الخميس ٦ سبتمبر ٢٠١٢ -
٣٦:
٠٩ ص +03:00 EEST
بقلم: نسيم عبيد عوض
فجأة جاءنى النداء سريعا بسؤال لماذا توقفت عن كتابة مقالك ؟‘ آخر مقال لك كان يوم 20 أغسطس :
- فقلت له لا يوجد عندى رغبة فى الكتابة ‘ وهل ترى أى شيئ جديد فى مصر أو شعب مصر يستحق الكتابة.
وعلى الفور رد ..كل مايحدث فى مصر يستحق الكتابة ‘ حقيقة ان الحوادث تسير بسرعة البرق ‘ والتغييرات فى مصر يومية ‘ وماهى إلا أيام حتى نرى مصر مختلفة تماما عما نعرفه ‘ وهل كل ذلك لا يستحق الكتابة ؟
-إن مايحدث لمصر يصيبنى بالدهشة والخوف على بلدى ‘ والأكثر بالإستغراب والحيرة من شعب مصر ‘ وخصوصا شعبى القبطى ‘ لقد توقفت تماما تحركاتهم وأصبحت هامدة ‘ وكأنهم لا يهمهم مايحدث من حولهم ‘ وهذا الشعب القبطى الذى بدأت ثورة مصر به ‘تخلت عنه مصر ولم يعد يلتفت للأقباط أحد ‘ فى الماضى كنا نشكو من علاقة الكنيسة بالدولة والحكومة ‘ وكنا ندعو أن لا تحل مشاكل الأقباط على سلالم الكتدرائية ‘وأن مدنية الدولة تستحق التعامل مع منظمات مدنية تمثل الشعب ‘ ونطالب بتوقف الكنيسة بالتدخل فى السياسة ويكفيها رعاية شعبها ‘ وقد تحقق ذلك الآن ‘برغبة الحاكم وليس برغبة الكنيسة ‘ فأصبح الرئيس الممثل لجماعة الإخوان المسلمين لا يهتم بالكنيسة وقادتها بالإضافة إلى شعبها ‘ والعلاقة الوحيدة بالدولة عن طريق الأنبا أرميا لأنه بلديات الرئيس مرسى ‘ وماعدا ذلك لا إهتمام من جانب الدولة .
وتسألنى كيف أقول ذلك؟ سأرد عليك بأمثلة كثيرة ‘ أولها تعيين الوزارة الجديدة وبغض النظر عنها ‘ كم قبطى إشترك فى هذه الوزارة وقد نبح صوت الكنيسة بالقول أن تعدادنا يفوق ال 20% ‘ ومع ذلك عين الرئيس مرسى وزيرة البحث العلمى أو بالأصح أبقاها فى منصبها الشرفى ‘ ولم نرى إحتجاجا لا من الكنيسة أو الشعب ‘ ولم يحدث رد فعل لإختيار سمير مرقس كمساعد للرئيس بإعتباره (مرقس) تماما كما عين حسنى مبارك جمال أسعد نائبا فى مجلس الشعب ‘ وموضوع تعيين نائب قبطى لرئيس الجمهورية يعتبر ملغيا ولا أمل فيه ‘ أيضا ترك الرئيس ( وأقول الرئيس لأن بيده كافة السلطات الآن ) السلفيين فى كل ربوع مصر يلاحقون الكنيسة والأقباط فى كل مكان بالسب والإدعاءات المهينة لديانتنا المسيحية ‘ وأكملها بتعيين وزير إخوانى للإعلام فإنطلقت الفضائيات الإسلامية تكفر وتعفر كما يتراءى لها ولا مراقب ‘ ويكفى ماتود النص عليه فى الدستور الذى يسانده الرئيس مرسى ‘ والمراقب لكل التعيينات التى تمت أخيرا بالنسبة للمحافظين وما سيليها فى المحليات ‘ سوف ترى إستبعاد كامل للمسيحيين أو صور رمزية ‘ ثم تقول لى لماذا لا تكتب عن ماذا أكتب ؟‘ وجماعة الإخوان المسلمين برئاسة ممثلها رئيس الدولة ‘ لفت البلد كلها فى عبائتها وتجرها إلى أحضان مكتب المرشد فى جبل المقطم ‘ولا حياة لرد فعل جماعى لشعب مصر ‘ والذى يهمنى هو الأقباط .
وجاءنى الرد سريعا ‘لقد إنسحب البساط من تحت أقدام مؤسسة الكنيسة ‘ فماذا تريدنا أن نفعل؟
-هذا هو المحير والمعير والمدهش ‘ لقد أخرجوا الكنيسة وألزموها ببيتها تهتم بشئونها الدينية ‘ أفليس هذا كان مطلبنا طوال حكم مبارك ‘ الآن أسألك أين شعب الأقباط ‘ دخل الرعب والخوف فى قلوبهم ‘ من ديكتاتورية حكم الإخوان ‘ هل إنهزمنا بضربة قاضية من بداية عدم تعيين وزراء أقباط ‘ فإنطرحنا أرضا ولم يعد فينا حراك ‘ لدينا أكثر من مائتين منظمة وحزب وهيئة قبطية داخل مصر ‘ وأكثر من ذلك خارجها ‘فماذا فعل هؤلاء ‘ لقد خرج أبو حامد فى مليونية مثل عكاشة ‘ فأين الأقباط ورد فعلهم ‘ أليسوا هم الذين فرمهم حمدى بدين بدبابته فى ماسبيرو ‘ وخرج الرجل المجرم بترقيته ملحقا عسكريا بالصين الشعبية ‘ ولن أعد أسمع لأى شخص يتهم الكنيسة بطلبها بعدم التظاهر والمجاهرة بطلباتنا ‘ هل سنجلس على الكراسى ونطالب بحقوقنا ‘ألم نتعلم ان الحق لا يسقط طالما وراءه مطالب ‘ وأن الحقوق لا بد من الجهاد لإغتصابها ‘ ألم نتعلم من قصة الفلاح الفصيح كيف أخذ حقه من فرعون مصر ‘ وهو من آداب تاريخنا القبطى .
- لماذا سكت ولم ترد؟ ‘ لقد إقتربوا من سرقة هويتنا المصرية ‘ وينشرون شبابهم لمراقبة المجتمع وتصرفاته ‘ وماهى إلا خطوات قليلة وسيصبح خروج بنتك وزوجتك للشارع أمرا خطيرا ومجازفة ‘ لقد عين صفوت حجازى عضوا بحقوق الإنسان ‘ وهو الذى بشركم بالخلافة الإسلامية ‘ وعين الحسينى محافظا لكفر الشيخ ‘ وكلنا نعرف أقوال المهووس حجازى ‘ ولكنكم لا تعرفون ماذا ينادى به الحسينى ‘بالقوة ستطبق الشريعة الإسلامية على مصر ‘وهو عينة فقط لباقى المعيننين ‘ وغير الحسينى باقى المحافظين ولن يعين قبطيا محافظا ‘ وما حدث لتعيينات رجال الإعلام وأسلمتها ‘حتى أن صحف مصر الآن تذيع قنوات دينية طول اليوم ‘ ماذا أنتم فاعلون ياأقباط مصر ؟ ألم تسألوا أنفسكم ماذا سيفعل أولادنا فى القوات المسلحة بعد إختراقها من قيادت إخوانية ‘ وأيضا أجهزة الشرطة والقضاء بعد تعيين الأخوة مكاوى لتغيير قوانين مصر إلى دولة تحكم بالسيف ‘ ولن يحط العدل فى أرضها ‘ ولن يلتقى الحق بالسلام على ترابها.
- هل تريدها نارا تشتعل ؟ جاءنى الرد بغلظة شديدة .. فقلت له أنهم هنا فى أميركا يطفئون حرائق الغابات بالنار .. والذى يحدث فى أرضنا اليس نارا مشتعلة لتأكل كل معارض لهم ‘ فهل ننتظر حتى يكون مأوانا الرماد ننام عليه ؟ المجتمع الدولى فى إنتظار تحركنا ولا حياة لنا..
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع