تزايد تركيز العلماء في الفترات الأخيرة، خصوصا بعد تفشي وباء فيروس كورونا المستجد، على التأثيرات الجانبية المرتبطة بنسب الفيتامينات في جسم الإنسان، حيث يعلب كل فيتامين دورا محوريا في أعضاء الجسم ويكون مسؤولا عن وظيفة محددة تتكامل مع باقي الوظائف الضرورية لاستمرار حياتنا بشكل طبيعي.
قام مجموعة من العلماء بالكشف عن نتائج دراسة طويلة الأمد استمرت لسنوات استخدمت بيانات معززة من 33 دراسة مستقلة، بالإضافة إلى بيانات من البنك الحيوي في بريطانيا، وبيانات تتبع احتمالات الإصابة التي رصدها التحقيق الأوروبي لأمراض السرطان والتغذية ودراسة أمراض القلب والأوعية الدموية (EPIC-CVD) وربطها جميعا مع دراسات متعلقة بالتغذية.
وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة لانسيت لأمراض السكري والغدد الصماء "The Lancet Diabetes & Endocrinology"، كان الهدف الرئيسي لفريق البحث الذي قادته جامعة كامبريدج هو تحديد ما إذا كان الاستعداد الوراثي للمستويات المرتفعة من أحد الفيتامينات يلعب دورا في الصحة العامة للفرد.
علاقة غريبة بين صنف من "فيتامين د" ونسبة الوفيات
حلل العلماء البيانات الحصية لحوالي 386406 أشخاص في منتصف العمر من أصول أوروبية، وتمت متابعة المشاركين لمدة 9.5 سنوات تقريبا، ولم يكن لديهم أي أعراض لأمراض القلب والأوعية الدموية وخضعوا لقياسات مستويات الفيتامينات ومنها مستويات "25 (OH) D" عن طريق فحوصات الدم.
لاحظ الباحثون أنه من بين 386406 وهي عينة البحث، أصيب 33546 شخصا بأمراض القلب التاجية وأصيب 18166 بسكتة دماغية وتوفي 27885.
وحلل العلماء مستويات "25 (OH) D"، لكنهم لم يجدوا ارتباطا بين ارتفاع مستويات الفيتامين وارتفاع نسب أمراض القلب التاجية أو السكتة الدماغية أو الوفاة. لكن العلماء وجدوا ارتباطا بين انخفاض مستويات الفيتامين وارتفاع نسبة الوفيات، حيث ساهمت النسب المرتفعة من الفيتامين بتخفيض نسب الوفاة العامة حوالي 30%.
New paper "Estimating dose—response relationships for vitamin D: observational and Mendelian randomization analyses" at @TheLancetEndo: https://t.co/hg6skSFTvk. We find genetic evidence for causal relationship between vit D and mortality, but only in people with low vitamin D. 🧵
— Stephen Burgess (@stevesphd) October 28, 2021
وحصل الباحثون على هذه النتائج بعد ربط جميع الأبحاث والدراسات السابقة مع 31 دراسة ركزت على تأثيرات "فيتامين د" (VitDSC)، حيث أجرى العلماء تحليلات مبنية على الملاحظة والتحليل الجيني.
وأشارت نتائج الأبحاث الموجودة في الأدلة الجينية إلى وجود علاقة سببية بين مستويات "فيتامين د" والوفيات لدى الأشخاص الذين يعانون من انخفاض مستويات هذا الفيتامين.
قال الباحثون إن التحليلات الجينية قدمت دليلا قويا على وجود صلة عكسية بين انخفاض خطر الوفيات والاستعداد الجيني لمستويات أعلى من "فيتامين د".
وجاء في الدراسة التي نشرت "foxnews" تقريرا عنها: "تشير تحليلات التوزيع العشوائي الطبقي المندلي إلى وجود علاقة سببية بين تركيزات "25 (OH) D" والوفيات للأفراد الذين يعانون من حالة منخفضة من "فيتامين د".
يطلق العلماء على هذه الفئة من "فيتامين د" الرمز "25 (OH) D" أو "كالسيفيديول" أو "كالسيديول" وهو شكل من أشكال "فيتامين د" ويُنتَج في الكبد عن طريق التحلل المائي لـ"فيتامين د 3".
ومن المعروف أن هذا الفيتامين يلعب دورا رئيسا في مساعدة الجسم على امتصاص الكالسيوم والفوسفور، كما أن مؤسسة "Chan School of Public Health" التابعة لجامعة هارفارد أشارت في دراساتها المخبرية أنه يمكن لهذه الفئة من "فيتامين د" أن تقلل من نمو الخلايا السرطانية، وتساعد في السيطرة على العدوى وتقليل الالتهاب.