Oliver كتبها
الفصل الثالث
- كنت أعتقد أننى رجل مشهور و كنت أتباهى بإسمى و أملاكى.كان بيتى فندقاً لا يأتيه زبائن إلا المضطرين لسبب عجزهم عن دفع إيجارات فنادق أورشليم العالية الثمن.قصرى فوق غابات أورشليم الممتدة.اللصوص حولى كل الوقت.عيناى يغادرهما النوم حتى أنام من إرهاق الصحو.أخشى على نفسى على قصرى على غنائمى فمذود الغنم مفتوح طوال الوقت ينقصه باب الخراف.بينما اللصوص يترقبون أن ينام رب البيت حتى يسرقون البيت.حتى زبائنى الذين أستضيفهم لا أمان لهم و لا منهم.عندى شكاوى مريرة فى قلبى لكنني لا أريدكم أن تعرفوا إسمى فأنا نادم على اليوم الذى فيه ظننت أن لى إسم و قصر و خراف. جاءت نحوى عائلة تصفق على باب القصر.موسم إستثنائى.سبط يهوذا عاد جميعه إلى يهوذا.القصر مكتظ و عيني ترصدان كل حركة.
- كان شيخ و إمرأته الحبلى معه.و كانت تنتظرهما فتاة و أتاناً.وجوههم يفترسها التعب.عينى المرأة كالذهب.الشيخ يتوسل بعينيه الدامعتين .يطلب مكاناً و لا يحمل مالاً.فماذا أنا فاعل؟ قال الشيخ أنا نجار.سأرمم ابوابك و أجعل موضعك أكثر أماناً.لمعت فى عينى الفرصة.فأنا عادة فريسة للصوص.فسألته ليس هناك مكان بالقصر فهل تقبل أن تسكن المغارة.كانت المغارة كهف بغير ترتيب.إن شئت فإصنع لها باباً فأنت نجار.نحن لم نعد نجد نجارين شباناً بعد.فى الجبال صار الشباب لصوصاً. و قَطعْ الطريق في الغابات أسهل من قطع أشجارها. فلماذا يعملون؟ يسرقون الحملان و يبيعونها لتجار الهيكل و الكهنة يعرفون ذلك و يجيزونه حتى لم نعد نعرف أهذا هو بيت صلاة أم هو مغارة اللصوص.كان الرجل يسمعنى و لا يرد.إمرأته لا تسكت و لا تتكلم.فتركتهما بالمغارة.
- أياماً قليلة تركتهما.الشيخ إجتهد فى ترميم البيت كوعده.كأنه حارس متمرس.إمرأته ترقبه كل الوقت بحنان.الحملان حولهما فلم أعد أخشى على الحملان.طال النهار فأطعمتهم قليلاً.فالرجل دفع نفقته و يزيد.جاء المساء فتركتهما.دخلت القصر مزهواً بالتجديدات.صوت نسائم الغابة ينعشني فلم أنم.ظللت حتى الفجر أفكر.حتى فجأة صارت كل أورشليم مستنيرة أو هكذا ظننت.عند شق الفجر باكر سمعت تأوهات المرأة الحبلى تتمخض لتلد إبنها البكر.
- أنا أعيش وحدى لا يمكننى مساعدتها.ظللت أرقب النور و أذنى تترصد صوت الوليد حتي يأتى باكياً كالأطفال.ما سمعت بكاءاً.لعل المولود ميتاً؟ هل مات قبل أن يولد؟أم ولد و مات؟ صمت طال من خلف الأبواب.صحت من قصرى عالياً هل أنتم بخير؟ أجابني الشيخ من الكهف قائلاً :نعم نحن بكل الفرح و الخير .يسوع جاء..ما سمعت إسم يسوع من قبل فى بلدتنا بيت لحم.لم أشأ أن أخرج فماذا لدى لأصنع لهم.عندهم القش و المذود.و أخشاب الباب مرتكنة فى المغارة.عليها يتكئون.
- رائحة يسوع الزكية فاحت.ضاعت رائحة الحظيرة التى تزكم الأنوف. ما إستطعت الصمود خلف باب القصر.جريت نحو المغارة فالأمر عجيب.فوق مسكنى سحاب كالنار الآكلة.ركضت فوجدت المرأة جالسة تتفرس فى مولودها البهى.يسوعها الوليد.كنا صامتين و الفرح يتكلم.السماء تغني و عيون العذراء تحفظ التسبحات.جلبتُ أغطية له و صار رداءى رداء الطفل يسوع.
- قمطته أمه بأقمطة.كحملان أورشليم التى إستيقظت.صوت هرولتها يبدو من بعيد و بخور عبق السحب فوقنا.ما الذى أيقظ الخراف مبكراً.من هؤلاء القادمون نحونا؟
- رعاة الجبال تركوا الجبال و ركضوا نحونا.كان النور يسبقهم و يلحقهم .يسيرون كالمحمولين كالثمالى من الدهشة.ولد لنا مخلص هو المسيح الرب.قالت لنا الملائكة و قادتنا بالنور إلى هنا.هذا هو يسوع.الملائكة تحيط بكل شيء فسجدت خاشعاً أكلم الطفل.
- أأنت يسوع؟أأنت الرب؟لا أدرى لماذا قلتن أنه الرب و لا كيف؟كنت أكلم الرضيع كالكبار.لعله يجيبنى بصوته الحلو؟لكن الملائكة أجابتني نعم هو له المجد فى الأعالى.عيون المرأة إتسعت لفرح الكون كله.يوسف متسربل بالنور. قالت الرعاة رأينا ملائكة و سمعناها.قالت اليوم ولد لكم مخلص هو المسيح الرب؟.هذا الرضيع هو الرب المخلص.جئنا لنراه لأن الملائكة وصفت لنا مذودك.كنت أسمع و قد عقد الصمت لسانى و تاه عقلى و شردت بعيدا.ً
- صرت ملازماً للمغارة لا أغادرها.تركت القصر و صرت أقضي كل الوقت فى كهف يسوع.إحسبونى أول راهب فى أعظم مغارة.إحسبونى مكرساً ليسوع.أو لا تحسبونى شيئاً فقد صرت له.
- هنأت الشيخ بإبنه.شكرت قدومه عندى.شكرت المرأة و الطفل.شكرت يوسف لأنه لم يصنع للخراف باباً بعد فالطفل أكثر أماناً لعله الباب الحقيقى باب الخراف غير المصنوع.هو صار لى خلاصاً.فما الحاجة للأبواب الخشب؟تركت رداءى على عارضتين قدامه لتحجبا البرد عنه.علقت عليهما زناراً أحمر كعادتنا. .زنار راحاب هنا.
- بعد اشهر رحلت عنى أسرة يسوع نحو الجنوب..أنا مدين ليسوع لولادته فى حياتى و مغارتى.نقلت حياتى للمغارة بعدما رحلوا.صار القصر عندى مكاناً لا يصلح للعيش بل المغارة.صارت المغارة قصرى.إثنتى عشرة سنة أقضى الليل و النهار بجوار المذود.أنتظر لعله يعود و يسكن معى.
- جاء الفصح.أغلقت الباب و وضعت حارس على المغارة.ذهبت الهيكل.تمشيت وسط الزحام أنتظر دور ذبيحتى.سمعت فى الرواق أن صبياً مدهشاً يجيب اسئلة الشيوخ بالداخل.يعرف كل شيء في حداثته.خاطبنى قلبى أنه يسوع.تركت الحمل من يدى و هرولت.كان جالساً وسط الشيوخ و بعض النساء يرقبونه.تلاقت أعيننا فبدا لى أنه يعرفنى مع أننا لم نلتق إلا فى المذود.تركت الحمل قريباَ منه و إختفي الحمل وسط الزحام.
- عانقته من بعيد.بعيوننا تعانقنا .قلبي هتف له.قبل أن أغادر رأيت أبواه قادمين ليأخذاه.أمسك بهما و أمسكا به و مضيا و عينى لا تفارقه,نعم هو يسوع.بنفس جمال طفولته.الشيخ أبوه أكثر كهولة لكن وجهه أكثر نوراً أما أمه فلا أقدر أن اصفها.غابوا مع يسوع.أخذهم الزحام بعيدا.ً
- عيدت الفصح و الفطير و هربت من الزحام مستوحشاً مغارتى لا بل مغارة يسوع.ليتنى تركت القصر له و نمت أنا بالمغارة.أنا ما زلت أحتفظ بالأقمطة و الرداء و الأغطية.
- عدت إلى المغارة.جعلت العارضتين قدامى كالصليب و علقت عليهما الرداء.جررت المذود إلى المنتصف و جعلته وسادتى.تمددت حيث تمدد يسوع.نظرت إلى الزنار و إبتسمت إذا هو حيث تركوه من زمان.فتحت عينى على السماء و غادرت الدنيا.
- حين رأيت نفسي فى الجحيم سمعت إشعياء يرتل نبواته.هذه أول مرة أعرف منه أن أم يسوع عذراءاً و أن يسوع هو إبن الله.سألنى الأنبياء كيف عرفته فأجبتهم بإفتخار أن يسوع تجسد فى بيتى.لا أعرف كم من الوقت مضي.فهنا لا وقت محسوب.
- فجأة صار نوراً عاينته من قبل.و يسوع هل علينا بوجهه المنير.هو بعينه.نفس المولود يسوع و قسمات الطفولة منطبعة فى وجهه.جاء إلى الجحيم و أخذنى.أخذنا جميعاً .حملنا على الأذرع الأبدية.لمسناه جميعاً نعم هو إبن الله المتجسد.
- إسألونى عنه.أنا أول من شاهدته مولوداً متجسداً فى المغارة بعد أبويه.أنا أكثر من خالطه.أنا أحبه.حملته من يد العذراء.حملته من يد يوسف.حملته من المذود و حملت المذود فى قلبى.أنا أؤمن أنه إبن الله المتجسد.رايته فى غابات أورشليم.فى بيت لحم.في الهيكل.في الجحيم.هو بذاته لم يتغير.ما زلت معه فى الفردوس أعرفه عن قرب و يعرفنى.أنا إستضفته قليلاً فى مغارة و هو إستضفنى إلى الأبد فى مسكن النور.إسمى مأخوذ من إسمه.فإن أردت أن تناديني بإسمى الحقيقى قل لى يا إبن يسوع .هنا ترقيت فى المعرفة و علمت أنني أنا المولود فى المذود أما يسوع فقد جاء ليتبنانى له.هذه قصة رجل ولد فى المذود مع يسوع.
تهنئة بكل محبة قلبية لأخوتى الذين يحتفلون بعيد ميلاد رب المجد حسب التوقيت الغربي.ليكن ميلاد الرب منبعاً لفرحكم الدائم و سنداً للخلاص و سكنى ملكوت الآب,مسبحينه في كل الوقت بتسابيح العلويين كما الملائكة