كتبت - أماني موسى
أكد د. بيرج أن الدراسات الطبية الحديثة أكدت في معظمها أن السرطان والسكر صديقين حميمين، وأن الخلايا السرطانية آكلة السكر بشكل متعطش، وعليه فأن السكر بالجسم يؤدي إلى إنتاج الخلايا السرطانية.
وأضاف د. بيرج، أن السبب في حب الخلايا السرطانية للسكر هو أن لها عملية أيض مختلفة عن الخلايا الطبيعية، حيث تخمر الخلايا السرطانية جزيئات السكر. كما أنها لا هوائية ، مما يعني أنها خالية من الأكسجين.
يستخدم الأطباء فحوصات التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني - وهي عملية حقن شخص ما بجلوكوز يحمل علامة إشعاعية - لتحديد مناطق الجسم التي تفرز الجلوكوز (السكر) ، مما يشير إلى الخلايا السرطانية.
كما أن الخلايا السرطانية تكسر السكر أسرع بكثير من الخلايا الطبيعية.
مشيرًا إلى أن مجلة التحقيقات السريرية أثبتت في بحث نشرته (Journal of Clinical Investigation) أن الإفراط في استهلاك السكر يعزز الإصابة بالسرطان. وتظهر العديد من الدراسات أيضًا أن السمنة ومرض السكري يمكن أن يزيدا من خطر الإصابة بالسرطان. بالطبع ، السبب الرئيسي للسمنة ومرض السكري هو استهلاك السكر.
موضحًا، يخلق السكر الكثير من الأكسدة والأضرار التي تلحق بالميتوكوندريا ، مما يساهم في تكوين الخلايا السرطانية، وأفضل شيء يمكنك القيام به لتقليل خطر الإصابة بالسرطان هو التخلص من السكر من نظامك الغذائي.
كيف؟ الطريقة الأسهل والأكثر فاعلية للتخلص من السكر من نظامك الغذائي هي اتباع نظام كيتو الصحي والصيام المتقطع.
هل الكيتو كافٍ لمساعدة شخص مصاب بالفعل بالسرطان؟ للاسف لا. يمكن أن توفر الكيتونات المادة الخام لأغشية الخلايا السرطانية وتساهم في نمو السرطان.
يمكن للخلايا الطبيعية استخدام الأحماض الدهنية - وليس الكيتونات فقط - لبناء أغشيتها. السؤال هو ، هل هناك مركب طبيعي يمكنه سد المسارات الكيميائية الحيوية للخلايا السرطانية بينما لا يزال يمد الخلايا الطبيعية بالمواد الخام؟ الجواب: أعتقد ذلك.
وشدد د. بيرج بأن الامتناع عن السكر والقيام بصيام متقطع يحمي من الإصابة بالسرطان إذ أنه يأكل الخلايا السرطانية، كما أن الصيام يحدث تغييرات جينية، قائلاً: الجينات هي البصمات أو الرموز أو الأوامر اللازمة لبناء البروتينات. ولا يقتصر دور الجينات فقط على العضلات والأربطة والأوتار، بل يشمل أيضًا البروتينات الصغيرة المسؤولة عن جميع العمليات البيوكيميائية في الجسم. كإنتاج الهرمونات والنواقل العصبيّة وإنتاج الغلوكوز المُختزن كطاقة. ويحتوي الجسم على الملايين من هذه البروتينات لكنها تعتمد على تلقّي الأوامر لكي تعمل.
كيف يؤثر الصيام على الجينات؟
عند اتباع الصيام تطرأ الكثير من الأمور المذهلة على الجينات. إذ يُعدّ الصيام أحد أهم آثار علم ما فوق الجينات على الجينات. وعلم فوق الجينات هو ما يتحكّم بجينات الجسم التي تشبه سلسلةً من مفاتيح الإضاءة يمكن إطفاؤها وإشعالها. فالتنظيم بالزيادة يعني تنشيط الجينات والتنظيم بالنقصان يعني إخمادها إلى حدٍّ ما.
لذا يُعدّ الصيام محفّزاً فعّالاً لتنشيط الجينات أو إخمادها. فمثلاً يؤثّر الصيام بشكلٍ إيجابيٍّ على جينٍ معيّنٍ يُسمّى CFHR1 فينتظم بالزيادة إلى حدٍّ كبيرٍ بفعل الصيام. وهو نفسه الجين المسؤول عن تنظيم الكوليسترول. كما أن الصيام يؤثّر على الجين SIRT-3 المضاد للشيخوخة فينشط وينتظم بالزيادة بفعل الصيام.
وقد يسبّب الصيام إخماد بعض الجينات الأخرى كما الحال مع جين APP وهو بروتين سلف النشواني (الأميلويد). وهو الجين المسؤول عن تشكّل طبقات الأميلويد التي تظهر في الأمراض التنكّسية العصبية مثل مرض الزهايمر. لذا فإن الصيام يساعد على الحدّ من تشكّل طبقات الأميلويد من خلال تنظيم بعض الجينات بالنقصان.
وهناك جيناتٌ أخرى تتكاثر بشدّة عند الإصابة ببعض أنواع السرطان. ويؤثر الصيام عليها من خلال تنظيمها بالنقصان. وهنا تكمن أهمية الصيام لمن يعانون من السرطان أو للوقاية منه. حتّى أن مريضًا كان في المرحلة الرابعة من مرض السرطان قد شُفي تمامًا بعد مواظبته على الصيام. واتبع ذلك المريض أنماطًا مختلفةً من الصيام، منها نظام الوجبة الواحدة في اليوم والصيام لسبعة أيام. كما أنه اتبع نمطًا آخر للصيام.