حمدي رزق
العنوان أعلاه مُستقى من هتاف شهير لجماعة الإخوان «الإرهابية»، ضاع فى غمرة صراع السلطة والمال والجاه فى قمة الجماعة فى المنفى.
«هِىَ لله هِىَ لله.. لا لِلسُّلْطة وَلا لِلْجَاه»، شعار براق مُخَادِع يرددونه فى الشُّعب والكتائب كالبغبغاوات لدرجة الصداع، دون تفكير، فعلًا الإخوانى كالبغبغاء، يا له من ببغاء عقله فى أذنيه، ولو كان يعقل ما يسمع سيرى عجبًا.
الفيديوهات المنشورة خلال الشهور الماضية لمنتسبى الجماعة تروى طرفًا من فضائحها على المنصات الإلكترونية، صراع شرس على المال والسلطة، فيديوهات رائحتها نفاذة، جُرَس «ضم الجيم جمع جُرسة» يعنى فضيحة، فساد أخلاقى، ومالى، واحتراب على المواقع والمناصب، ما يتعرق منه الجبين الطاهر خجلًا من أفعال الأيدى المتوضئة!!.
كلها تثير السؤال، أليست جماعة ربانية كما يزعمون، أليست هِىَ لله هِىَ لله لا لِلسُّلْطة وَلا لِلْجَاه كما يهتفون، لماذا إذن الاحتراب على موقع «المرشد»، والفصل والعزل المضاد، والقذف والقذف المضاد؟ّ فعلًا الإخوان الأعداء!!.
يجوز هنا القول: «اللهم اضرب الظالمين بالظالمين»، وتحويرًا: «اللهم اضرب الإرهابيين بالإرهابيين فى جماعة الإرهابيين»، ربك قادر، الجماعة صاحبة البنيان المصفوف، والصف المشدود، شُقت نصفين، وشُطرت جماعتين، ويتنازعها فريقان، ويتقاتل على مكتب إرشادها جناحان.. لمن السمع والطاعة اليوم؟!.
جماعة برأسين أشيبين مثل رؤوس الحيوانات المنقرضة بقرنين، والشاذ أنهما يحملان «الجنسية البريطانية»، ولهما علاقات مريبة بالمخابرات البريطانية، سواء المعزول «إبراهيم منير»، أو المجهول «مصطفى طلبة»، الذى جرت تسميته قائمًا بأعمال المرشد «مؤقتًا»، توطئة لقدوم الدهقين «محمود حسين» مرشدًا بعد إعدام المرشد المسجون بديع!!.
حسين الذى بلغ من العمر عتيًا، ولا يتعظ أبدًا، بحركة التفافية تخلو من أى شرف أو طهر أو عفاف، تنقض الوضوء، يلفق اجتماعًا فى أحد فنادق «إسطنبول» بحضور نسائى لافت، ويُزوّر محضرًا باسم «مجلس الشورى» المُشتت فى المنافى وداخل السجون، ويدبج بيانًا مكذوبًا يقيل فيه «إبراهيم منير» القائم بأعمال المرشد الإرهابية!.
الغريب أن «منير الإنجليزى » سبق أن أوقف وأحال «حسين التركى» وخمسة آخرين من جماعته إلى لجنة تحقيق فى تهم فساد مالى، ومخالفات إدارية. حسين الموقوف «رجل الاستخبارات التركية» ينقلب على منير «رجل المخابرات البريطانية»، فيأتى برجل آخر من «رجال المخابرات البريطانية » مجهول نسبيًا «مصطفى طلبة» بديلًا، استبدال عميل بعميل، وكلاهما يحمل الجنسية البريطانية، والقواعد فى الصف لا تعرف منير ولا طلبة، فقط تسمع النشيد، تردد كالبغبغاوات، هِى لله هِى لله لا لِلسُّلْطة وَلا لِلْجَاه!.
هذا يحدث فى جماعة «هِىَ لله هِىَ لله»، مفجع للمغرر بهم إخوانيًا إن كانوا يسمعون، صراع الإخوة الأعداء فى المنافى، واتهامات الفساد والتربح تتطاير بين لندن وإسطنبول وتصب فى القاهرة.. الأيادى المتوضئة تستولى على المال الحرام الذى يدفعه خراف السمع والطاعة وجوبيًا وشهريًا للدعوة، مليارات الجماعة تُتداول فى أيادٍ آثمة، ويتقاتلون عليها فى المنافى.. والقواعد فى الشُّعب والكتائب تدفع صاغرة (ثلث قوتها وقوت عيالها)، وتردد الهتاف: «هِىَ لله هِىَ لله» فى سرها خجلًا!!.
نقلا عن المصرى اليوم