حمدى رزق
عندما طرحت على قداسة البابا تواضروس الثانى «مشكلة باريس» وعد بالحل، ورطّب وعده قلوب الواقفين على رصيف كنيسة «مارى جرجس» فى باريس.. ومضت قرابة العام، حتى تلقيت رسالة مهذبة من السيد «محسن عبدالمسيح» من أبناء الكنيسة الذين يقفون على الرصيف من أجل عودة القمص «أفرايم البرموسى» إلى كنيسته.. أعرضها على قداسته.
يقول (محسن): سمعت عن طريق بعض الأصدقاء والمعارف أن المؤمنين المسيحيين يعتبرون أن المالك على قلوبهم هو الله السماء وحده، وهم أيضًا يحترمون الدرجات الكهنوتية بدرجة عالية، ولكنها متفاوتة التقدير ممن يرونه من تصرفات بعضهم.
ولذلك فإنهم يؤمنون بحرية الرأى والتعليق على ما يشعرون بأنه مخالف أو غير مطابق لما فى أعماقهم من الإيمان، وهذا يُحتِّم عليهم ضرورة النقد، بل الاختلاف فى وجهات النظر لبعض رجال الدين المسيحى سواء فى الشكليات أو حتى فى عمق الإيمانيات، التى يتطرق إليها بعض الأقباط داخل مصر أو خارج مصر.
وهذا يفتح الطريق للحديث عن «الملف الفرنسى»، وبالتحديد باريس؛ فمنذ ما يقرب من سبع سنوات والأمور تزداد حدة، بل تتفاقم بين فصيل من أبناء الكنيسة المتعايشين فى جو يجمع ما بين الثقافة والإيمان العقيدى الذى كبروا عليه، وأيضًا احترام المجتمع بكل قواعده الأساسية وحرية التعبير والرأى الآخر، حتى لو كان مخالفًا تمامًا للرأى الشخصى!.
والنتيجة الحتمية وجود فصيلين من أبناء الجالية القبطية فى باريس، الأول ينتمى إلى الفكر الحر والملتزم ويؤمن بالاختلاف والنقاش وطرح الأمور بشكل شفاف، ولكن استُبعد تمامًا لأنه فصيل غير مرغوب فيه من قِبَل الأسقف. والفصيل الثانى الذى يدعمه «الأنبا مارك» هو فصيل السمع والطاعة دون نقاش أو تفكير، وأصبح «هل أنت معى أم مع الآخرين؟».
الغريب أن هذا الفصل والانقسام أصبح بين أبناء البيت الواحد والعائلة الواحدة، لدرجة أنه أصبحت هناك طريقتان مختلفتان فى الممارسات الطقسية لمَن ينتمون إلى الأسقف وغير المنتمين إلى الأسقف، ويؤكد ذلك أيضًا ابتعاد أو إبعاد خُدام مدارس الأحد من الجيلين الثانى والثالث بحجج مباشرة أو غير مباشرة، إنهم كانوا يخدمون مع الأب الكاهن الذى تخلص منه الأسقف لإرجاعه إلى مصر!.
والبعض يقول إن الأسقف أتى ليُشتِّت أبناء الكنيسة القبطية الباريسية، لأنها كانت منارة معروفة فى كل بلاد المهجر لاستقبال كل المصريين، وعلى الأكثر المرضى المسيحيين وغير المسيحيين، والبعض يقول إن الأسقف يتبع منظومة «فرِّقْ تَسُدْ».
وهنا يجب أن نتطرق إلى استبعاد الراهب القمص «أڤرايم البرموسى»، الذى شهد له كل أبناء الجالية من الأرثوذكس وغيرهم من أبناء الوطن، سواء بحبه لهم وتفانيه لإسعاد كل مَن كان له طلب يمكن أن يوفره له، إما بالوعظ أو الاهتمام النفسى أو حتى العطاء (لم يختلف على بذله ومحبته شخصان).
ومن الغريب وغير المتعارف عليه فى المجال الدينى أن الأنبا مارك حاول، بل يستمر فى محاولاته، لتشويه صورة الأب أڤرايم عند كل أبناء الجالية بادعاءات ليس لها أساس من الصحة أو حتى التأويل أو أدلة مغلوطة لكى تنتشر أولًا بين أهل عشيرته، والكثيرون منهم طيبو القلوب، لكن يعتبرون أن ما يخرج من فم الأسقف كأنه مُنزَل من السماء!، وآخرون ينقصهم الفكر التحليلى والمقارنة بعيدًا عن الانتماءات الشخصية التى يدير بها الأنبا مارك الإيبارشية (ولا نريد الدخول فى تفاصيل..). نتمنى أن تنظر قداستكم بعين الحكمة إلى هذا الأمر، قداستكم وعدتم من قبل بأن تحلوا مشاكل باريس، فهل نتوقع تدخلكم قريبًا؟.
نقلا عن المصرى اليوم