الأقباط متحدون - حبيبتي
أخر تحديث ٠٥:٢٥ | الثلاثاء ٤ سبتمبر ٢٠١٢ | ٢٩ مسرى ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٧٣ السنة السابعة
إغلاق تصغير

حبيبتي

بقلم- مينا ملاك عازر
أكتب لحضراتكم هذا المقال مقررًا أن أبتعد عن السياسة قدر المستطاع، معرفًا سيادتكم بحبيبتي التي أعشقها، أعرفكم عليها وعلى كيفية تعرفنا بعضنا البعض، أعرفكم كم أحبها، قد لا تجد أن الأمر يعنيك، لكن أرجوك تابع القراءة على ضمانتي، فستجد إن شاء الله ما يسرك.

التقيت بحبيبتي يوم 5/11، ومنذ حوالي ثلاثين عامًا تقريبًا، عرفتها أبية شامخة منتصرة في حربها، فتمنيت أن أخدمها وأقاتل عنها قتالها ضد عدوها، عرفتها مرفوعة الرأس، رغم ما هو على كاهلها من هم وكرب، رغم جهل بعض من أهلها وفقر بعضهم، إلا أنها حاولت أن تبقى واقفة ولا تركع لأحد، أو هكذا ظننتها، ولهذا أحببتها.

أحببتها رغم اضطهاد بعض أهلها لي على مدار ثلاثين عامًا لديانتي، ولظروف شخصية بي، وجهل وفقر البعض الذي أشرت له أنفًا، الذي ضيق عليّ الطريق في بعض الأحيان، حتى كادوا يدفعوني لأن أهجرها وأفر منها وأبحث عن غيرها، لكنني بقيت متمسكًا بحبي لها في أحلك الظروف، حتى وأنا حانق عليها ومن أهلها، لكنني كنت سرعان ما أقفز فوق هذا وأنظر للأهل الذين يحبونني من أهلها، وأعود لأرتمي في حضنها، أقاتل أعدائها الداخليين الذين يريدون حرماني منها، أجاهر بعدائي لهم حتى وإن كانوا على رأسها، إلا أنني لم أهتم ولم أعبء، فأعلنت اختلافي معهم، وتقبلت شتائمهم، وقلقت عليها وعليّ، وحاولت النقاش مع المتشددين من أهلها لأثنيهم عن رغباتهم في الاستئثار بها، وأبطل لديهم النزعات الإقصائية التي بداخلهم.

كلما عاندني بعض الجهلاء من كبار قومها تذكرت كبار المثقفين من آهلها وإنجازاتهم العلمية، تذكرت كيف لحبيبتي ضياء علمي يخطف الألباب، صحيح هناك من يريدون إطفائه وإخماد جذوة العلم بها بأفكار ظلامية ومعادية، لكنها ستبقى منار لي ولغيري. وهذه أهم ميزة في حبيبتي، أنها ليست لفرد واحد وإنما لجميع من يحبونها بقلوبهم وليسوا من يحبون التسلط عليها، لمن يبذلون أنفسهم لأجلها وليس لمن يبذلون خيرها لأجل أطماعهم، حبيبتي تعطي بسخاء تبذل بشمم، تنحني إن انحنت لترفعك على رأسها، وتعبر بك بحر الآلام، حبيبتي قوية وإن ظهرت ضعيفة، ففي ضعفها قوة، وفي وهنها ثورة، وفي مرضها صحة، وهذا هو العجيب في حبيبتي.

عزيزي القارئ، هل تدري من هي حبيبتي؟ سأقول لك عزيزي القارئ حتى لا أطيل عليك، إن حبيبتي هي "مصر" التي وإن هانت عليهم عزيزة.

المختصر المفيد، أمنية حياتي وعمري ولآخر دقيقة في عمري أموت بس أموت في بلادي.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter