قصّة للأطفال بقلم : زهير دعيم
25\ 10\2021
الفصل ربيع ، وشمس الصّباح تضحك من بعيد للأزهار التي ملأت
التّلال والوديان ، في حين راحت النّحلات والفراشات تنتقل من زهرة الى زهرة.
وجاء طاؤوسٌ جميلٌ ونثر ريش ذيْله فوق الأزهار وبدأ يُغنّي :
أنا الطاووس المَزيون
أجمل مخلوق في الكون
ريشي ملوّن ... ذيْلي مزيّن
بأحلى شكل وأروع لون
فنعبَ غراب يقف على غصن شجرة زعرور مزهرة ضاحكًا :
طاووسنا ما أحلاك
الله بالحُسن سوّاك
زهر الكون وورده
الكلّ بيتمنّى رِضاك
وهبطَ الغراب قريبًا من الطّاؤوس وبدأ يشاركه الرّقص.
فتوّقف الطاؤوس عن الرّقص وقال : مهلًا يا صديقي الغراب ، فأنا أريد
أن أرقصَ لوحدي ..
لماذا سأل الغراب ؟
فردّ الطاؤوس قائلًا : إنّ صوتك يزعجني ولونك الاسود ايضًا لا يُعجبني . عُذرًا.
فحزن الغُراب وسالت الدّموع من عينيه وهو يقول :
صحيح يا أخي الطاؤوس أنَّ لوني أسود وصوتي ليس جميلًا ، ولكن
تأكّد أنَّ قلبي أحمر كما قلبِكَ ، وأبقى لكَ أخًا، فأنا طيرٌ مثلك ، لي نفسُ
المشاعر والامنيّات والحِكايات.
لا أظنُّ ذلك . قال الطاؤوس بغرور.
وفجأةً ومن بين الأعشاب الخضراء والأزاهير، خرجت أفعى
رقطاء واتجهت نحو الطاؤوس .
رأى الغراب الافعى وهي تقترب من الطاؤوس ، فنعَبَ بصوتٍ عالٍ :
احذر .. احذر اخي الطاؤوس ... أفعى ... أفعى.
وهجمَ الغراب على الأفعى وأخذ ينقرها بمِنقاره القويّ .
ففرّتِ الأفعى هاربة .
وجَمَدَ الطاؤوس الذّاهل في مكانه ، وسحّتِ الدّموع من عينيه بغزارة ، ونظر الى الغراب بخجل :
أخي أنت ... أخي أنت ... سامحني.
وتعانقَ الطائران الجميلان ، في حين راح عندليب يقف على شجرة
لوْزٍ يزقزقُ أنشودةَ المحبّة.