جمال رشدي
في قرية الكرم وصعيد مصر، كان العمدة حسنين واخوة محمدين، شنبهم يقف عليه الصقر، صوتهم يهز أركان النجع والقرية، مفيش حد يقدر يعمل الغلط، أولادنا وحريمنا متشالين فوق الرأس، والعيل ال يعمل غلط يا ويله يا ظلام ليله، يدخل على دوار العمدة وعلى مؤخرته بالخرزانه الرفيعة فين ياخد.
للأسف مات العمدة حسنين واخوة محمدين وجه العمدة الاستاذ هيثم والأستاذ وائل، علشان كدا راحت المهابة والوقار ومفيش كبير يحكم،، وكانت فضيحة بجلاجل، عروا ست في عمر جدتهم في الشارع، تصرخ الست وتقول يا اولاد حرام عليكم استروني او موتوني بس بلاش تعروني، لكن اذاي رفعوا صيحات الانتصار وفضحوا الست الغلبانة، تصرخ الست يا عمدة حسنين الحقني يا عمدة محمدين الحقني،، جالها العمدة هيثم وقال لها يا ست انت غلطانه ولازم تتأدبي،، طيب مفيش حد ابن حلال عنده نخوة ولا رجولة ينقذ الست الغلبانة،، طيب حتى حد ابن حلال يبلغ الشرطة،، ابدا ماتت النخوة والرجولة مع العمدة حسنين، وجت الفوضى وقلة الأدب مع العمدة هيثم، سنوات طويلة وما زالت قضية ست الكرم تائه مثلما تاهت الهوية المصرية ولا احد يريد أن ينصرها، مثلما لا يريد احد ان يسترجع تلك الهوية.
ومن بلد العمدة حسنين ومحمدين الذي كانت،، الي حي التجمع الذي من المفترض انه حي الرقي وأولاد الأصول والمثقفين،، لكن لا فرق بين قرية الكرم وبين ذلك الحي،، هنا مات العمدة حسنين وهناك مات العقاد وطه حسين وكل قرائهم،، في الكرم فضحوا سيدة مسنة وفي التجمع فضحوا ضيفة غريبة،،، الفرق الوحيد ان ست الكرم لم تجد احد يبلغ الشرطة لنجدتها ام سيدة التجمع خرج الكثيرين بنخوتهم للبلاغ عنها،، في التجمع أسرعت قوة شرطة لنجدة من أبلغوا عن عرى السيدة، وفي الكرم عرى السيدة لم يحرك ساكن.
وهنا السؤال، كيف سقطت مصر من القمة للقاع، ومن ينفذها من ذاك القاع الذي سببتلع كل اركانها.
وفي كل ذلك لابد من القول ان صرامة القانون هي من تصنع ثقافة النظام والانضباط والعكس صحيح،، ف الذين عروا سيدة الكرم لو كان هناك قانون صارم يحاسبهم في التو واللحظة لما تكررت مئات أحداث وواقائع متنوعه على شاكلة سيدة الكرم وآخرها السيدة الاوكرانية، من الخطأ ان تعتمد مصر إستراتيجية ديناميكية التغيير الذاتي للمجتمع،، لان تلك الاستراتيجية يتم اعتمادها في حالات عندما تكون المشكلة نسبية او في أول مراحل تكوينها،، لكن في الحالة المصرية أصبحت المشكلة واقع يحكم حياة الشعب وأصبح سلوك المواطن جزء من المشكلة،، وهنا لا يفل الحديد الا الحديد لان الأدوات الناعمة من ثقافة وتعليم لن تجدي نفعا مع ثقافة مواطن تم تهجينه كليا ليصبح تركيبة أخرى غير مصرية.
سيدي الرئيس، ننتظر اول خطوات مراحل بناء الانسان التي لم تبدأ بعد،، صرامة القانون ثم القانون ثم القانون،،، ومن بعد ذلك كلمات سطور منهج التعليم التي أنجبت العمدة هيثم والمعلم ابو سنجة والاعور ولا ننسي الفنان شاكوش وحمروش وكل من على شاكلتهم.
سيدي الرئيس، لا تنسى الإعلام وما يحدث به،، فذاك الإعلام الموجه لا يخلق الا ذهن موجه وفكر وعقل موجه،، والتوجيه هنا ليس إيجابي بل سلبي ضد البناء والتعمير.
سيدي الرئيس، لدي ثقة لا تتزعزع بأن بناء الانسان واسترجاع الهوية قادم على يدك لا محال.،، ولكن استعجل ان تفعل ذلك حتى لا تتسع رقعة الفوضى اكثر من ذلك ومعها تصعب المواجهة.