بقلم اوليفر
- الله محبة.هذه العبارة الذهبية.تجمع الله و المحبة معاً.فلا نعرف الله من غير المحبة و لا نعرف المحبة من غير الله.و لأن الله عميق عجيب فإن المحبة كذلك تبدو كاللغز و لكنها لغز شهي نتلذذ بإقتناءه.
- كل واحد يمكنه أن يقول أنني أحب.فأنواع الحب بعدد البشر.مثلما درجات الإيمان.الحب متاح للجميع فليس الحب صعباً لكن إثباته يحتاج إلى جهد عظيم.
- الحب كنز القلب, نقتنيه و يقتنينا.لكننا نقتنيه مغلفاً.لا ينفتح كله.نغتنى بمجرد إقتناءه.هو ضمانة لتسديد الديون و لكن الحب لا يمس.لا ينقص مهما أنفقت منه بل تجده أكثر وفرة.يفتخر به المحبون لكن المعرفة عنه شحيحة.لا أحد يقتني كل الحب مثل الله.المحبة أسمي من أن تدرك كلها.
- الحب كامن في علياءه و نظن أننا إمتلكناه.تماما كما نقول عن الله.لسنا نقتني الحب بل هو يملك علينا. كلما أحببنا تعلمنا أن حب الأمس لم يكن حباً كما ينبغي.لذلك كل يوم يتكشف الحب كاللآلئ.
- البعض يموتون حباً فهم شهداء محبة.و البعض يعيشون حباً فهم شهود محبة.و بين الموت و الحياة يتمحور الحب. خير لك أن تسقط فى المحبة من أن تسقط فى خصومة.
- الفرق بين القداسة و الشر هو المحبة.الفرق بين الأنانية و البذل هي المحبة.الفرق بين الإهتمام و الإنتقام هو المحبة.الفرق بين الموت و الحياة هي المحبة.و نحن ما زلنا نحبو و نتعلم.
- محبة الله أساس كل محبة.و محبة الناس هي صدى لها. المسيح له المجد هو المحب الأعظم و لأجل محبته عاش عنا و مات عنا.بولس الرسول كان يحِبْ كثيراً و يُحَبُ أقل. المحبة التي بلا مقابل هى الأعظم و المحبة المتبادلة مستوي الحس البشرى.نحن نأخذ مقابل أكثر للمحبة حين نقدمها بدون مقابل.السمو فى المسيح يقاس بالمحبة المجانية.تحب و أنت لا تعرف ماذا بعد.هل يكرهونك؟هل يقبلونك؟هل يحبونك؟هل يتجاهلونك؟بينما محبتك بخور يصعد و يتلاشي عن الأعين لكنه يحمل القلب ثم تحمله ملائكة السماء في مجامرها.
- للحب أسرار بلا تفسير.فهو الذى يجعل الغني يستغني عما له و يتبع المحبة.أو يبدل الأمراء مناصبهم بجلود غنم و نسك لا يقدر عليه سكان الصحارى.أو يجعل الأميرات تنسى أنهن أميرات و تصير خادمات محبة و ساكبات طيب. أسرى المحبة و أسرى أسرارها .قوة الحب غلبتهم بعنفوان مدهش.
- لا تبحث كثيرا عن السبب لكنك تحب لأن الحب كنز لا غني عنه.أو لأنك تعجز ألا تحب فالحب لغز.تقرأه و لا تدركه تعيشه و تستمتع به و لا تحوى مكامنه.تقرأ عنه فيكون عندك غير ما تقرأ.الحب لم يفتح أختامه بعد.أسراره فيه.يسمو فوقنا و هو فينا.الحب كنز لم ينفتح لأحد بكامله.نحن نقتنيه مغلقا.يكفي أنه في أحضاننا .يكفي أن نطبع قبلاتنا علي هذا الكنز كل يوم.نحيطه بأذرع قاصرة و هو الذى يحيطنا. الحب عجيب.فى الأبدية تفتح أختامه.حين يحتضننا الحب في حضن الآب..
- المحبة جسر بين الأرض و السماء.بين القلوب مهما تباعدت فى الأرض.بين الكنائس و المؤمنين.نظن أننا نحملها و هي تحملنا لله و لمن لهم الحب.المحبة صلاة بلا إنقطاع تؤمن القلوب أنها مستجابة.لا تيأس إن أحببت بلا جدوي فالمحبة لا تتلاشى لا تسقط لا تزول لا تفنى.سيأت يوماً و تطلع شمسها.تهب نسماتها على الأرض المجدبة و القلوب المتعبة.الشمس تطلع دون جهد كذلك يفعل الحب.يثمر دون جهد. فلا تسأل متي تثمر محبتك.فزمن الحب ملئ بالأسرار.دع أمر الثمر لله.ضع بذار الحب و إسقها.حتماً ستثمر.لا تعرف متى لكن متى حصدت ثمارها تزداد حباً.نحن مخلوقين للحب فلنحب بعضنا بعضاً.
- المحبة لا تحتاج إلى منطقنا.قد تكون كل الظروف ضدها و لكنها تنتصر.تقوم الليل و لا تشتكي السهر.تجمع البعيدين دونما تفسير.المحبة سهم ينطلق من مخازن علوية لا نملك مفاتيحها و يصل إلينا محملاً بأسرار إلهية لا نعرف مكنوناتها..تجد عطاياها قدامك و أنت لم تطلبها.تصلك كأنفاس تتنفسها.طوبى لخدام المحبة فى كل الأوطان . أختام المحبة باقية وبها نبرر المحبة. حين تجد بالمحبة قدرات فوق العقل و مشاعر فوق المنطق فلا تتعجب فالمحبة النقية تأخذ صفاتها من الطبيعة الإلهية.
- حين تسكن فى مساحة بالأشبار فتجد المحبة ترفعك إلى رحب لا حدود له و جمال ليس فى موطنك.لا تسأل كيف يكون هذا اللغز.حين تجد من يحبك أكثر من نفسه لا تندهش فالمسيح يفعل هذا فى الناس.حين تتساوى الراحة مع الألم و الشهرة كالعدم و الفقر كالغنى .فأنت أسير المحبة و هي تحصرك و تحاصرك فإستمتع بأسرارها حتى لو لم تعد تعرف ما هو لغز المحبة.