نظرات الحزن والألم تبدو واضحة على وجهها، فلم تكن «آية» تتمنى سوى العيش في حياة بسيطة هادئة، ولكن أمنيتها الصغيرة تحولت إلى مأساة كبيرة بعد أن قاطعها أهلها بسبب زواجها العرفي، لتصبح ضيفة على شوارع الغردقة، تنام في كل شارع يومين ثلاثة ثم تنتقل منه إلى مكان، ولا تصدق أن أسرتها تخلت عنها في ظل معاناتها من الشلل الرعاش، ليكون مصيرها في النهاية الوفاة، وحيدة حتى أن أهلها رفضوا استلام جثمانها.
«آية» عرفت بين الجميع باسم مشردة الغردقة، لتستضيفها مؤسسة معانا لإنقاذ لإنسان وتنقذها من التشرد، إذ يقول محمود وحيد، صاحب مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان لـ«الوطن»: «أنا متابع آية من حوالي سنتين ومشوفتهاش غير قريب، وهي قالتلي إنها تعرفني من سنين، هي كانت بتعاني من الشلل الرعاش وحالتها النفسية مكنتش كويسة، وعقلها سليم مليون في الميه هي كانت محتاجة رعاية نفسية بعد اللي حصل فيها من أهلها وأنهم اتخلوا عنها».
«آية» تعرضت لأزمة نفسية كبيرة قبل وفاتها
تعرضت «آية» لأزمة نفسية كبيرة بعد أن عارض أهلها زواجها وقاطعوها وطردوها، لتصبح مشردة في الغردقة، ورغم المحاولات لإقناع شقيقها «وليد» بزيارتها إلا أنه لم يكن يرغب في ذلك على الإطلاق: «إحنا نقلناها لمصحة نفسية لأننا ليس جهة متخصصة في علاج الإدمان والصحة النفسية، وكنا متابعين حالتها وكان نفسي إنها تتحسن وتعيش حياتها بشكل طبيعي، لكن عرفنا من المصحة أنها اتوفت بشكل فجائي».
«محمود وحيد» ينفي وفاة «آية» داخل الدار
انتقادات عديدة وجُهت إلى مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان، بأن الوفاة حدثت داخل الدار، وهو ما نفاه «وحيد»، قائلًا: «آيه توفت داخل المصحة بعد رحله من العلاج النفسي وعلاج الإدمان، وتعليمات النيابة كانت بعدم نشر تفاصيل أو إعلان الوفاة غير بعد تقرير الطبي الشرعي، وبالمتابعة تبين أن الوفاه طبيعية بدون أي شبهه جنائية، وتم التواصل مع أهلها ولكن للأسف دون أي استجابة منهم، و بناء على ذلك النيابة أمرت بدفنها».
وحول الاتهامات بأن المصحة التي نقلت إليها كانت غير مرخصة، أوضح صاحب مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان، أن كل ذلك عارٍ من الصحة: «المصحة مرخصة وتابعة لجمعية عرابي، ولو مش مرخصة أكيد كلنا لما بنروح نكشف عند دكتور مش بنطلب منه نشوف شهادته أو رخصته، والمؤسسة حولت الموضوع للنيابة لاتخاذ أي إجراء قانوني تجاه أي تقصي، يعني مفيش أي تعتيم».
وذكر «وحيد»، أنه جرى الاتصال بأهل مشردة الغردقة كثيرًا ولكن دون جدوى وشقيقها أنكر معرفتها، وأنه لا يريد رؤيتها مرة أخرى: «رفضوها حية وميتة، وهي دلوقتي عند اللي أحن عليها من البشر كلهم، ربنا يرحمها».