«حنين طفلة كانت تعيش في كنف والدها وسط أجواء عائلية يملؤها الحب بين الأب والأم حتى وقعت مشاجرة بين الزوجين وانقلب المنزل الصغير الذي كان يحيط الاسرة بالسعادة الي ساحة خناق وخلافات».
لم تستطع الزوجة أن تتحمل الـ خلافات الأسرية وقررت التخلي عن زوجها وتركت له المنزل وذهبت بصحبة طفلتها الصغيرة للعيش في منزل جدتها بمنطقة حلوان، مر يوم تلو الاخر وحاول الزوج إعادة زوجته للمنزل حتى تدخل بعض العقلاء من طرف الأسرتين ولكن جميع المحاولات باءت بالفشل وأصرت الزوجة على الانفصال.
مر ما يقرب من شهر كاملاً على الخلافات التي وقعت بين الزوجين ومع مرور الوقت فشلت كل المحاولات في الإصلاح بين الزوجين، ووافق الزوج على الانفصال وعاشت الطفلة في كنف والدتها بمنطقة حلوان، وبعدها تزوج الآب واستقرت حياته وعاش مع زوجته الثانية حياة مستقرة.
وفي منتصف الليل وسط الظلام الدامس الذي أحاط بالمنطقة استيقظت الزوجة الأولى على صراخ طفلتها حنين تعاني من ألم شديد في المعدة فما كان من الأم إلا ان تهرول بها مسرعه إلى اقرب مستشفي وأثناء ذلك تقابلت مع أحد جيرانها بالمنطقة ويعمل سائق وعندما علم بحالة الطفلة اخذها الى المستشفى ولم يتركهما حتى اطمأن علي حالتها وعادت الأم بصحبة طفلتها إلى المنزل.
بدأ السائق يتردد على المنزل للاطمئنان على حالة الطفلة ومع مرور الأيام تقدم الي خطبة الأم بعد أن أخبرها انه سوف يقوم على رعاية الطفلة، سرعان ما وافقت وتم مراسم الزواج وعاش السائق والزوجة والطفلة في شقة واحدة بذات المنطقة بحلوان، ولكن مع مرور الأيام بدأ يظهر الوجه الآخر للسائق واعتاد أن يضرب زوجته والطفلة دون سبب.
هنا عادت الزوجة بذاكرتها إلى الوراء، وتذكرت تجربتها الأولى مع طليقها وخافت أن تعيش وحيدة مرة أخرى بين جدران منزلها بصحبة طفلتها حاولت الزوجة أن تعيش مع زوجها الثاني وسط مرارة القسوة والضرب، ولكن مع مرور الوقت بدأ السائق يتفنن في تعذيب زوجته واحضر سلك كهربائي ومكث يضربها في جسدها النحيل.
ذاقت الزوجة جميع أنواع العذاب، مع زوجها وفي أحد الايام وتحديداً بعد أذان العشاء دخل الزوجين الى غرفة النوم وبدأ يمارسان العلاقة الحميمة سوياً علي الفراش وأثناء ذلك بدأت الطفلة حنين في نوبة صراخ متكررة ففزعت الأم عند سماع بكاء طفلتها وتركت الفراش وهرولت إليها فوجدتها ترتعش والحرارة تُحيط جسدها، حاولت الأم تهدئتها وتركتها على السرير وذهبت إلى الصيدلية لشراء الدواء وعندما عادت وجدتها مُلقاه على الأرض والدماء تنهمر من جسدها بعد اعتداء زوجها عليها.
وكشف أمر الاحالة، أنه بدائرة قسم شرطة حلوان بمحافظة القاهرة، وحال كون المتهم ابراهيم محسن ويعمل سائق بالغا ضرب عمداً المجني عليها حنين أسامة بأن تعدي عليها ضربا وقام برطمها بالحائط فأحدث بها الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية بمصلحة الطب الشرعي والتي أودت بحياتها ولم يقصد من ذلك قتلها ولكن الضرب افضي الي موتها.
واوضحت شهادة أسامة عبد الرحمن كهربائي بتحقيقات النيابة العامة بتلقيه اتصالاً هاتفياً من طليقته والدة المجني عليها مفادها حدوث إصابتها علي إثر سقوطها من الدرج ، فانتقل لمحل تواجد الصغيرة وأثناء ذلك تلقي اتصالاً اخر يفيد قيام المتهم باعتياد التعدي علي نجلته بالضرب وإحداث إصابته، وشهد مصطفي كامل صاحب ورشة دوكو بكونه أحد الجيران الملاصقين لمحل إقامة المتهم والمجني عليها ووالدتها واضاف باعتياد المتهم التعدي علي المجني عليها ووالدتها بالسب والضرب وابان الواقعة وعقب خروج والدة المجني عليها تناهي لسمعه صراخ الطفلة ورطمها بالأرض والحائط.
وتضمنت شهادة ضابط شرطة بقسم حلوان بأنه توصلت تحرياته اعتياد المتهم التعدي علي المجني عليها واضاف بتوصل تحرياته لقيام المتهم إبان الواقعة برطم الصغيرة بالحائط وأحدث إصابتها التي أودت بحياتها، وتضمنت ملاحظات النيابة العامة في القضية أنه ثبت بتقرير مصلحة الطب الشرعي أنه تعزي وفاة المجني عليها الي الإصابات المرضية وما احدثته من نزيف دموي علي سطح المخ وبالتجويف البطني ادي الي حدوث صدمة والوفاة، كما أقرت والدة المجني عليها حال استجوابها بتحقيقات النيابة العامة أنه وعقب خروجها لإحضار بعض العقاقير للمجني عليها علي أثر اعياءها وتركها رفقة المتهم وعند عودتها تبين لها قيامه بالتعدي علي نجلتها واحداث ما بها من إصابات، وكانت النيابة العامة امرت بإحالة المتهم الي محكمة جنايات القاهرة للنظر في محاكمته برئاسة المستشار محمود كامل الرشيدي.