ﻧﺼﻴﺤﺔ ﻣﻦ ﻣﻴﺖ
سهير وهبه
ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﻣﻮﺗﻪ :
ﺗﺄﻣﻞ ﺟﻴﺪﺍ ﻟﻤﺎ ﻛﺘﺒﺘﻪ ﻋﻨﺪ ﻣﻮﺗﻲ ﻟﻦ ﺍﻗﻠﻖ ﻭﻟﻦ ﺍﻫﺘﻢ ﺑﺠﺴﺪﻱ ﺍﻟﺒﺎﻟﻲ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺍﻧﺎﺱ ﺳﻴﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﺎﻟﻼﺯﻡ ﻭﻫﻮ :
-1 ﻳﺠﺮﺩﻭﻧﻨﻲ ﻣﻦ ﻣﻼﺑﺴﻲ ...
-2 ﻳﻐﺴﻠﻮﻧﻨﻲ ...
-3 ﻳﻜﻔﻨﻮﻧﻨﻲ ...
-4 ﻳﺨﺮﺟﻮﻧﻨﻲ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻲ ...
-5 ﻳﺬﻫﺒﻮﻥ ﺑﻲ ﻟﻤﺴﻜﻨﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ( ﺍﻟﻘﺒﺮ ) ...
-6 ﻭﺳﻴﺄﺗﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ ﻟﺘﺸﻴﻴﻊ ﺟﻨﺎﺯﺗﻲ ...
ﺑﻞ ﺳﻴﻠﻐﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﻭﻣﻮﺍﻋﻴﺪﻩ ﻷﺟﻞ ﺩﻓﻨﻲ ... ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻧﺼﻴﺤﺘﻲ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ...
-7 ﺃﺷﻴﺎﺋﻲ ﺳﻴﺘﻢ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﺎ ... ﻣﻔﺎﺗﻴﺤﻲ ... ﻛﺘﺒﻲ ... ﺣﻘﻴﺒﺘﻲ ... ﺃﺣﺬﻳﺘﻲ ... ﻣﻼﺑﺴﻲ ﻭﻫﻜﺬﺍ ... ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺃﻫﻠﻲ ﻣﻮﻓﻘﻴﻦ ﻓﺴﻮﻑ ﻳﺘﺼﺪﻗﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﺗﺄﻛﺪﻭﺍ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻦ ﺗﺤﺰﻥ ﻋﻠﻲ ... ﻭﻟﻦ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ... ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺳﻴﺴﺘﻤﺮ ... ﻭﻭﻇﻴﻔﺘﻲ ﺳﻴﺄﺗﻲ ﻏﻴﺮﻱ ﻟﻴﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ... ﻭﺃﻣﻮﺍﻟﻲ ﺳﺘﺬﻫﺐ ﺣﻼﻻً ﻟﻠﻮﺭﺛﺔ ...
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺄﺣﺎﺳﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ !!! ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ...
ﻭ ﺇﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﺴﻘﻂ ﻣﻨﻲ ﻋﻨﺪ ﻣﻮﺗﻲ ﻫﻮ ﺍﺳﻤﻲ !!!
ﻟﺬﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻣﻮﺕ ﺳﻴﻘﻮﻟﻮﻥ ﻋﻨﻲ ﺃﻳﻦ " ﺍﻟﺠﺜﺔ .." ؟
ﻭﻟﻦ ﻳﻨﺎﺩﻭﻧﻲ ﺑﺎﺳﻤﻲ !..
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻲ ﺳﻴﻘﻮﻟﻮﻥ ﺍﺣﻀﺮﻭﺍ " ﺍﻟﺠﻨﺎﺯﺓ !!! "
ﻭﻟﻦ ﻳﻨﺎﺩﻭﻧﻲ ﺑﺎﺳﻤﻲ !..
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺸﺮﻋﻮﻥ ﺑﺪﻓﻨﻲ ﺳﻴﻘﻮﻟﻮﻥ ﻫﺎﺗﻮﺍ ﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻡ ﻭﻟﻦ ﻳﺬﻛﺮﻭﺍ ﺍﺳﻤﻲ !..
ﻟﺬﻟﻚ ﻟﻦ ﻳﻐﺮﻧﻲ ﻧﺴﺒﻲ ﻭﻻ ﻗﺒﻴﻠﺘﻲ ﻭﻟﻦ ﻳﻐﺮﻧﻲ ﻣﻨﺼﺒﻲ ﻭﻻ ﺷﻬﺮﺗﻲ ...
ﻓﻤﺎ ﺃﺗﻔﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻣﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻣﻘﺒﻠﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ... ف لا ﺗﺰﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ... ﺍﻋﻠﻢ ﺍﻥ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻋﻠﻴﻚ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻧﻮﺍﻉ :
-1 ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻚ ﺳﻄﺤﻴﺎً ﺳﻴﻘﻮﻟﻮﻥ ﻣﺴﻜﻴﻦ...
-2 ﺃﺻﺪﻗﺎﺅﻙ ﺳﻴﺤﺰﻧﻮﻥ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺃﻭ ﺃﻳﺎﻣﺎً ﺛﻢ ﻳﻌﻮﺩﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺣﺪﻳﺜﻬﻢ ﺑﻞ ﻭﺿﺤﻜﻬﻢ..
-3 ﺍﻟﺤﺰﻥ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ .. ﺳﻴﺤﺰﻥ ﺃﻫﻠﻚ ﺃﺳﺒﻮﻋﺎ ... ﺃﺳﺒﻮﻋﻴﻦ ﺷﻬﺮﺍ ... ﺷﻬﺮﻳﻦ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺳﻨﺔ ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺳﻴﻀﻌﻮﻧﻚ ﻓﻲ ﺃﺭﺷﻴﻒ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ !
ﺍﻧﺘﻬﺖ ﻗﺼﺘﻚ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ... ﻭﺑﺪﺃﺕ ﻗﺼﺘﻚ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﻪ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺑﺪﻳﺔ
ﻟﻘﺪ ﺯﺍﻝ ﻋﻨﻚ :
-1 ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ
-2 ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ
-3 ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ
-4 ﻭﺍﻟﻮﻟﺪ
-5 ﻭﺍﻟﻘﺼﻮﺭ
-6 ﻭﺍﻟﺰﻭجه أو الزوج
ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻣﻌﻚ ﺍﻻ ﻋﻤﻠﻚ
ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻫﻨﺎ : ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻋﺪﺩﺕ ﻵﺧﺮﺗﻚ ﻣﻦ ﺍﻵﻥ ؟
ﻫﺬﻩ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻰ وقفة و ﺗﺄﻣﻞ ...
ﻟﺬﻟﻚ ﺍﺣﺮﺹ ﻋﻠﻰ :
1- ﻣﺤﺒﺘﻚ ﻟﻠﻪ ﻭ ﻟﻠﻨﺎﺱ.
2- ﺻﻼﺗﻚ ﻭ ﻋﻼﻗﺘﻚ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻠﻪ.
3- ﺻﺪﻗﺘﻚ ﻭ ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺮ.
4- ﻋﻤﻠﻚ الصالح.
5-ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮﺓ.
ﺍﻥ ﺳﺎﻋﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﺗﺬﻛﻴﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺔ ﻭﺍﻧﺖ ﺣﻲ ﺍﻵﻥ ﺍﺛﻨﺎﺀ ﺍﺟﺎﺑﺘﻚ ﻓﻲ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻠﻦ ﺗﻨﺪﻡ ﺣﻴﻦ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺳﺤﺐ ﻭﺭﻗﺔ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﻳﺪﻙ ﺑﻐﻴﺮ ﺇﺫﻧﻚ
ﻟﻴﻌﻄﻴﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻧﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭالاستعداد الكامل.