كعادتها كل مساء سلكت "أماني" شارع مدرسة الثانوي التجاري بمركز أوسيم شمال الجيزة قاصدة منزلها بعد يوم عمل شاق. حظ عسر أوقعها في طريق سائق عربة كارو ومرافقه تبدلت معهما نهاية يومها عن المألوف.
تحرش الشابان بالعشرينية غير عابئين بشئ. انجرف الثنائي وراء شهوة زائفة؛ ظنُا بقدرتهما على استمالة عقل قصيرة القامة ببشرتها الخمرية التي باغتتهما برد قاس "الكلام دا عيب.. احترموا نفسكم بدل ما أفرج الناس عليكم".
كان الأمر بمثابة شرارة البدء لوصلة سباب بألفاظ خارجة أطلقها الثنائي في حق "أماني" التي لا حول لها ولا قوة. نظرات استهجان لسلبية المارة، لم يتقدم أحد منهم لنجدتها مكتفين بمقاعد المتفرجين.
سرعان ما تطور المشهد إلى التحرش الجسدي من ضرب بـ"الكرباج" وجذب للفتاة من ملابسها حتى انكبت على وجهها انتهاء بسرقة متعلقاتها الشخصية وسط استهزاء منهما بتهديدها لهما بأنها ستبلغ الشرطة.
انطلقت العشرينية -التي تعمل في المحاماة- إلى قسم شرطة أوسيم. حررت محضرًا بالواقعة حمل رقم 17941 جنح أوسيم ليطمأنها القائمون على عملية البحث "ساعة زمن والعيال دي هتتجاب".
بتوجيهات من العميد هاني شعراوي رئيس قطاع الشمال، انطلق الرائد وليد كمال معاون أول قسم أوسيم لجمع التحريات وتفريغ كاميرات المراقبة لتحديد هوية المشكو في حقهما وهما "الشاويش وبطيخة".
عقب تقنين الإجراءات، تمكن النقيب إبراهيم فاروق معاون المباحث من ضبطهما وأقرا بارتكاب الواقعة بدعوى "هي اللي شتمت الأول" ليحيلهما اللواء عمرو طلعت مدير قطاع الشمال، إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيقات.
بدورها، بثت "أماني" مقطع فيديو عبر صفحتها الشخصية بموقع "فيسبوك" قالت فيه "العربجية بلطجية ماحدش قادرهم.. بيثبتوا أي حد وهو ماشي ويسرقوه ويعاكسوا البنات" ملخصة ما تعرضت له "المنظر كان بشع.. روعوني قبل ما يضربوني بالكرباج" مطالبة "القانون ياخد مجراه".