مؤمن سلام
حاليا شغال مع دار الإكويني على ترجمة حواشي عشان تنزل مع طبعة جديدة لترجمة الخلاصة اللاهوتية وهو من أهم كتب اللاهوت لواحد من أهم رجال الدين الكاثوليك هو القديس توما الإكويني.
وزى ما انتم عارفين انا مش بهتم بالعقائد كل واحد يُعبد اللي يريحه نفسياً سواء كان حجر أو ورك نملة، انا بهتم فقط بما يؤثر على حياة البشر وبالدور الاجتماعي للدين، عشان كده ماتكلمتش عن شغلي ده قبل كده ولا عن الكتاب، باستثناء مرة اتكلمت عن فكرة الأقانيم الثالثة وعلاقتها بالتعددية الإجتماعية.
ولأني دخلت دلوقتي في قضايا تتعلق بالحياة وهى قضية المرأة وعلاقتها بالرجل وكمان فكرة الإنسان الأول والمعرفة التي يحملها، فحبيت أقدم نموذج للأزهر وللكنيسة الأرثوذكسية، لكيفية التعامل مع التراث.
ففي قضية المرأة حتلاقي كلام يخليك عايز تلطش الإكويني وأرسطو 700 قلم لأنهم طبعا بيتكلموا بمنطق عصرهم وبيئيتهم، وكذلك في موضوع الإنسان الأول ومعارفه.
وهنا التعامل مع الأفكار دي له طريقتين، طريقة التقديس بان ده كلام القديس توما وكمان بيأيده ارسطو، فنطبع الكتاب زى ما هو ونوزعه عشان الناس تقرا وتطبق، والطريقة التانية اننا نحرق الكتاب ونعتبره مش موجود، وده طبعا شيء مستحيل حتى من الناحية العلمية لأن الكتب دي لازم تكون موجودة للتعرف على تطور الفكر الإنساني.
لكن الكنيسة الكاثوليكية أخدت طريق تالت، احنا نطبع الكتاب لأن ده جزء من التاريخ الفكري للكنيسة وجزء من تطور الفكر البشري، لكن مش حنخليه مقدس، حنحط فيه حواشي تنقده أحياناً وتخالفه أحياناً وتشرحه أحياناً وتُأول النصوص المقدسة التي استند اليها اذا تطلب الأمر. فنرى المرأة التي هى مجرد جزء من الرجل في متن الكتاب تتحول إلى مساوية وشريك للرجل في حواشيه، وأدم الأنسان الأول في متن الكتاب يتحول إلى الهوموسيبيان الأول في حواشي الكتاب.
إذا كنا ضد أفكار القرون الوسطى وتقديسها والسعى لتطبيقها الآن، فهذا لا يعني ان نحرق وندمر التراث الإنساني، ولكن ننقده ونرفضه ونقول انه ليس صالح لهذا الزمن حتى وان كان صالحاً في زمانه.
فهل نرى في يوم من الأيام كتب أئمة الإسلام وآباء الكنيسة الأرثوذكسية منشورة وفي داخلها نقدها ونقضها؟