الاثنين ٣ سبتمبر ٢٠١٢ -
٥٣:
٠٩ ص +02:00 EET
بقلم : جرجس وهيب
الكل يعرف ما فعلة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في مصر وكيف قاد البلاد لحكم عسكري قمعي وحشي قضي علي النظام الديمقراطي الذي كان موجود قبل ثورة 23 يوليو وكيف اعتقل الرئيس محمد نجيب ووضعه تحت الإقامة الجبرية حتي وفاته لمجرد انه قال يجب أن يعود الجيش إلى ثكناته ويسلم حكم البلاد للمدنين وكيف عرض البلاد بقراراتها الخاطئة وسوء تقدير الأمور لنكبة 5 يونيو عام 1967 الذي أبيد فيها الجيش المصري بكامل معداتها وأسلحته بأقل مجهود من الجيش الإسرائيلي بسبب الرعونة والعشوائية في اتخاذا القرارات والقرارات العنترية وعرض الجنود المصريين العزل لقصف الطيران الإسرائيلي الوحشي بعد أن ضربت إسرائيل كل المطارات المصرية ودمرتها .
مع كل هذه النكبات التي أوقع فيها الرئيس الراحل مصر والتي ما زالت تدفع ثمنها حتي ألان مصر خرجت الجماهير المصرية العريضة تطالب وترجوا الرئيس جمال عبد الناصر الاستمرار في حكم البلاد بعد أن أعلن تنحيه عن الحكم عقب هزيمة 1967.
مشاهد المظاهرات التي خرجت لتدعم الرئيس جمال عبد الناصر علي الرغم مما فعلة بالبلاد تذكرني بمظاهرات الإخوان وحلفائهم من التيارات الدينية التي تخرج كلما اتخذ الرئيس محمد مرسي أي قرار علي الرغم من عدم معرفة تأثير هذا القرارات بعد.
فبعدما يصدر الرئيس القرارات تصدر الأوامر بالخروج للشوارع لدعم قرارات الرئيس لإعطاء انطباع لدي العامة والتأثير عليهم نفسيا بان هذه القرارات قرارات صائبة فعندما اصدر الرئيس قرار بعودة مجلس الشعب الذي حل بقرار من اكبر محكمة في مصر وهي المحكمة الدستورية خرجت الجماهير المدفوعة لتحتفي بالقرار كما خرجت الجماهير لنفس الغرض عندما اصدر الرئيس قرار بإقالة المشير محمد حسين طنطاوي والفريق سامي عنان وإلغاء الإعلان الدستوري المكمل وخرجت نفس المظاهرات وقد يكونوا نفس الأشخاص لاستقبال الرئيس بعد عودته من الصين وإيران على الرغم من أننا لم نري حتى ألان علي ارض الواقع أي نتائج لزيارة الرئيس تستحق مظاهرات التأييد والاحتفاء.
فانا أتعجب من جدوى هذه المظاهرات التي كان الجميع ينتقدها في العصر المنصرف وأصبحت حلال ألان
فلماذا تخرج المظاهرات فقرارات الرئيس لم يظهر تأثيرها بعد ولم تنقل مصر نقلة حضارية كبري ولم نري الاستثمارات الصينية تهبط علي مصر بالمليارات فمازالتا علي الرغم من مرور أكثر من 60 يوم علي تولي الرئيس الحكم ولم يتبقي إلا 40 يوما على المائة يوم الأولي التي وعد خلالها بإنهاء مشاكل الخبز والنظافة والأمن والمرور والمواد البترولية فمازال رغيف الخبز على حاله والفوضى والانفلات الأمني تعم البلاد وصفوف السيارات تنتظر أمام محطات التموين من اجل الحصول على كمية من البنزين وشوارع المدن والقرى تنتشر بها القمامة بشكل أسوء عما كانت عليه.
فمنذ 60 عاما خرجت المظاهرات لتأييد جمال عبد الناصر ولكن بعد زوال حكمة ثبت انه احد أسباب تأخر البلاد وتفشي الفساد والمحسوبية والواسطة
فمن الممكن أن تكون قرارات مرسي كذلك ويثبت أنها لم تكن علي صواب ومن الممكن ان يقول التاريخ ان محمد مرسي أضاع هوية البلاد وفتح البلاد إمام أعضاء حركة حماس وملكهم أراضي سيناء وأرسل لهم السولار والكهرباء وسمح بفتح معبر رفح علي الرغم من ان الفلسطينيين هما من قتلوا الجنود المصريين في سيناء وترك البلاد للمتشددين دينيا يفعلون من يشاءون دون ضابط أو رابط حتي أضاعوا البلاد.
وقد تكون قرارات مرسي صائبة وتدفع البلاد إلى الإمام وفي ذلك اليوم سيكون من حق الرئيس ان تخرج المظاهرات لتأييده والاحتفاء به
الأيام القادمة ستثبت ذاك أو تلك.
وأقول للرئيس محمد مرسي أن شخصيا المس انك تحاول فعل شي لمصر وتبذل من اجل ذلك جهود كبيرة ولكي تنجح في ذلك عليك أولا وقبل كل شيء بالابتعاد قيادات التيارات الدينية المتشددة والعمل بعيدا عنهم وعن أفكارهم التكفيرية المسمومة ضد الأقباط والمرأة والفن والبنوك والسياحة وعن مقترحاتهم التي تخدم أجندتهم الخاصة وتياراتهم بغض النظر عن مصلحة مصر لأنك لو اعتمدت عليهم وانصاعت لرأيهم بكل تأكيد ستضيع جهودك هباء وستكون مصر مثل أفغانستان وفي أفضل الأحوال مثل إيران.