كتب - روماني صبري
نشر الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث الرسمي للكنيسة، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، نص الرسالة الرعائية لعيد الميلاد المجيد 2021 من البابا والبطريرك ثيودروس الثاني، بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا.
"المجد لله فى العُلى وعلى الارض السلام وفى الناس المسرات" ابنائى الاعزاء المباركين، المسيح وُلِد.َ
تأتى اعياد الميلاد المجيدة فى كل سنة وفى هذه السنة ايضاَ كى تؤكد لنا ان خلاص العالم يَكمُن فى تجديد انفسنا ، تجديد نفس كل واحد منا على حدى. ان حياة السعادة الاجتماعية لانشعر بها فى الانظمة التى يطبقها اقوياء هـذه الارض ولاتعطى العدالة للانسان المظلوم ذلك لانه مثبت انه ليس من المنطق ان يـخدم الانسان الانظمة ولكن الانظــمة هـى التى خلقت لكى تخدم الانسان. لذلك يأتى عيد الميلاد لكى يوقظنا لنرى ونحاسب انفسنا ونتسأل ماذا فعلنا للانسان الفقير؟ لانه كما قال سـيلر: (اننا وُلدنا لنعيش افضل).
متى وُلد المسيح؟ عندما جاء ملئ الزمان يجيب الانجيـل. متى أتى؟ عندما كان الشـر والحقد الصفات الرئيسية التى تمـلئ قلب الانسان. عندما كان الفسـاد والجريمة وبُغض الاخ لاخيه يسودون العــالم. عندما كان يعيش البشر بعـيداً عن نور الحقيقة ويمشون فى ظلمة الخطيئة. عندها جاء المسيح عندما بلغ العطش للخلاص ذروته وانتظار الشعوب للمخلص وصل الى قمـته. وعندها ماذا جلب لنا مجئ المسيح؟ احضر لنا هدية السلام والمساواة بين البشر وملئ قلوبنا بالمحبة والرجاء.
نزل الله من السمـــاء الى الارض وجعل الارض سمــاءاَ !!! ووعظنا الحقيــقة وعلمنا التسامح واظهر لنا محبته التى بلا حدود. واعلن لنا وطننا المنسى الا وهو اورشليم العليا.
ونحن ماذا نفعل؟ قبلنا رسالته آنذاك ووافقناه والان نختلف معه ، اعترفنا به سابقاً والان نشكك به.
يعيش الانسان فى عصرنا هذا فى حالة فقدان ورفض للوعى نتيجة غروره بنجاحاته وتأثره بشعارات غريبة عن الايمان الارثـوذكسى ويعتبر وجـود الله حمل ثقيل لايستطيع ان يحمله. والمحبة شئ غريب والتسـامح شئ نادر. الكل يتفق على وقف المواجهات المسلحة والكل يهتم بالتسليح الحربى.
اليوم تعانى شعوب ودول ومجتمعات كثيرة من كبرياء الانسان المعاصر ، والذى هدفه ان يسيطر على الانسان الضعيف وان يسلب منه حريته وخبز معيشته اليومى.
تعتبر القارة الافريقية من اجمل مناطق العالم وفى نفس الوقت افقرها واجوعها تحاول ان تجد خلاصها لدهور عديدة لكن دون جدوى ذلك بسبب المصالح الاقليمية والسياسية التى تعذب اخواننا الافارقة وتتركهم مكبلون لحاجاتهم.
تكافح بطريركيتنا بعملها التبشيرى فى افريقيا من اقصاها الى ادناها دون تذمر ليلاً ونهاراً من اجل تخفيف الآم الاف من البشر فى محاولة منها لايجاد الراحة لكل المعذبين من مشاكل الحياة المختلفة ، ولا نكف مع نقل الخبز والماء للفقراء ان ننقل له رسالة السلام والمحبة التى جلبها ميلاد المسيح فى تلك الليلة والتى يمنحها لنا مخلصنا يسوع المسيح فى كل خطوة له.
ارفع يدى واركع عند مزود الطفل المولود متضرع ان يلهم الله اقوياء هذه الارض الرحمة والمحبة تجاه الفقراء وان يسود سلام المسيح وان تشرق شمس العدل فى كل العالم ... كل عام وانتم بخير - بابا وبطريرك الاسكندرية وسائر بلاد افريقيا ثيوذوروس الثاني في مدينة الاسكندرية العظمي - عيد الميلاد 2021.