الأنبا بيشوي: الرواية بها تأصيل للتعصب ضد المسيحية
الأنبا مرقس: زيدان كمن يحاول كسر صخرة براسه
القمص عبد المسيح بسيط: الرواية مقتبسة من رواية إنجليزية
رفعت فكري: فوز الرواية جاء لما تحتويه من إهانة للمسيحية
خاص الأقباط متحدون تحقيق- عماد خليل
بعد فوز رواية عزازيل ليوسف زيدان بجائزة "بوكر" للرواية العربية وتلك الرواية التي أثارت غضب وإستياء المسيحيين في مصر بعد أن تعرضت للعقيدة القبطية.
فقد أعربت الكنيسة عن إستيائها لفوز الرواية بتلك الجائزة وأكد الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس أن تلك الخطوة تأصيل للتعصب ضد المسيحية وأشار إلى أنه كان من المفروض مراعاة شعور الكنيسة من جانب القائمين على الجائزة خاصة أن الكنيسة القبطية ترفض كل ما يسيء للإسلام وأشار إلى أن فوز زيدان يشبه فوز سلمان رشدي بجائزة مماثلة عن روايته "آيات شيطانية" وإن هذه الجائزة ستشجع على الأدب المناهض للأديان وإن الهدف من تلك الرواية كان الكسب المادي وأعلن عن رد على الرواية سيصدر خلال شهر يتولاه بنفسه وأشار إلى انه لم يتأخر وإنما لإعداد رد علمي دقيق يكشف تزوير الرواية.
وأكد الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة ورئيس لجنة الإعلام بالمجمع المقدس ان فوز الرواية بتلك الجائزة لن يكسبها شيء ولن تنال من العقيدة المسيحية الثابتة وشبه ما يفعله زيدان وأمثاله كمن يحاول كسر صخرة براسه وفي النهاية يكسر راسه هو لا الصخرة.
أكد القس رفعت فكري راعي الكنيسة الإنجيلية بشبرا ان الجائزة جائت متعمدة خاصة لسيطرة التيار الأصولي المتعصب على العديد من الجوائز وما حدث من رد فعل غاضب على الرواية ما أكسبها تلك الأهمية وشبه ما حدث بفيلم "بحب السينما" الذي ثار ضده ضجة وبالتالي إكتسب شهرة منها، وأضاف انه كان من الممكن وجود روايات أفضل منها للفوز بالجائزة ولكن موقفها وما تحتويه هو سبب الفوز ولكنه طالب برد علمي على تلك الرواية بدلاًَ من حديث الصحف والقنوات الفضائية.
وأيد الأنبا بسنتي "أسقف حلوان والمعصرة" كلام الأنبا بيشوي وقال الكنيسة تنتظر رد الأنبا بيشوي لكشف حقيقة الرواية المزورة مشيراًًَ إلى أن الخروج على ما هو ثابت ومنتظم في الأديان لا يعتبر إبداع وإنما "إفساد".
من جهة آخرى إتهم القمص عبد المسيح بسيط زيدان "بإقتباس" فكرة عزازيل من رواية عن شخصية "هيباتيا" للعلم والمؤرخ الإنجليزي تشارلز كنجزلي Charles Kingsley (1819- 1875م)، والتي كتبها سنة 1853م، وترجمها الدكتور عزت ذكي إلى العربية بعنوان "هايبيشيا" ونشرت في الستينيات.
وتتكون شخصياتها الرئيسية من بطل الرواية وهو راهب من وادي النطرون يسمى فليمون والبابا كيرلس عمود الدين بطريرك الإسكندرية الرابع والعشرين (412 - 444م) والفيلسوفة المصرية ذات الأصول اليونانية هيباتيا.
وتدور أحداثها وشخصياتها حول أحداث العنف التي سادت النصف الأول من القرن الخامس الميلادي وهي الفترة التي تلت إعلان المسيحية كديانة الإمبراطورية الرومانية الرسمية سنة 391 م والتي كان فيها البابا كيرلس عمود الدين بطريركاً للإسكندرية.
وهي نفس فكرة د. يوسف زيدان سواء من جهة الأشخاص الرئيسية الراهب والبطريرك وهيباتيا، وتتكلم عن نفس الأحداث ولكن كل بحسب توجهه وأسلوبه، أي أن الدكتور زيدان قرأ هذه الرواية.
وأوضح بسيط أن "عزازيل" تضمنت إساءة بالغه للكنيسة القبطية سواء في تاريخها او أشخاصها وقال "لقد وصف الكنيسة بأنها أظلمت العالم وان كهنتها يأكلون كل ما هو يانع في المدينة ويملؤن الحياة كأبة ويتكاثرون كالجراد وإنهم لعنة حلت بالعالم وصوتهم مثل فحيح الأفاعي ويقتلوا بإسم ربهم العجيب كل من هو غير مسيحي، وأعلن بسيط أنه أعد رد مفصل على عزازيل سيطرح خلال اسبوع في الكنائس تحت عنوان "عزازيل جهل بالتاريخ أم تزوير للتاريخ".
يذكر أن زيدان هو أستاذ للفلسفة الإسلامية وتاريخ العلوم، ومدير مركز المخطوطات ومتحف المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، وقد صدر له 54 كتاباً بمجالات تراثية مختلفة، وتدور أحداث روايته في القرن الخامس الميلادي بين صعيد مصر والإسكندرية وشمال سوريا، في فترة إنقسامات، عقب تبني الإمبراطورية الرومانية للمسيحية وتبلغ قيمة الجائزة الأولى 50 ألف دولار، أما الكتّاب الذين يصلون إلى لائحة التصفيات النهائية، فسيحصل كل واحد منهم على عشرة آلاف دولار.
والروايات التي دخلت القائمة إلى جانب الرواية الفائزة الصادرة عن دار "الشروق،" فهي رواية "جوع" للمصري محمد البساطي، الصادرة عن دار الآداب، و"المترجم الخائن" الصادرة عن منشورات رياض الريس للكاتب السوري فوزي حداد- الآداب، ورواية "الحفيدة الأمريكية" للعراقية إنعام كج جي عن دار الجديد، و"زمن الخيول البيضاء" للأردني إبراهيم نصرالله- من إصدار الدار العربية للعلوم..