مهندس عزمي إبراهيم
من فضائل الزمن الجميل.. أقسم بربّي.. أنْ كان لنا أصدقـاءٌ أحِبّـاء مقربين لم يكن أحَـدٌ منا يعلم، ولا كان يَهمّنا أن نعلم أكانوا مسيحيين أم مسلمين. فقد كنا أصدقـاء أحِبّـاء بخالص مشاعر المَودة والإخـاء.
حيث كان الدين، وقتئذٍ، علاقة مقدسة بين الإنسان وخالقه فقط، علاقة خاصة ليست للنقاش ولا للمساءلة. وليس لإنسان آخر، أو لهيئة أو مؤسسة حكومية أو غير حكومية أن تدس أنفها فيها. حتى أن نوع الديانة وقتئذٍ لم يكن ليُذكر في بطاقات تحقيق الشخصية أو غيرها من المستندات الحكومية.
وكان أعظم شعار عرفته مصر والمصريون: (الدين للـه والوطن للجميع).
فكان الدين مُقدساً ومُصاناً من كل شوائب الجدل والفتاوي المغرضة. وكانت هوية مصر "مصر" فقط. وكانت هويتنا مصريين دون تمييع. وكان كل هَمّنا أن نعمل جاهدين لرفعة وتقدم الوطن دون تعصب أو طائفية أو تبعية أو تآمر أو تنمر أو تحرش.
بوادر عودة الزمن الجميل:
اليوم، في ظل هذه الأيام الطيبة الواعِدة حقَّ لنا كمصريين أن نفتخر ونهنئ مصرَ وأبناءَها العاشقين لها والفخورين بها ببشائر بادية من ذاك الزمن الجميل. فقد آن الأوان لمصر أن تنهض حضارياً وتمشي قدماً رافعة الرأس، وأن تنفض عنها غبار الدمار الاجتماعي والأخلاقي. وتلقي عنها عباءة التخلف الثقافي والعلمي والفني والإنتاج والتعليم.
فتتزعم بلاد الشرق وتنافس بلاد الغرب تحت رعاية رئيسها الأمين وجيشها البطل العظيم وأبنائها الشرفاء.
مهندس عزمي إبراهيم