بقلم :بولس رمزي
قبل أن أخوض في مقالي هذا والذي اعتبره خطابا موجها الي الرئيس الامريكي باراك حسين أوباما , وددت أن أنقل لمحه تاريخيه عن مصر وشعب مصر , اتمني ان يتسع صدركم عند قراءتها وأن تتفهمون سر بقاء مصر علي مدي العصور شامخه قويه عاتيه امام أي محاولة لتفتيتها وتقسيمها وهدمها وفناؤها . لعلك تستطيع أن تفهم شيئا !!.
أولا- في العهد القديم"التوراة" في سفر الخروج 5:3علي الارض المصريه ظهرت العليقه علي نبي الله موسي ومن خلالها كلمه الله قائلا : "اخلع حذائك من رجليك لأن الموضع الذي أنت واقف عليه أرض مقدسه"
هكذا وصف الله ارض مصر بأنها أرضا مقدسة ينبغي علي كل من تطأ قدميه أرضها بأن يخلع نعليه حتي لا يدنسها , ولم نقف عند ارض مصر مقدسه فقط بل قد بارك الله ايضا شعب مصر ووصفه بانه شعبه أي شعب الله , فنجد في سفر أشعياء:
25:19.. "يبارك رب الجنود قائلا : مبارك شعبي مصر" .
ثانيا- أما في انجيل متي من العهد الجديد في الايه 13:2 "اذ ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا : قم خذ الصبي وأمه واهرب علي مصر وكن هناك حتي اقول لك لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه"
وهذا يعتبر أول لجوء ديني في تاريخ البشريه بأمر من الله ودائما يعرف أن اللجوء السياسي أوالديني يكون الي دولا تتصف بالتسامح وقبول الآخر والتعدديه ... علي الرغم من أن مصر في ذلك الزمن كانت كما يصفها الكثيرون بدوله وثنيه لا تعرف الله الا أن الله أمر يوسف بأن يلجأ الي مصر ... وهذا يعني ايضا أن مصر كانت واحة الامان الوحيده علي وجه الارض ... فلم يطلب الله من يوسف أن يأخذ الصبي وأمه وأن يلجأ الي سويسرا أو أمريكا أو بريطانيا أو فرنسا لان كل هذه الدول اما لم تكن موجوده علي خارطة العالم , ام انها عباره عن دول هامشيه تافهه صغيره بالمقارنه بعظمة مصر
ثالثا- في "القرآن الكريم" : لقد أكد الله سبحانه وتعالي علي أن مصر هي واحة الأمن والسلام في العالم وصدق الله العظيم حين قال في سورة يوسف 99 "ادخلوا مصر انشاء الله آمنين".
رابعا- نستنتج مما تقدم مايلي :
1- أن الكتب السماويه الثلاث أجمعت علي تكريم مصر وشعبها , ووصفتها بأنها دولة ذات حدود وسيادة ونظام حكم ومؤسسات دوله وحكومه ووزراء ومستشارين وعلماء وكهنه وجيش في الوقت الذي غابت فيه جميع كيانات الدوله علي تلك الدول التي تطلق علي نفسها مسمي الدول الكبري فقد كانت مصر الدوله المؤسسيه الاولي في العالم .
2- لم تنتقد الديانات الثلاث جميع انظمة الحكم الفرعوني في مصر ولكنها انتقدت فرعون واحد فقط هو ذلك الفرعون الذي تربي نبي الله موسي في قصره ومن الظلم قياس انظمة الحكم الفرعوني في مصر علي اساس نظام واحد كان قاسيا علي موسي ولكن هناك احقاد تاريخيه علي مصر تتملك بعض الصهاينه الذين نقلوا حقدهم الدفين ضد مصر الي الشعوب العربيه واستطاعوا ان يشوهوا جميع موروثات الحضاره الفرعونيه ومازالوا يستخدمون اعلامهم المضلل في تشويه الحضاره الفرعونيه وقد وصل الامر الي انهم نسبوا لانفسهم بانهم هم قاموا ببناء اهرامات الجيزه يدعون قيام الفراعنه بتسخيرهم لبناء هذا الصرح العظيم الذي يعد من اهم عجائب الدنيا السبع دون ان يكون لديهم أي سندا تاريخيا علي ادعاؤهم هذا.
3- علي الرغم من هذا التشويه الظالم الذي تعرض له تاريخ مصر القديم الذي قام به هؤلاء الحاقدون علي مصر وتاريخها الا وأن جميع الكتب السماويه تصف مصر الفرعونيه هي واحة الامن والسلام في العالم وتفضع ادعاءات هؤلاء .
4- علي مدي قرون وترضخ مصر تحت نير الاستعمار الذي نجح في كل شئ , فقد نجح في اذلال شعبها , نجح في بث الفتن الطائفيه , لكنه لم ولن يفلح في تفتيتها وتقسيم وحدتها الجغرافيه وتماسك وحدتها الوطنيه..
السيد أوباما :
مصر عانت ومازالت تعاني من تدخلاتكم في شئونها وفرض طريقة الحكم فيها وطريقة رسم سياستها , الامر الذي ساهم بقوه في افقار اهم موارد مصر وهو موردها البشري وهو شعب مصر صاحب الانجازات العظيمه التي ازهلتكم وازهلت العالم اجمع ومازال علماؤكم الافزاز الذين بعلمهم وصلوا الي القمر ونجحوا في غزو الفضاء , لكن ستظل عقدتهم العلميه تكمن في التراث المصري القديم الذي وقف سدا منيعا امام تطلعات علماؤكم الذين فشلوا عشرات المرات في التوصل الي اسرار تلك الانجازات المصريه العظيمه .
دائما تكون تدخلاتكم في مصر يستهدف احد امران او الاثنان معا :
أ- ألامر ألاول :دائما تستهدفون افقار وتجويع الشعب المصري ويظهر هذا جليا في شروط قرض صندوق الدولي لمصر والذي يعطي مصر قرضا تافها يمكننا الاستغناء عنه في مقابل قبول شروطكم التي هي بمثابة مخطط يرمي الي افقار وتجويع الشعب المصري . فان شرطكم الوحيد لتمويل هذا القرض هو رفع الدعم عن جميع السلع الاساسيه بدء من رغيف الخبز وصولا الي المحروقات والكهرباء والمياة . ولذلك اطالب الحكومه الوطنيه المصريه برفض قبول هذا القرض الذي لا يستهدف سوي تجويع شعب مصر.
ب- الامر الثاني :اشعال الفتن الطائفيه باستخدام عملاؤكم من الجانبين حتي لا يعيش شعب مصر في حالة استقرار نهائيا لتكون دائما ورقة ضغط تلوحون بها في وجه الحاكم من أجل ان يظل راضخا لكم مستسلما لمطالبكم وهيمنتكم علي الدوله.
همسه في أذن الرئيس الامريكي اوباما :
قبل البدء في تنفيذ مخططكم الوقح الرامي الي تفتيت وتقسيم مصر والذي يهدف الي محو اسم مصر من علي خارطة العالم , دعني اعترف لكم بنجاحكم في السابق في محو الاتحاد السوفيتي من علي خارطة العالم , دعني اعترف ايضا بنجاحكم الباهر في يوغوسلافيا ومحو دولة يوغوسلافيا من خارطة العالم الي ما شاء الله ... دعني ارفع لكم القبعه علي نجاحكم في تقسيم تشيكوسلوفيكا ... لكن في المقابل ستكون مصر عصية عليكم وذلك ليس لتفوقها المخابراتي علي مخابراتكم المنتشره علي الارضي المصريه , وليس ايضا لتفوق مصر العسكري عليكم نحن نعرف انكم من تزودون جيشنا بالاسلحه الخرده التي ترسلونها لنا .... لكن مصر ستكون عصية عليكم لان حاميها هو الله وليس بشر ... عزيزي اوباما انصحك بقراءة جميع الكتب المقدسه وتلك الكتب ستظل الي الابد حافظه لاسم مصر ... نعم تستطيعون تدمير مصر بقنابلكم الغبيه والذكيه والنوويه .... لكن لم ولن تستطيع انت وجميع حكام العالم ازالة اسم مصر من الكتب السماويه الحافظه لاسم مصر الي يوم الدين .
أخيرا :
سيظل العالم بجميع لغاته ودياناته الي ابد الدهر يردد نشيدا واحد "مبارك شعبي مصر"
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع