بقلم / محمود الزهيري
 
ليس غريباً علي شعب دولة أوروبية هذا الصنيع الإنساني الحضاري , في مواجهة ( الدولة الدينية العنصرية المتخلفة في مصر) , فأوروبا تحارب التخلف والجهل والعنصرية , ونحن نستخدم الجهل أداة , والتخلف وسيلة , والعنصريات أدوية نعالج بها أمراضنا المستعصية التي ليس لها علاج منذ مايزيد علي ستون عاماً من سطوة العصابات العسكرية الدينية المسلحة علي الدولة والمجتمع !!

لقد قالها أحد رواد التنوير في مصرمنذ زمن ليس ببعيد , أيام كانت مصر دولة مدنية , بها قيم التمدن والأنسنة والتحضر : " كلما يممت وجهي للشرق إذددت كفراً , وكلما يممت وجهي للغرب إذددت إيماناً " .

الأقليات الدينية , ليس لها ذنب في أنها أقلية , والأكثرية الدينية ليس لها فضل في أنها أكثرية , لأن الكثير هنا , قد يكون قليل هناك , ولأن المسألة العددية الدينية متعلقة بالوراثة والجغرافيا.

وفي مصر تمت العديد من المجازر للأقباط , وتتم معاملتهم كأنهم عبيد , ونفس المعاملة مع الشيعة والبهائيين والنوبيين وبدو سيناء و الصحراء الغربية , ومعهم كل أنصار العلم والعقل والحرية , ناهيك عن النساء والفقراء والاطفال والحيوانات الضعيفة , وحتي العنف ضد الأشجار والبيئة 
الذي جعلني في حالة من حالات السعادة التي تصاحبها حالة من حالات الأسي , أن الدولة الهولندية , وافقت رسمياً علي منح حق اللجوء السياسي لأقباط مصر , وهذا الحق الممنوح لأقباط مصر , ليس قراراً سياسياً من الإدارة السياسية الحاكمة , ولكنه أتي بناء علي قرار صادر بأغلبية أعضاء البرلمان الهولندي , الذي يمثل الشعب الهولندي , وليس السلطة الحاكمة الهولندية , وهذا ما جعلني أشعر بحالة من الأسي , لأن الشعوب تقرر , والسلطة تنفذ , أما أنظمتنا الحاكمة فهي التي تقرر وتختزل كافة السلطات لديها .

والذي جعلني سعيداً أن كافة المضطهدين أصبح لهم فضاء واسع للحرية بديلاً عن الاختناق كمداً ويأساً في بلادهم .
وما جعلني في حالة من الحزن , أن قرار البرلمان الهولندي لم يشمل جميع المضطهدين في مصر , فهنيئا للأقباط وأمنياتي لباقي المصريين بالحصول علي نفس الحق .
فالشكر موصول للبرلمان والشعب الهولندي , والتهنئة الواجبة لأقباط مصر , والأمنيات لباقي المصريين !!