في مثل هذا اليوم 9 نوفمبر1977م..
الرئيس أنور السادات يعلن أمام مجلس الشعب أنه على استعداد لزيارة القدس والتحدث إلى الإسرائيليين في الكنيست، ولم تمض عشرة أيام على هذا الإعلان حتى توجه السادات للقدس وسط موجة من الغضب الشعبي والرسمي العربي، لتبدأ سلسلة من المفاوضات مع الإسرائيليين انتهت بتوقيع مفاوضات كامب ديفيد، ومعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية.
إعلان الرئيس السادات فى خطابه الشهير فى 9 نوفمبر عام 1977 أمام مجلس الشعب أنه مستعد لأن يذهب إلى أقصى مكان فى العالم حتى لو كان القدس من أجل الصلح أو السلام مع إسرائيل.
نظر البعض لهذه المبادرة على أنها تحول استراتيجى فى سياسة مصر الخارجية قد يترتب عليه إخراجها من معادلة الصراع العربى الإسرائيلى، ونظر لها البعض الآخر على أنها خطوة تكتيكية وفترة راحة بعد حرب وأزمة اقتصادية تمر بها البلد، وخوفا من تحرك إسرائيلى قد لا نكون مستعدين له، ويكون من نتائجه خسارة الانتصار الذى حققناه، وما بين مؤيد ومعارض وجدل لم يتوقف على مدى 40 عاما حتى اليوم، يأتى هذا الحوار المليء بالحقائق والأسرار.. يكشفها لنا محمد عبدالجواد الرئيس الأسبق لوكالة أنباء الشرق الأوسط الذى كان قريبا من الرئيس الراحل أنور السادات فى كل الجولات التى قام بها قبل سفره إلى القدس، والرسالة التى حملها له من رئيس تحرير جريدة «الجيروزاليم بوست» الإسرائيلية، التى كانت نقطة البداية لمبادرة السلام التى قام بها السادات.
فى سبتمبر سافر السادات إلى بوخارست عاصمة رومانيا لمقابلة شاوشيسكو رئيس رومانيا والمعروف بقربه الشديد من بيجين ومن إسرائيل. كان الظاهر أنها محادثات عادية بين الرئيسين على مدى ثلاثة أيام صدر بعدها بيان مقتضب، لكن عندما ركبنا الطائرة قال لنا السادات: «يا ولاد مش بيجين طلع اللى بيقوله فى الغرف المغلقة غير الذى يقوله فى العلن؟.. ده معناه أن بيجين فى العلن يعمل بطل وفى الخفاء يطلب مقابلتى»، قال السادات ذلك ضاحكا، ثم قال موجها كلامه لى: «مش كده يا محمد ولا إيه؟!». حاول الزملاء الصحفيون الموجودون معنا على الطائرة أن يعرفوا قصد الرئيس من الكلام، لكن طبعا أنا رفضت أن أخبرهم أن كلامه قد يتعلق بما دار بينه وبين شاوشيسكو المعروف بصداقته لبيجين .!!