نادر فوزى
دعونا من الجدل الدائر حول لائحه اختيار البطريرك والعوار الذى يلحقها فى كل مكان لنتأمل قليلا فى هذه اللائحه وهذا من منطلق تثقيف الشعب القبطى فقط
اولا شرط ان لا يقل سن المترشح عن اربعون عاما قضى منها خمسه عشر عاما فى الرهبنه .. وهو شرط جاحف بالكثيرين حيث ان لاسند له فى الكتاب المقدس وقد يكون القصد منه الخبره الواجبه فى المترشح ولكننا نتكلم دائما عن الاختيار الالهى وللمثال على هذا ان اعظم بطاركه مصر والعالم وهو القديس اثناسيوس الملقب بالرسول كان فى السايعه والعشرون من عمره والبابا كيرلس عامود الدين وخليفته البابا ديسقورس كانا فى السادسه والثلاثون . بل ان رب المجد يسوع المسيح كان فى الثلاثين من عمره عند بدايه خدمته.
القرعه الهيكليه .. وهى مثال صارخ مخالف للايه التى تقول لا تجرب الرب الاهك .. فعمليه الاختيار بشريه من البدايه وتشوبها شبهه التربيطات والعاطفه وعندما يصل الاختيار الى ثلاثه نطبق القرعه الهيكليه ليختار الرب واحد من ثلاثه ورقات وهو فعل يجبر الرب على استعمال منطقنا البشرى ولو فرضنا ان الله لايريد اى من الثلاثه ماذا سيفعل .. هل ينزل صاعقه على الكنيسه كلها ؟ اننى لا اعترض على تلك القرعه الهيكليه ولكن لابد من اضافه ورقه رابعه بيضاء ليكون اختيار الرب حقيقى وحتى نعطى الرب فرصه فى ان يختار الاصلح لنا ولو تم اختيار الورقه البيضاء يستبعد الثلاثه كلهم ويتم الاختيار من جديد .
ترشيح اساقفه لنوال منصب رئيس الاساقفه وهو امر مخالف للديسقوليه ولكل المجامع المسكونيه على مدار العصور .. فمن المعروف ان البطريرك هو اسقف مدينه الاسكندريه ولو افترضنا ان اسقف دمياط مثلا سيترشح لهذا المنصب لا يستطيع ان يكون اسقف للاسكندريه او الخمس مدن الغربيه او حتى لبلد مثل كندا الذى ليس لديها اسقف علما بأن ميلانو لها اسقف والسويد لها اسقف على كنيستين وهنا تكون الاسكندريه مدينه يتيمه دون اسقف وهى مهد المسيحيه فى مصر كما ان هذا مخالف لشريعه الزوجه الواحده حيث ان الطقس يقول ان الاسقف يتزوج من اسقفيته فلا يحق له اى اسقفيه اخرى خصوصا الاسكندريه .
اختيار الناخبون وهو امر مهم جدا ولقد تحايل عن عمد القائمون على اعداد هذه اللائحه فى الماده الثامنه فى تعريف الاراخنه وهذه الماده تقول التى فى تعريف الارخن :
مادة 8 : يعد بديوان البطريركية جدول لقيد أسماء الناخبين ، ويشترط فى الناخب أن يكون مصرياً قبطياً ارثوذكسياً ، وأن يكون معروفاً بصادق إيمانه واتصاله المستمر بالكنيسة ، وألاَّ يكون قد سبق الحكم عليه فى جناية أو جنحة ماسة بالشرف .
بالإضافة إلى ما تقدم فإنه يشترط فيمن يقيد بجدول الناخبين من الأراخنة :
أ ـ أن يكون قد بلغ من العمر خمسة وثلاثون سنة ميلادية على الأقل فى تاريخ خلو الكرسى البطريركى .
ب ـ أن يكون حاصلاً على شهادة دراسية عالية أو أن يكون موظفاً حالياً أو سابقاً فى الحكومة المصرية والهيئات ولا يقل مرتبه عن أربعمائة وثمانون جنيهاً سنوياً ، أو موظفاً بأحد المصارف أو الشركات أو المحال التجارية أو ما يماثلها ولا يقل مرتبه عن ستمائة جنيه سنوياً ، أو يكون ممن يدفعون ضرائب لا تقل عن مائة جنيه سنوياً ويشترط فى الحالة الأخيرة أن يكون الناخب ممن يجيدون القراءة والكتابة .
ج ـ أن يتم اختياره بمعرفة إحدى الجهات الموكول اليها ذلك فى المادة التالية وبالطريقة التى تحددها لجنة الترشيح
وهذا معناه ان كشوف الناخبين كلها خاطئه لأن هذه الشروط تنطبق على عشرات الالاف من الشعب القبطى وليس فئه قليله يحددها لجنه من ثلاثه من الكهنه واثنين من المجلس الملى كما تقول الماده التاسعه .
اغفل القائم مقام عن عمد عن الشعب القبطى ماتحتويه الماده الرابعه عشر والتى حددت شروط اساسيه للناخبين من الكنيسه الاثيوبيه التى انفصلت عن الكنيسه القبطيه ولكنها لازالت قائمه فى اللائحه وهى تقول :
مادة 14 : لا يدعى أمام لجنة الإنتخاب لإبداء الرأى سوى الناخبين المقيدة اسمائهم فى الجدول المشار اليه فى المادة الثامنة من هذه اللائحة ، واستثناء من ذلك تتلقى اللجنة آراء الكنيسة الأثيوبية التى يدلون بها بأنفسهم أو بواسطة وكلائهم الرسميين ، وهؤلاء المندوبون هم :
أ ـ اصحاب النيافة المطران والأساقفة والأنشجى .
ب ـ مندوب حضرة صاحب الجلالة الإمبراطور .
ج ـ اربعة وعشرون كبيراً من كبراء الإمبراطورية يعينهم جلالة الإمبراطور .
ويتم تحديد اسماء هؤلاء الناخبين بإخطار يتلقاه القائم مقام البطريرك من السفارة الأثيوبية بالقاهرة
ومن المعروف ان ليس هناك امبراطور اثيوبى بل ان الكنيسه الاثيوبيه انفصلت عن الكنيسه المصريه منذ زمن بعيد .
يتبقى نقطه اخيره وهى اقباط المهجر وهما كلهم بلا استثناء من الاراخنه وكلهم شخصيات مرموقه ويتعدوا الاثنين مليون شخص وتعتمد عليهم الكنيسه فى مصر تقريبا فى كل شئ من تمويل وتعضيض ولكنهم ليس لهم دور حقيقى فى الاختيار .
لا اطالب بتعديل اللائحه الان فى زمن الاخوان فالوقت فات للتعديل ولكنى احذر من عوار هذه اللائحه كما حذرت فى السابق ان من الممكن الطعن بمنتهى السهوله على البطريرك الجديد ولابد من اجتماع المجلس الملى مع المجمع المقدس للخروج من هذه الازمه قبل فوات الاوان والدخول فى صراعات لا يعلم سوى الله مداها .