينودس هرمية (الهيئة الكهنوتية) العرش الإسكندري في دهشة حزينة احتجاجًا على بطريرك روسيا ومجمعه. لأنه بالنسبة لنا نحن "أتباع آبائنا القديسين" حدود كل كنيسة محلية شقيقة واضحة جغرافيًا، وقد ورسمتها المجامع المسكونية وتستحق الاحترام.
-نحن نحتج لأننا من الناحية العملية لم نشارك أبدًا في حدود أي كنيسة شقيقة محلية، ناهيك عن الكنيسة الروسية. هذا ليس فقط لأن رسالة الحب الإنجيلي تدعونا إلى ذلك، بل أيضًا لأننا قاتلنا لمدة قرن وتعايشنا مع طوائف وديانات مختلفة بروح الاحترام المتبادل والتفاهم، لكننا نتلقى ضربة غير أخوية من الروس الذين نفس الدين.
-نحن نعتبر أنه من خلال هذه الأساليب يتم انتهاك جوهر إيماننا الأرثوذكسي مرة أخرى بوحشية وخاصة في المجال الحساس للإرسالية (Mission) في إفريقيا، الذي "تغذى" بواسطتنا "كطفل رضيع باللبن وليس بالقوت اللاهوتي القوي" وفقًا لتعبير بولس، الذي هو بالنسبة لنا مبدأ ومقياس، يوجه جهودنا الرسولية.
ولفت البيان إلى أنه تحقيقًا لهذه الغاية، تقرر ما يلي:
- إيضاح الأمر للبطريركية المسكونية الجليلة والكنائس المحلية، من خلال رؤساءها، بتسليم رسائل بطريركية التي سوف توصف "وباء" التشويش الذي أصاب "أطفالنا المولودين في المسيح"، الأفارقة المخلصين، نتيجة للأعمال الواضحة وغير المرئية للأشخاص مكلفين من الكنيسة الروسية.
- التطبيق الأمين والمباشر لأحكام الشرائع الإلهية والمقدسة والعقوبات الكنسية على المخالفين.