عندما عاد سعدُ زغلولٍ لمصرَ في ٤ أبريل ١٩٢١ بعد نفيه الأول في مارس١٩١٩. يصف المؤرخُ عبد الرحمن الرافعي، وهو أحد زعماء الحزب الوطني المشهورين بعدائهم لسعدٍ استقبالَ الجماهيرِ لسعدِ زغلول يومذاك بقولِه: (وقوبل في الإسكندرية وفي الطريق منها إلي القاهرةِ وفي العاصمةِ بأعظمِ مظاهرِ الفرحِ والحماسةِ بحيث كانت مقابلته سلسلة لا نهاية لها من الزيناتِ والمظاهراتِ والحفلاتِ والأفراحِ مما لا مثيل له في تاريخِ مصرَ الحديث).
أما الدكتور محمد حسين هيكل أحد أبرز شخصياتِ الأحرارِ الدستوريين الأشد عداء لسعدِ زغلول فيقول في الجزءِ الأول من مذكراته: (وكان استقبالُ سعد في ذلك اليوم منقطعَ النظير، فما أحسب فاتحاً من الفاتحين ولا ملكاً من الملوك حظي بأعظم منه في أوجِ مجدهِ .
خفت القاهرةُ كلُها : شبابُها وشيبُها، رجالهُا ونساؤها حتي المحجبات منهن، إلي الطرقات التي سيمر بها يحيونه ويهتفون باسمه هتافات تشق عنانَ السماء، وجاء إلي القاهرة من أقصي الأقاليم وأريافها ألوف وعشرات الألوف يشتركون في هذا الاستقبال الذي جمع بين رجالِ الحكمِ من وزراءٍ ووكلاءِ وزاراتٍ ومن دونهم ومن طبقاتِ الشعبِ المثقفةِ وغير المثقفة).
أما أحمد حسين مؤسس حزب مصر الفتاة والذي رغم خلافه السياسي مع الوفد أفاض في تصوير جهاد سعد زغلول الوطني في كتابه «موسوعة تاريخ مصر» عن استقبال سعد زغلول فيقول: (وصل سعد زغلول باشا إلي القاهرة يوم ٤ أبريل .
فقد كان إبرازُ الشعب المصري هذه المشاعرِ واتخاذها سعدَ زغلول رمزاً لها هو أسلوب الأمةِ في التعبيرِ عن إرادتِها، وقد استمرت الاحتفالاتُ بعودةِ سعد زغلول تتجلي لعديدٍ من الأيامِ في الوفودِ التي هرعت من أنحاءِ البلادِ لتحيةِ سعدٍ ... وإذا كان من نواميسِ الطبيعةِ أن يكون لكلِ فعلٍ رد فعلٍ ، فلابد أنه كان لهذا الاستقبال «الخُرافي» رد فعل في مختلفِ الأوساطِ المعاديةِ للشعبِ وفي الشعب وفي نفس سعد زغلولٍ علي السواء.
انني اخال اليوم عودة الفريق احمد شفيق متطابقا مع ماقاله المؤرخ الكبير احمد شفيق باشا – ولعله فألا طيبا- فإنه يصف لنا هذا المشهد التاريخي في الجزء الثاني من «الحوليات» فيقول: (لقد روي لنا التاريخ كثيراً من روايات القواد والملوك الذين يعودون إلي بلادِهم ظافرين، فيحتفل القومُ احتفالاً باهراً باستقبالِهم، ولكن لم يرو لنا التاريخ أن أمةً بأسرِها تحتفل برجلٍ منها احتفالاً جمع بين العظمةِ غير المحدودة والجلال المتناهي لم يفترق فيه كبيرٌ عن صغيرٍ احتفالاً لا تقوي علي إقامته بهذا النظام أكبرُ قوي الأرض لولا أن الأمةَ المصرية أرادت أن تأتي العالم بمعجزةٍ لم يعرف لها التاريخُ مثيلاً)
ان الشعب يلتمس زعيما يلتف حوله ويقدم له ثقته وينفذ ارادته والفريق احمد شفيق هو حلم شعب مصر بعد ان ذاق الشعب امر الامرين علي ايدي عصابة من الاشرار وارباب السجون خطفوا مصربمباركة حفنة من قواد العسكر دب فيهم الفشل والضعف والغباء واكتناز الاموال علي حساب الشعب فاستحقوا جزاء سنمار لانهم اعطوهم مصر ظلما فعضوهم والقوا بهم في مستنقع الاوحال وهذه عادتهم علي مر الايام منذ نشأتهم.
ياسيادة الفريق احمد شفيق انت زعيم مصر الان وعليك ان تتحمل مسئوليتك ولا تهرب خوفا منهم فالذي معك اقوي من الذي عليك .. وانت القوي المتسلح بثقة الشعب والحق واشد بأسا من هؤلاء المتمنطقون بالفساد والباطل , انهم يعملون لعودتك الف حساب وحساب فتوعدوك بتقديمك للمحاكمة في جرائم مختلقة لاتقاس بالنسبة لجرائمهم وهددوك بالسجن وهم ارباب السجون هذا كله خشية من تواجدكم بمصر وفي وسط الشعب الذي ضاق ذرعا بحكم حفنة من الجهلاء الاشرار وعصابة من المجرمين.
فالزعامة كاريزما وهبة من الله يعطيها للانسان الذي يستحقها وجدير بها ليخلص وطنه وينتشل مصر من وهدة الهلاك والجهل وفي سبيله يبذل الغالي والنفيس .
الان وقت مناسب ياسيد شفيق لعودتكم من منفاك الاختياري و الذي اختارته بنفسك في وقت يتسم بالحكمة وبعد النظر, لانه لم يكون الوقت قد حان بعد , حتي يدرك الشعب الذي كان مغيبا بخطورة جماعة الاخوان .. لقد آن الاوان الان لمجيئك واراهن علي حب الشعب لك والتفافه حولك يبايعونك , وسجل اعمالك واخلاقك النزيهة وكاريزميتك الموهوبة يسبقونك ويشهدون بحبك لمصر وبوطنيتك الحقيقية .
لقد لمس الشعب بعين راسه ماوصل اليه الوطن من ضنك الحياة وشظف العيش وضيق اليد والانفلات الامني وضياع الامان علي نفسه واولاده وممتلكاته ,وعم الفساد في ربوع الوطن خاصة بعد ان فتحت السجون علي مصراعيها لاتباع الرئيس وعشيرته ليخرج منها القتلة والمجرمون والارهابيون ليتبوأوا اهم المناصب وهم الجهلة , وحولوا مصر الي خرابة وبفضلهم اصبحت مخروبة بعد ان كانت محروسة واضحت مصرستان بعد ان كانت مصر اول حضارة في العالم .
مصر تعيش الان اسوأ ايامها واسود زمانها تتردي وتتهاوي في هاوية عميقة من الفساد و الفقر والجوع والجهل والتعصب والارهاب وصارت مرتعا للارهابيين وموئلا للقتلة وملاذا للمجرمين .
هل سمعت ياسيدي صوت الكلاب تنبح بدون استحياء او خجل او حمرة وجه تنادي بتحويل مصر امارة اسلامية بعد ان استأثر ثلة من المنتفعين بجميع مفاصل الدولة واصبحت مصر الحضارة في ايدي الجهلاء والحمقي يعيثون فيها فسادا واجراما
ان الشعب ضاق ذرعا بهؤلاء الذين قفزوا علي حكم مصر وسلبوا كرامتها وتسلطوا علي سلطاتها التشريعية والتنفيذة والقضائية والاعلامية واستحلوا دماء ابنائها ووضعوا مصلحتهم فوق مصلحة الوطن انهم حقا شلة شياطين وعصابة ابالسة.
ان الاخوان يتوجسون خوفا ورعدة من عودة احمد شفيق فاعلنوا التهديدات تلو التهديات وتوعدوا بمحاكمته وزجه في السجون لانهم يعلمون تماما خطورة تواجده في هذه الاونه وسط الشعب المصري خاصة في خضم هذه الظروف المريرة وسقوط مصر بين انياب الذئاب الخاطفة ناهيك عن الفقر الساحق والاقتصاد المتردي والامان المفقود, واضحت مصر في قاع الامم نستجدي قوتها اليومي من البلاد القارضة ولو كانت كافرة في نظرهم الاعمي ,حتي اصبحنا نتسول من دويلات لم يكن لها وجود علي سطح الكرة الارضية قبل قرن من الزمان وهم يسحبون من تحت اقدام مصر ريادتها الحضارية والانسانية واصبحت مصر تركع امام دولاراتهم البترودولارية نلتمس رضاهم بعد ان ملكوا ناصية الامور في الوطن بواسطة الاخوان والسلفييون ويلعبون بهم كعرائس المارونيت في ايديهم القذرة ضد سلامة ااشعب وقوة تماسكه ووحدته .
وماذا بقي لمصر الان الا اسمها وحتي هذا يسعون الي محوه تحت مسميات عربية اسلامية طائفية لان الاسلام في ظنهم الغبي لادولة له ولايرتبط بالحدود المرسومة طبقا للاعراف الدولية والقوانين العالمية , حتي اصبح العالم يمقتهم ويخاف من شرورهم ويقف لهم بالمرصاد ويتصدون لاسلامفوبيتهم العفنة.
انادي باعلي صوتي للفريق احمد شفيق بالعودة الي الوطن سريعا .. وثق ان الشعب سيحملك علي اعناقة كما حمل سعد زغلول عند عودته من منفاه وستشتعل الثورةالعارمة في مصر كلها مدنها وريفها الكبار والصغار الرجال والنساء المثقفون والبسطاء لان الكل اصابهم بلطجة الاخوان وهوس السلفيين واكتوي بجهل نيرانهمم ,ستكون ثورة عارمة بلا هوادة حتي اسقاط دولة الاخوان والسلفيين وتستريح مصر من شرورهم.
ان الشعب يحتاج الي قيادة مخلصة ويلهث وراء زعامة وطنية.. وانت هو الزعيم المرتقب فانهض يارجل وعود لمصر وستكون عودتك حميدة لتحمل لواء القيادة .
مصر تريدك لتقود الشعب المصري الي الخلاص من الفساد الاخواني والشرور السلفي واتباعهم ذناب التخلف ووحوش الجهل .
تعال ايها الرجل فالشعب معك وثورة الشعوب اقوي من اكبر الترسانات النووية ... مصر علي وشك الانهيار .. وعلي حافة الهاوية .. مصر تناديك وانت في قلوبنا وفؤادنا .... وانا لمنتظرون