الأقباط.. بلا دفاع حقوقي أو إنساني
بقلم- المعارض المصري * د. ميشيل فهمـــــــي
* مصر تمر الآن بأسوأ وأحلك فترة، نتيجة لأزمة اقتصادية خطيرة وطاحنة وغير مسبوقة في تاريخ البلاد، منذ السبع سنوات العجاف في عهد سيدنا يوسف، الذي بتدبير الهي أنقذ مصر، والتي تم تدمير اقتصادها الآن بتدبير شـــيطاني، نتيجة للمواقف التدميرية التي قام بها الإخوان لإصرارهم على التمكين من البلد بحرقها وتدميرها تميهدًا للاستيلاء عليها، ولو كانت خرابة مالية وأخلاقية.
* صافي الدين العام الداخلي والخارجي ارتفع إلى تريليون و258 مليار جنيه، نهاية العام المالي (المُنْتَهِي في يوليو 2012)، وهو أعلى مستوى على الإطلاق من الديون مستحق على مصر في تاريخها، مما يُهَدِدْ بخطر مجاعة على 42% من الشعب المصري (مستوى تحت خط الفقر)، وكوارث مالية على أكثر من 56% من الشعب (على مستوى خط الفقر)، فلا يبقى إلا 2% غالبيتهم من الإخوان قد يربحون من هذه المجاعات والكوارث، ولكنهم مهددون بالفناء من ثورة الجياع.. إنقاذ مصر بصفة عاجلة يحتاج إلى 18 مليار دولار فـــــورًا.
* الطفل المعجزة رئيس وزراء مصر، الدكتور/ ضَيّ القناديل (غير المؤمن بقيمة الكهرباء في نهضة الشعوب)، جاهل تمامًا بالملف الاقتصادي، وأصغر من أن يتناوله هو وكل مجلسه، في مواجهة أخطر عجز مالي تواجهه مصر منذ سبعة آلاف عام.. رفع عدد الوزراء 4 ليزيد من أعباء الخزانة العامة إرهاقًا على إرهاق.. يضيع وقت الوطن وتأجيل إيجاد الحلول في زيارات لأقسام الشرطة، ولا يزور العشوائيات لاختراق مواضع الأزمات، ولا الأماكن السياحية لتشجيعها.
* تعيين الريس "مرسي" لنائب رئيس جمهورية و4 مساعــــــدين للرئيس و17 مستشارًا (وما خفي كان أكثر) فاق ميزانية البيت الأبيض الحاكم لأغنى دولة في العالم، ويعتبر زفة سياسية ديمقراطية كذابة بمزمار بلدي إخــــــــواني وطبل إرشادي.
* عمليات وإجراءات تأمين الرئيس تكلف خزانة الدولة "المُفلِسة" عشرات الملايين من الجنيهات شهريًا، ونقول: الرئيس القوي يحتاج لحراسة ضعيفة لأن أمنه يَكْمُنّ في حب الناس لا في أســـــــلحة الحُراس، والرئيس الضعيف يأمر بأن يكون الإعلام أضعــف، لكي لا يذكر ضعفه، والرئيس الديكتاتور يكمم أفواه النقد لأن ضمن أدوات وآليات الديمقراطية حُرية نقد الحاكم، وليست في صندوق الانتخابات فقط كما يروجون في مصر.
* الضربة القاصمة لمصر واقتصادها وتنميتها ونهضتها في شتى المجالات، تكمُنْ في أنه لا يوجــــد مشروع نــــــهضة من أساسه، والذى على أساسه نجح الرئيس مرسي "على الحركرك"، برغم المساعدات الجبارة من المطابع الأميرية والضغوط الأمريكية والرشاوي الانتخابية. هذا المشروع الذي ورثه عن "الشاطر خيرت" عندما رُشِحْ للرئاسة وتبنته جماعة الإخوان بعد ذلك، وطنطنت به كل أبواق الكذب والبهتان بوجوهها الكالحة في كافة وسائل الإعلام من أنه المشروع الإخواني الذي سينهض بمصر لتنفيذ مرسي له، إلى أن ضرب الشاطر خيرت (كرسي في كلوب مرسي)، وأعلن أنه لا يوجد ما يُسمى بمشروع النهضة (أخونة الكذب)، ولكنه سيُصاغ بمعرفة الخبراء بعد معرفة رأي الخبراء واستطلاع الواقع. أيضًا استنسخ الرئيس مرسي شخصية "أبو لمعة"، وأكد أنه و"الشاطر خيرت" سيضمنان وصول 200 مليار دولار لمصر استثمارات فورية، وكانت النتيجة التوسل إلى البنك الدولي لحوالي 5 مليارات فقط، بشروط البنك الدولي المعروفة للداني قبل القاصي.
* هل سيسقط "مرسي" في عسل الزيارات الخارجية، وفي الاهتمام والتركيز الدعائي على السياسة الخارجية، على حساب العمل في الملف الداخلي المُتخْم بالمشاكل وأولها المشكلة الافتصادية التي ستلتهم اليابس لعدم وجود الأخضر؟؟.. مؤتمر عدم الانحياز ليس في أهمية مؤتمرات إنقاذ مصر إن وُجِدتْ.
* زيارة مرسي للجمهورية الإيرانية الإسلامية، بإذن ومباركة ورعاية الولايات المتحدة الأمريكية، سقطة سياسية كبرى، ما كان له أن يواجه عواقبها الآن، حيث سيكون مُحَمـــلاً بكثير من التفسيرات والتبريرات أمام راعيه السياسي الأخ الكريم الحاج "حسين أوبامـــا" عندما يلاقيه في سبتمبر القادم، وقبل "أوباما" أمام الشعب عندما يحين وقت الحساب.. عادت الزيارات السيادية الأمريكية لمصر مرة أخرى بعد فترة انقطاع قصيرة، التقى الفريق أول "عبد الفتاح السيسي"، القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربي، مع "بوب كوركر"، السيناتور الأمريكي، والوفد المرافق له، لبحث المستجدات المصرية والإقليمية! عجـــــــــــبي!!.
* وأيضًا عندما يصرح المبعوث الأمريكي الخاص بعملية التحول الديمقراطي في الشرق الأوسط "وليام تايلور" فور وصوله إلى "القاهرة" منذ يومين بصحبة وفد أمريكي كبير، أن "أمريكا" انبهرت بالتجربة الديمقراطية النزيهة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، فإنما يدل ذلك على أن هناك في الأمور..أمور، وحرص هذا الوفد الأمريكي على عقد اجتماعات مع وزير المالية ونائب رئيس البنك المركزي ووزير الاستثمار ووزير الصناعة والتجارة والالتقاء بمسئولين بالوزارات الاقتصادية، بالإضافة إلى المقطم ذو الهواء العليل (المريض)، فإن ذلك يوجب التساؤل عن من يضع خريطة سياسة مصر الخارجية والاقتصادية والأمنية بل والإعلامية... الخ، ولا ننسى الدور الهام والحيوي الذي تلعبه سعادة السفيرة الأمريكية بالقاهرة.
* هل زيارة الريس مرسي لـ"الصين" تمت على حساب العلاقات الإخوانـية (المصرية) الأمريــــــكية؟ وهل يقدر هو أو هم (مكتب الإرشاد) على ذلك؟ هــــل تصبح الصين شريكًا استيراتيجيًا لمصر الإســلامية؟ الميزان التجاري سيكون لصالح الصين لإغراق مصر بالسلع الاستهلاكية، والاتفاق شمل على إنشاء معارض تجارية سلعية في محافظات مصر، بالإضافة إلى قروض ومشاريع استثمارية قد تُنفذ أو لا تُنفذ.
* الكنيسة بشعبها تواجه عواصف وأنواء لم تعهدها من قبلّ في الشدة والشراسة والتدمير، والشعب متفرج، والقادة والناشطون أغلبهم مُستعْرِضّ لذاته، مُهتم بتحقيق مصالحه الشخصية. ولا حل إلا بالتدخل والتدبير الإلهي.
اعتادت مصر منذ عدة عقود على السحابة السوداء الموسمية التي تظلل سماء الوطن وتخنق أنفاس الشعب نتيجة لحرق مخلفات زراعة الأرز، ولكنها لم تعرف أبدًا السحابة السوداء للسياسية الإخوانــــــية الناتجة عن مخلفات زراعـــة "الإســـلام السياسي" بعد هوجة 25 يناير فقط، والتي تخنق حرية تفكير عقول الشعب المصري ، وتُطْلِقّ حملة من الأكاذيب والإشاعات والتضليلات والفِتَنّ والأحقاد تصل في سذاجتها إلى درجة العته، لكنه العَتَةْ الذي يحرق الوطــــــــــــن وبلا مخاولات إطفاء للحريق.
فإلى متى سيظُن ويتخيل ويتوهم قادة جماعة الإخوان المسلمين ومن يدور في فَلَكِهم من التيارات السلفية والجهادية والإسلامية أن الشعب المصري، وخاصة البسيط منه، سيتقبل تلك السحابة السياسية السوداء المُحَمّلة بكل تلك الأكاذيب والممارسات؟ الإجابة قطعًا ليس إلى الأبد، خاصة عندما تمتد الأكاذيب لتغطية واقع مَلموس ومُعَاش، مثل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي بدأت ملامحها تُحيق بمصر وشعبها، خاصة وأن السادة والإخوة والمجاهدين من الحُكام الجُدُدْ لم يبدأوا بَعْد محاولات إيجاد الحلول غير التقليدية للخروج من هذه الأزمة، بل الأزمات الخطيرة، بل لجـــــــأوا إلى كل الحلول التي رفضوها واستنكروها وحرموها شرعًا وشريعة على النظام السابق ونظم الفترة الانتقالية قبل تمكينهم من السلطة، مثل الاقتراض من البنك الدولي الذي رفض شروطه نظام الرئيس السابق لعدم مُراعاة تلك الشروط للبُعْد الاجتماعي المصري، ثم عادوا (جماعة الإخوان ومن في فلكهم) ورفضوا القرض من البنك الدولي في عهد حكومة الخبير الاقتصادي الدكتور "الجنزوري" طالبًا مبلغ 3,2 مليار دولار، لأن القروض مُحرمة في الدين الإسلامي الحنيف، ودلَلُوا على ذلك بآيات صريحة من القرآن الكريم، وأحاديث صحيحة من السُنة الشريفة، وأسانيد من تفاسير الأئمة...الخ، ولما وصلوا إلى التمكن من حكم مصر، لجــــــأوا إلى الاقتراض من ذات البنك الدولي المرفوض سابقًا، لكن مع الفارق، مثل: 1- زيادة قيمة القرض من 3,2 مليار دولار إلى 4,8 مليار دولار. 2– إباحة القرض شرعًا وشريعةً، وإلغاء صفة "الرِبّا" عن الفوائد بعد أن استبدلها شيوخ الفتاوى سابقـــة التجهيز بِصفة "المصاريف الإدارية"، لأن نسبة الفوائد "الرِبّا" تقل عن 2% من قيمة القرض استنادًا على المعلومة التي قالها الدكتور ضي القناديل رئبس الوزراء المُضَلِلّ أو المُضَلْلّ به، لأن نسبة القرض الحقيقية تزيد عن 12 %، فالاقتراض يتم بالدولار على سعر 6,07 ج م، وبعد فترة السماح لا يعلم أحد قيمة الدولار وقت بِدء السداد، فقد يزيد على 6,60 ج م أو 7 جنيهات أو أكثر طبقًا لوضع الاقتصاد المصري الذي سيقوم على الاقتراض. أليس بعد هذا تضليل للشعب وكذب على الحقيقة ذاتها؟
الأمثلة كثيرة، وكثيرة جدًا، لكن ضيق المجال لا يسمح، وللاستكمال نلتقي في لقاء قريب بإذن من الله.
المعارض المصري * د. ميشيل فهمي