المومس هي مومس
ماجدة سيدهم
لاتدعي ماليس فيها ولاترتدي غير أزرار ضميرها الصادق وثوبها الجريء ..الذي هو مبتغى شبق كل العيون المتسعيذة من الرجيم ..
المومس تستطيع تواجه بشجاعة مجتمعات تعرت تماما من وشاحات الشرف ..بينما لا تقوى أي من تلك المجتمعات المؤمنة أن تواجه مومسا من دون إهالتها بكل حجارات التقوى والنبذ والقهر والتحقير ..
المومس ليست سانت تريز وهي تدرك ذلك بينما يتجمهر على بوابات المنابر كل الهاربين من النور والضمير والخذلان خشية التعري بالخيبات والمفاسد والأكاذيب ..
المومس ليس لديها ماتخشى عليه لذا هي في الغالب حزينة تفتقد الحب والاحترام .. تعرف كيف تدفن رأسها كل ليلة في حزن وسادتها المبللة بالدموع وكيف تشفق على بؤس بائعات الهوى والمهمشين والمظلومين والمنتهكين .. كيف ترأف بالحيوانات الضعيفة وتتفهم هزيمة المتكبرين ..
المومس على مر سطور الوجع تستغل بسوء من قبل الكثير من رجالات الدول ويشق عليها أن تطلب من أحدهم الدعم والتخلص من تعاستها لتعيش حياة إجتماعية مستقرة
ثم مؤخرا تخرج من صفوف برلماننا الموقر أصوات تدافع عن تقوى شوارعنا الموحولة فوق المصليات بالكذب بحجة ان عنوان المسرحية المزمع انتاجها (المومس الفاضلة ) تحث على انتشار الرذائل .. وطرحوا تساؤلا غبيا .. هل ينفع مثلا نعمل عملا مسرحيا باسم الإرهابي الفاضل أو الإرهابي الجميل ..
ياسيادة النايب (ة) المقارنة ليست في محلها ..
الإرهابي مجرم بلا ضمير أو حس إنساني .. الإرهابي مخرب في حق الاوطان والشعوب ..مغتال بالتفجير كل الحاضر والمستقبل .. يحرم كل الفنون والجمال والتقدم ..
ناشر للذعر والخوف في قلوب كل مختلف معه عقائديا وفكريا ..الإرهابي سافك دم وسارق ومغتصب أرض ..
الإرهابي جاهل .حاقد ..متهور وخائن .. شاهد زور وغير قابل للتعلم..ضد كل صلاح وكل رحمة وكل حرية وكل حق ..
المومس لاتفعل ذلك ..
المومس تعرض بضاعتها ..الإرهابي يفرض بضاعته .
المومس تصنعها غلظة المجتمعات البائسة .. بينما الإرهابي في ظل غياب القانون هو من يصنع تلك المجتمعات البائسة ..
المومس تلتزم بقوانين الدولة بينما الإرهابي يتجاوزها جميعا..
المومس تضر بنفسها فقط لذا تطمح في التغيير لحياة أفضل.. الإرهابي يضر بمجتمعات بأشملها لذا يغتال الحياة برمتها ..
الإرهابي لايعرف الله . . ولايكف عن الصلاة ..
المومس لاتصلي أو ربما .. لكنها تعرف ان الله هو الضمير الحي الذي لا تشك في رحمته لذا تصنع رحمة مع التعساء والمقهورين...
نعم كثيرا ماتكون المومس أشرف وأنقى وأصدق من رموز ورجالات دين مرائين ..
ليت برلماننا الموقر يرتج لقضايا الشارع الحقيقية .. يكفيه لو ناقش قضية الاكتئاب اللي نالت المجتمع كله كما يرتج لتفاصيل الملابس الداخلية والعذرية والإزدراء الأحادي ومؤخرا تصنيف المومسات..
كفانا إدعاء وارفعوا أيديكم عن الفن فلا خلاص للشعوب من دون شجاعة الفنون والفكر والإدراك ..