الأقباط متحدون - آه ياشعبى مصر!!
أخر تحديث ٠٦:٤٦ | الخميس ٦ سبتمبر ٢٠١٢ | ١ نسيء ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٧٥ السنة السابعة
إغلاق تصغير

آه ياشعبى مصر!!


بقلم: نسيم عبيد عوض
 
فجأة جاءنى النداء سريعا بسؤال لماذا توقفت عن كتابة مقالك ؟‘ آخر مقال لك كان يوم 20 أغسطس :
 
- فقلت له لا يوجد عندى رغبة فى الكتابة ‘ وهل ترى أى شيئ جديد فى مصر أو شعب مصر يستحق الكتابة.
 
وعلى الفور رد ..كل مايحدث فى مصر يستحق الكتابة ‘ حقيقة ان الحوادث تسير بسرعة البرق ‘ والتغييرات فى مصر يومية ‘ وماهى إلا أيام حتى نرى مصر مختلفة تماما عما نعرفه ‘ وهل كل ذلك لا يستحق الكتابة ؟
 
-إن مايحدث لمصر يصيبنى بالدهشة والخوف على بلدى ‘ والأكثر بالإستغراب والحيرة من شعب مصر ‘ وخصوصا شعبى القبطى ‘ لقد توقفت تماما تحركاتهم وأصبحت هامدة ‘ وكأنهم لا يهمهم مايحدث من حولهم ‘ وهذا الشعب القبطى الذى بدأت ثورة مصر به ‘تخلت عنه مصر ولم يعد يلتفت للأقباط أحد ‘ فى الماضى كنا نشكو من علاقة الكنيسة بالدولة والحكومة ‘ وكنا ندعو أن لا تحل مشاكل الأقباط على سلالم الكتدرائية ‘وأن مدنية الدولة تستحق التعامل مع منظمات مدنية تمثل الشعب ‘ ونطالب بتوقف الكنيسة بالتدخل فى السياسة ويكفيها رعاية شعبها ‘ وقد تحقق ذلك الآن ‘برغبة الحاكم وليس برغبة الكنيسة ‘ فأصبح الرئيس الممثل لجماعة الإخوان المسلمين لا يهتم بالكنيسة وقادتها بالإضافة إلى شعبها ‘ والعلاقة الوحيدة بالدولة عن طريق الأنبا أرميا لأنه بلديات الرئيس مرسى ‘ وماعدا ذلك لا إهتمام من جانب الدولة .
 
وتسألنى كيف أقول ذلك؟ سأرد عليك بأمثلة كثيرة ‘ أولها تعيين الوزارة الجديدة وبغض النظر عنها ‘ كم قبطى إشترك فى هذه الوزارة وقد نبح صوت الكنيسة بالقول أن تعدادنا يفوق ال 20% ‘ ومع ذلك عين الرئيس مرسى وزيرة البحث العلمى  أو بالأصح أبقاها فى منصبها الشرفى ‘ ولم نرى إحتجاجا لا من الكنيسة أو الشعب ‘ ولم يحدث رد فعل لإختيار سمير مرقس كمساعد للرئيس بإعتباره (مرقس) تماما كما عين حسنى مبارك جمال أسعد نائبا فى مجلس الشعب ‘ وموضوع تعيين نائب قبطى لرئيس الجمهورية يعتبر ملغيا ولا أمل فيه ‘ أيضا ترك الرئيس ( وأقول الرئيس لأن بيده كافة السلطات الآن ) السلفيين فى كل ربوع مصر يلاحقون الكنيسة والأقباط فى كل مكان بالسب والإدعاءات المهينة لديانتنا المسيحية ‘ وأكملها بتعيين وزير إخوانى للإعلام فإنطلقت الفضائيات الإسلامية تكفر وتعفر كما يتراءى لها ولا مراقب ‘ ويكفى ماتود النص عليه فى الدستور الذى يسانده الرئيس مرسى ‘ والمراقب لكل التعيينات التى تمت أخيرا بالنسبة للمحافظين وما سيليها فى المحليات ‘ سوف ترى إستبعاد كامل للمسيحيين أو صور رمزية ‘ ثم تقول لى لماذا لا تكتب عن ماذا أكتب ؟‘ وجماعة الإخوان المسلمين برئاسة ممثلها رئيس الدولة ‘ لفت البلد كلها فى عبائتها وتجرها إلى أحضان مكتب المرشد فى جبل المقطم ‘ولا حياة لرد فعل جماعى لشعب مصر ‘ والذى يهمنى هو الأقباط .
 
وجاءنى الرد سريعا ‘لقد إنسحب البساط من تحت أقدام مؤسسة الكنيسة ‘ فماذا تريدنا أن نفعل؟
 
-هذا هو المحير والمعير والمدهش ‘ لقد أخرجوا الكنيسة وألزموها ببيتها تهتم بشئونها الدينية ‘ أفليس هذا كان مطلبنا طوال حكم مبارك ‘ الآن أسألك أين شعب الأقباط ‘ دخل الرعب والخوف فى قلوبهم ‘ من ديكتاتورية حكم الإخوان ‘ هل إنهزمنا بضربة قاضية من بداية عدم تعيين وزراء أقباط ‘ فإنطرحنا أرضا ولم يعد فينا حراك ‘ لدينا أكثر من مائتين منظمة وحزب وهيئة قبطية داخل مصر ‘ وأكثر من ذلك خارجها ‘فماذا فعل هؤلاء ‘ لقد خرج أبو حامد فى مليونية مثل عكاشة ‘ فأين الأقباط ورد فعلهم ‘ أليسوا هم الذين فرمهم حمدى بدين بدبابته فى ماسبيرو ‘ وخرج الرجل المجرم بترقيته ملحقا عسكريا بالصين الشعبية ‘ ولن أعد أسمع لأى شخص يتهم الكنيسة بطلبها بعدم التظاهر والمجاهرة بطلباتنا ‘ هل سنجلس على الكراسى ونطالب بحقوقنا ‘ألم نتعلم ان الحق لا يسقط طالما وراءه مطالب ‘ وأن الحقوق لا بد من الجهاد لإغتصابها ‘ ألم نتعلم من قصة الفلاح الفصيح كيف أخذ حقه من فرعون مصر ‘ وهو من آداب تاريخنا القبطى .
 
- لماذا سكت ولم ترد؟ ‘ لقد إقتربوا من سرقة هويتنا المصرية ‘ وينشرون شبابهم لمراقبة المجتمع وتصرفاته ‘ وماهى إلا خطوات قليلة وسيصبح خروج بنتك وزوجتك للشارع أمرا خطيرا ومجازفة ‘ لقد عين صفوت حجازى عضوا بحقوق الإنسان ‘ وهو الذى بشركم بالخلافة الإسلامية ‘ وعين الحسينى محافظا لكفر الشيخ ‘ وكلنا نعرف أقوال المهووس حجازى ‘ ولكنكم لا تعرفون ماذا ينادى به الحسينى ‘بالقوة ستطبق الشريعة الإسلامية على مصر ‘وهو عينة فقط لباقى المعيننين ‘ وغير الحسينى باقى المحافظين ولن يعين قبطيا محافظا ‘ وما حدث لتعيينات رجال الإعلام وأسلمتها ‘حتى أن صحف مصر الآن تذيع قنوات دينية طول اليوم ‘ ماذا أنتم فاعلون ياأقباط مصر ؟ ألم تسألوا أنفسكم ماذا سيفعل أولادنا فى القوات المسلحة بعد إختراقها من قيادت إخوانية ‘ وأيضا أجهزة الشرطة والقضاء بعد تعيين الأخوة مكاوى لتغيير قوانين مصر إلى دولة تحكم بالسيف ‘ ولن يحط العدل فى أرضها ‘ ولن يلتقى الحق بالسلام على ترابها.
 
- هل تريدها نارا تشتعل ؟ جاءنى الرد بغلظة شديدة .. فقلت له أنهم هنا فى أميركا يطفئون حرائق الغابات بالنار .. والذى يحدث فى أرضنا اليس نارا مشتعلة لتأكل كل معارض لهم ‘ فهل ننتظر حتى يكون مأوانا الرماد ننام عليه ؟ المجتمع الدولى فى إنتظار تحركنا ولا حياة لنا..

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع