انتقدت روسيا، الأربعاء، استخدام طائرات مُسيرة تركية الصنع في أوكرانيا، معتبرة أن من شأن الأمر زعزعة الاستقرار في شرقي البلاد.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إنه رغم العلاقات المتميزة بين روسيا وتركيا، إلا أن ثمة مخاوف تتحقق من جراء تصدير مثل هذه الأنواع من الأسلحة إلى العسكريين الأوروبيين، وهو ما قد يؤدي إلى تقويض الاستقرار في خط التماس، بمنطقة نزاع جنوب شرق أوكرانيا.
وأوضح بيسكوف أن وقوع هذه الأسلحة في أيدي العسكريين يتيح لهم شن هجمات مركزة على دونباس، محذرا من أن هذا الأمر "لا يؤدي إلا إلى تقويض الاستقرار، ولا يسهم في تسوية هذه القضية الأوكرانية الداخلية".
الطائرة التركية المسيرة "بيرقدار تي بي 2"
وتأتي هذه التصريحات بعد يوم واحد فقط من إعلان أوكرانيا تدمير مدفعية للانفصاليين الموالية لروسيا، فيما أنه أول استخدام حربي لطائرة "درون" تركية الصنع.
وأعلن الجيش الأوكراني استخدام الطائرة المسيرة التركية الصنع في الهجوم، ووثق الجيش ذلك بشريط فيديو نشره على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك".
والطائرة التركية المُسيرة من طراز "بيرقدار تي بي 2"، التي بوسعها الطيران لمدة 25 ساعة متواصلة ولها قدرات على المراقبة والتدمير بواسطة صواريخ على متنها.
وتتهم القوات الأوكرانية الانفصاليين الموالين لروسيا بقتل جندي وإصابة آخر عبر قصف مدفعي قرب من بلدة هرانيتين الواقع على خط المواجهة بين الطرفين.
وقال قائد الجيش الأوكراني في بيان إنه جرى استخدام الطائرة التركية "بيرقدار" من أجل "إجبار العدو على وقف إطلاق النار".
لكن مصدرا في جمهورية دونيتسك الشعبية، غير المعترف بها دوليا، ويسيطر عليها متمردون أوكرانيون موالون لموسكو، قال إن الهجوم الجوي لم يسفر عن أي خسائر.
وهذه أول مرة تستخدم فيها أوكرانيا الطائرة التركية المُسيرة منذ تسلمها الدفعة الأولى منها في يوليو الماضي.
وأسفر القتال بين القوات الحكومية في أوكرانيا والانفصاليين الموالية لروسيا عن مقتل 13 ألف شخص في دونباس منذ عام 2014 بحسب الأمم المتحدة.
وتعتبر هذه المنطقة واحدة من أسباب التوتر بين روسيا وأوكرانيا.
وتوصف العلاقات التركية والروسية بالمعقدة والمتشابكة، فرغم تعاونهما في البعض الملفات وتحسنها النسبي في السنوات الأخيرة، إلا العديد من الملفات تقف عائقا أمام تطور هذه العلاقات، مثل ليبيا وسوريا.
ومن المحتمل أن تزيد مسألة الطائرات التركية في أوكرانيا من توتر العلاقات بين أنقرة وموسكو.