زهير دعيم
وسفوح المرّيخ والانجم الزهــ ــر ،وقيْد الزمان حتّى وأكثر
لرفضت الدُّنيا اذا لم تكن فيــــها (عبلين)- زهرة الكون- تظهر
لا ...لم يبالغ شاعرنا الجميل وشاعر الجليل المرحوم جورج نجيب خليل حين فضّلَ عبلّين على كلّ بقاع الأرض والفضاء ، فهي فعلًا " خال جميل على خدّ الدّنيا " وزهرة دائمة الفوْحِ والتضوّع.
حقًّا ... تقف الحروف أمامها حيرى وتتلعثم الكلمات أمام المحبّة المتجلّية في أزقتها القديمة في مثل هذه الأيام المباركة والتي نتذكر بها ميلاد الربّ يسوع العجائبيّ... محبّة تجلّت فجعلَتْ ليالينا نهارات وبردنا دفئًا ، فترى الكلّ يعانق الكلّ ، فرئيس المجلس يعانق الكاهن ، والكاهن يعانق الشيخ والكلّ يُرنّم ويُسبّح ويشدو ويُغنّي ويتغنّى..
والشجرة تضاء والمئات بل الألوف تصدح والأطفال تزرع الدنيا براءة وضحكًا مع " فوزي وموزي " والضحكات تتطاير الى كلّ صوب مع نضال بدارنة ..
ولا تسأل يا صاحبي عن " ليالي عيد ونبيذ " والتي أضحت تراثًا ووشمًا جميلًا على جبين ليالينا الميلاديّة ، فالعطاء بلا حدود والأطر المجتمعيّة والدّينية والادبيّة والتراثيّة والأسر الكشفيّة الجميلة تزرع البسمات على كلّ الوجوه مجّانًا وبدون مقابل ، تدعو ، تنادي وأحيانًا تترجّى.. تفضلوا .. كلّه من خيركم ومن تبرعاتكم...
تعالوا فالكستناء المشويّة تصدح وتناديكم ، والكُنافة الطيّبة والساخنة في صحون تدعوكم ، والبطاطا وخبز الصّاج والنقانق والأسماك واللحوم والساندويشات المُنوّعة والمتنوّعة من تحت يد أفضل شيف تصرخ اليكم : التهموني ..
ناهيك عن الفنّ الجميل ، فقاعة ما جيوارجيوس ترفل وتتزيّا بأجمل ما رأت عيناي من زينة ولوحات ترسمها البالونات وتلوّنها يد فنّانة مبدعة رسمت البسمة على كلّ الوجوه ، فجاء الكلّ ليمتّع النظر ويلتقط الصور .
أكاد أضيع في خضم الأزقة التي تغصّ بالمئات في كلّ ليلة فأحيانًا لا جد معبرًا لأصلَ الى " عقودة دار ناصر" الجميلة والأثرية والتي أصبحت بعلبك الجليل بل قل بعلبك الارض المُقدّسة ، فترنيمة هنا وأغنية هناك وأووف هنالك ورقصة في الزاويا البعيدة وطفل المغارة هو هو بيت القصيد ، فالمولود السّماويّ جاء وحطّ على أرضنا كيما يزرع المحبّة في كلّ القلوب .... فجورج يعانق احمد وجانيت تعانق فاطمة والعبلّيني يستقبل الشفاعمريّ والنصراويّ والطرعانيّ والكنّاويّ على أكشاك العطاء والمحبّة المجانيّة ، وفجأة تسمع من خيمة قريبة جدًا من بيت قدّيسة عبلين " مريم يسوع المصلوب " زجلًا يفرّح القلوب ويرصّع سماء ليالينا الباردة بدُرر الكلام.
أقف عاجزًا أمام من أعطى ويعطي بِلا مِنّة ، وأقصد الأطر المجتمعيّة التي تعطي من قلبها وتسربل حياتنا بسربال قشيب مغمور بالفرح والدفء والمحبّة ، وأمام المجلس المحليّ الذي أعطى وسيعطي وسيلوّن ليلتنا مساء الاحد القادم بترنيمات المرنّم الجميل لؤي زهر وفرقته الرائعة " كُلّي لكَ " .
ألف باقة ورد وألف اضمامة فُلّ وشكر أزفّها لكلّ من أعطى ويعطي ، فقد رفعتم اسم عبلّين عاليًا ، حتى بتنا نخجل من مديح الضيوف القادمين من البلدات المجاورة والذين يحملون لنا في قلوبهم حُبًّا جمًّا..
كلّ عام وشرقنا والبشرية برمّتها ترفل بالسعادة وهدأة البال
المجد لله في الأعالي ، وعلى الأرض السّلام ، وفي النّاسِ المسرّة .