علقت إثيوبيا لأول مرة على استقالة رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، معربة عن ثقتها في قدرة الشعب السوداني على حل مشاكله دون تدخلات خارجية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، السفير دينا مفتي، في تصريحات مع وكالة الأنباء الإثيوبية، إن "أديس أبابا تحرص بشدة على سلام واستقرار السودان، والشعب قادر على حل مشاكله دون تدخلات خارجية".
وأضاف أن بلاده "تراقب عن كثب الوضع في السودان، وعلى ثقة في قدرة الشعب على حل خلافاته الداخلية سلميا دون أي تدخل أجنبي"، معربا عن أمل إثيوبيا في حل الأزمة الحالية بالسودان لما فيه مصلحة الشعب والوقوف بشدة في وجه أي تدخلات خارجية.
وتسود حالة من الارتباك المشهد السوداني في أعقاب استقالة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، حيث قدم استقالته، عبر خطاب مطول للسودانيين، شرح خلاله تداعيات الأزمة والأسباب التي دفعته لمغادرة المنصب، والتي من بينها عدم قدرته على التوصل لتوافق سياسي لتكملة الفترة الانتقالية.
وقال حمدوك، في خطاب الاستقالة: "قررت أن أتقدم باستقالتي وأن أرد الأمانة للشعب السوداني". وتابع رئيس الوزراء السوداني: "نلت شرف خدمة بني وطني لأكثر من عامين وخلال هذه المسيرة أصبت أحيانا وأخفقت أحيانا أخرى".
وكان وزير الدولة الإثيوبي للشؤون الخارجية رضوان حسين، قال إن قضية الحدود مع السودان صغيرة، وتم إعدادها من بعض الجهات الخارجية ذات المصالح الخاصة.
وأشار الوزير الإثيوبي في مقابلة مع وكالة الأناضول إلى بساطة قضية الصراع الحدودي في مثلث الفشقة، المنطقة الحدودية المتنازع عليها منذ عقود، التي ظلت من دون ترسيم واضح للحدود، مؤكدا أنها قضية تعود إلى العصور الاستعمارية.
وأضاف: "على الرغم من الاستفزازات، خصوصا من الجناح العسكري للحكومة الانتقالية السودانية، رفضت إثيوبيا الرد، لاعتقادها أن الصراع ناتج عن قضية مصطنعة نعلم الجهات الخارجية التي دفعت بها، وهو أمر لا يجدي نفعا لكلا البلدين".
وفي نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أكد رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، أن السودان ليس له عداء مع إثيوبيا وملتزم بعلاقات حسن الجوار معها، وذلك بعد أيام من شن قوات إثيوبية هجوما على منطقة الفشقة الحدودية جنوب شرقي السودان، أسفر عن 6 قتلى من القوات السودانية.
وجدد البرهان التأكيد أن الفشقة أرض سودانية خالصة، متعهدا بعدم التفريط بأي شبر من أراضي السودان.
وتتنازع الخرطوم وأديس أبابا على أراضي منطقة الفشقة التي تبلغ مساحتها نحو 12 ألف كيلومتر مربع، حيث يدعي كلا الجانبين امتلاكه إياها، لكنها تخضع حاليا لسيطرة السودان، الذي أعلن مطلع العام الجاري استعادة كامل أراضيه الحدودية من إثيوبيا.