فوجئت،كما فوجئ الكثيرون، بتصريح المهندس خيرت الشاطر بأن الإخوان ليس لهم برنامجاً سياسياً للحكم كما اعتقد الناس،وأن المصريين قد فهموا الإخوان خطأ.وفي العام 1946 ُسأل مؤسس الإخوان حسن البنا:لماذا ليس للإخوان المسلمين برنامجاً؟ فرد:هذا لا يكون،لأننا هل سنكتبه على المذهب الشافعي أم على المالكي أم الحنفي أم على الحنبلي... لهذا لا يمكن أن يكون هناك برنامج للإخوان.وفي العام 1970طلب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من الشيخ حسن الترابي أن يضع دستوراً إسلامياً لأبوظبي، فأجابه:صعب يا زول[يا رجل]لأن الإسلام ليس فيه مالية ولا اقتصاد ولا طب ...إلخ.
 

كما اعترف الشيخ حسن الترابي في نوبة من الصدق مع الذات لجريدة "الشرق الأوسط" اللندنية في معرض حديثه عن تجربته في الحكم في السودان قائلاً:" إن قيادات الإنقاذ لم تكن واعية لفتنة السلطة (...)فقد قفزت الحركة الإسلامية إلى السلطة دون تجربة واعية أو برنامج،ونزلت عليهم أموال الشعب بلا رقيب ففسدوا كلهم إلا قليلاً،السلطة أفسدتهم، وصلواتنا وحجنا كانت معلولة (=باطلة) وأصبح الأمين عندنا لصاً بعد السلطة".(حسن الترابي في خطابه في مؤتمر الشعب،الشرق الأوسط 16/03/2007).
 

فالجماعات الإسلامية،كجماعة الإخوان المسلمين، ليس لديها أي خبرة بالسلطة،وهذا يفسر لنا سبب تخبط د.مرسي وتأخره في اتخاذ القرارات،فلقد مكث طويلاً حتى اختار رئيس حكومته،ويتردد دائما في اتخاذ قراراته،حتى ظننا،وبعض الظن إثم، أنه يأخذ قراراته من محمد بديع مرشد الإخوان،وأنه ليس إلا سكرتيراً عنده .
 

الإخوان المسلمين،منذ مؤسسها وحتى الآن، لا يريدون وضع برنامجاً لأنهم سيلتزمون به أمام الشعب وستتم مراقبتهم ومراقبة تمويلهم،سواء من الداخل أو من الخارج،وكذلك ستتم محاسبتهم لو خرجوا على القانون،فهم لا يريدون ذلك،يريدون أن يظلوا خارج طائلة القانون،تحت مسمى "جمعية خيرية للعمل الدعوي"وهي عبارة مطاطة للضحك على الشعب وللتهرب من طائلة القانون لتنفيذ مخططهم الظلامي الرجعي.

علنا نفهم الآن نصيحة حسن التربي لمحمد بديع بعدم أخذ السلطة في مصر، ونصحه بالبقاء أفضل في صفوف المعارضة لأنهم سينكشفون أمام الشعب،نصيحة ثمينة لم يقدرها الإخوان لأن جشعهم وعطشهم للسلطة عماهم عن سماع هذه النصيحة الثمينة. 
 

فهل سيتكرر في مصر ما حدث من تجربة الحكم الإسلامي في السودان وسيتحقق ما قاله شيخهم حسن الترابي عن تجربة حكمه الإسلامي في السودان،خاصة و أن الإخوان المسلمين وصلوا للسلطة دون تجربة واعية،وهل ستفسدهم السلطة،وهي مفسدة، حيث ستنزل عليهم أموال الشعب بلا رقيب ،وسيكون حجهم وصلاتهم باطلة،وسيصبح الأمين فيهم لصاً بعد السلطة كما قال الشيخ حسن التراب؟،هذا ما ستجليه لنا الأيام القادمة الحبلى بالمفاجئات.