ارنست وليم
التراث الديني تم إنتاجه في وقت ماكانتش فيه المثلية مفهومة.. فكالعادة زي ما كان بيتم اعتبار الأمراض النفسية تلبس بالجن أو الشياطين وكان بيتم اعتبار البرق والرعد غضب من الآلهة وكان بيتم اعتبار قوس قزح ناتج عن عهد معين بين السماء والأرض.. بالمثل تم اعتبار المثلية إحدى الخطايا أو الذنوب بدون فهم أسبابها.
مع تطور العلم تم فهم الأمراض النفسية وأسباب البرق والرعد وسبب ظهور قوس قزح وغيرها من آلاف الظواهر اللي كان بيتم تفسيرها بتفسيرات خرافية واتوجدت في التراث الديني.
لو هنتكلم علمياً عن المثلية..
الموضوع مر بمراحل.. أو خلينا نقول فيه آراء (مع إن العلم حالياً بيتبنى رأي واحد تقريباً)..
في مرحلة ما تم اعتبار المثلية مرض.. سواء الشخص بيتولد بيها أو بتحصل بسبب مشاكل ما في التربية..
وبعدها تم اعتبارها تنوع طبيعي عند البشر..
بغض النظر عن انت مقتنع بإيه الصح في الآراء دي..
لكن المثلية معناها إن الشخص بيكون عنده ميل جنسي لنفس النوع.. يعني زي ما الغيري بيميل للجنس الآخر وبيقرف من الممارسة مع نفس النوع، المثلي بيلاقي عنده ميل معكوس.. هو ملوش ذنب فيه في الآخر.. يعني لو كان مرض وراثي أو ناتج عن تربية غلط أو تنوع طبيعي فهو ملوش ذنب.. هو لقي نفسه كده.. أو هي لقيت نفسها كده.
الميل لنفس النوع ده طبعا بيتطلب ممارسة.. فيه ناس بتمارس وناس لأ.. براحتهم طبعا من طول ما مش بيؤذوا حد في المجتمع.
انت مقتنع على أساس ديني إن الممارسة دي غلط.. براحتك برضو.. محدش هيجبرك عليها.. لكن العالم المتحضر بيعتبر هؤلاء مجموعة من المجتمع لهم كل الحقوق والدعم كأقلية..
انت مش عاوز تدعمهم.. براحتك برضو.. لكن لا تثير الكراهية ضدهم.. إثارة الكراهية ضدهم ماتُعتبرش حرية تعبير.. ولكن تعتبر إرهاب وتطرف.
الموضوع زيه بالظبط زي اللي يجيب مريض نفسي ويمنعه من العلاج ويستخدم أساليب دينية قديمة معاه على اعتبار انه لابسه جن أو شيطان.. مفيش حاجة في العلم أو الطب كده.. كلها أمراض نفسية محددة وليها علاج محدد.. العلم بيقول إنه عنده مشكلة نفسية معينة وليها علاج محدد وانت على أساس ديني بتقول دي ذنوب وخطايا ولابسه جن أو شيطان.. العلم بيعتبرك متطرف ومؤذي.
فنركز ياريت ونحاول نفكر شوية في التراث الديني اللي تم إنتاجه في وقت بلا علم وكل حاجة ماكانتش مفهومة كان بيتم تفسيرها بتفسيرات خرافية.. نحاول نفكر شوية.
-
من صفحة الصديق Michael Tharwat Hanna