الأقباط متحدون - حياة موت
أخر تحديث ١٣:٢٤ | الأحد ٩ سبتمبر ٢٠١٢ | ٤ نسيء ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٧٨ السنة السابعة
إغلاق تصغير

حياة موت


بقلم: نادى شحاته
بذرة صغيرة خرجت من ثمرة جميلة وكأنها خالية من الحياة عديمة الفائدة لا يمكن ان تثمر وهى هكذا يرميها الناس ولا يهتموا بها فهى بالنسبة لهم مجرد جماد وليس لها كيان ولكن هل ستظل البذرة هكذا ؟
هل ستبقى بلا وجود ؟
هى لا تعرف كيف يكون لها قيمة هى لا تعرف كيف تكون موجودة 
ويأتى وقتاً يأتى فيه من يعرف كيف يجعلها موجودة , يأتى فيه من يعرف قيمتها 
فيفعل شئ غريب فى ظاهره وكأنه مناقض للحياة حيث يدفنها فى التراب كما ندفن نحن موتانا .
وتمر الأيام ويخرج منها حياة فتصبح شجرة كبيرة لها كيان ووجود . لها ثمار وفوائد كثيرة
ودون ان نعرف كيف خرجت الحياة من الموت فالبذرة رغم موتها ولكن خرجت منها حياة !!
هل عرفت يا عزيزى قصدى ؟
انا لا اتكلم عن الأشجار والبذور فقصة هذه البذرة هى قصتى وقصتك هى قصة حياة موتنا !!!
هل تتذكر القصة ؟
هى قصة قديمة ولكنك جزء منها ولابد ان تدركها جيداً لكى تحييا.
فدعنى اذكرك بقصة حياة موتنا
كانت لنا حياة جميلة نحياها بقرب واهب الحياة 
كنا نتمتع بالحب معه 
كانت لنا اجساد ولكننا كنا كالملائكة تقودنا ارواحنا وتخضع اجسادنا 
وفى يوم من الأيام دخل إلى قلوبنا شئ غريب عنا فقادنا جسدنا إلى شهوة بدّلت حياتنا 
فابتعدنا عن واهب الحياة وصار جسدنا هو القائد لأرواحنا
 فتبدلت متعة الحب بمتع اخرى لإرضاء اجسادنا 
وكانت ارواحنا داخل اجسادنا كما كانت الحياة داخل البذرة وكأنها غير موجودة. وكأننا موتى نحمل الحياة داخلنا ولا نحياها 
وفى ملء الزمان جاء واهب الحياة فى صورتنا وقام بأشياء كثيرة أكملها بموته ودفنه وقيامته 
وعلمنا أننا موتى لابد ان ندفن معه فى المعمودية كما تدفن حبة الحنطة فى التراب ونقوم معه فنحيا حياة جديدة خرجت من الموت 
عزيزى القارئ هذا مجرد تصوير بسيط للواقع اردت ان اضعه امامك ولكننى لن اتركك هكذا لأننى اعلم ان الأمر  يحتاج لإيضاح أكتر
فأنا اردت فقط ان اعرفك انك ان اردت ان  تحية لا بد ان تموت !!!
نعم لا  بد ان يموت انسانك العتيق انسان الخطية 
ولا بد ان تدفن مثل حبة الحنطة وتموت لتخرج منك الحياة
ليحيا انسان البر والقداسة انسان قائده هو الروح وليس الجسد
ولكن لا بد ان تعلم أن هناك شئ رائع ومريح لك وهو أن سلطان الحياة والموت في يد واهب الحياة وأنت لا تستطيع ان تقتل انسانك العتيق انسان الخطية وتحيي انسان البر والقداسة
ولكنك تستطيع ان تطلب منه وتخضع له فهو مثل الفلاح الذى يدفن البذرة فى التراب فتخرج الحياة منها لتصبح شجرة كبيرة مثمرة 
فهو قادر ان يدفن انسانك العتيق ليحيا الإنسان الجديد انسان البر والقداسة
فقصة حياة موتنا هى عمل إلهى ولكن بخضوع بشرى فعلينا ان نطلب ونخضع لندفن ونموت لنحيا حياة من الموت

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع