كتب – محرر الاقباط متحدون
وجه المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس في القدسخلال حديث اعلامي الكثير من الرسائل لشعبه الفلسطيني ونرصد في السطور المقبلة ابرزها :
لكي نتمكن من تحرير الارض يجب اولا ان نحرر العقول من الثقافة الظلامية الاقصائية ومن ثقافة الانتقام والعنف والجنوح الى الكراهية والتطرف وهي ظاهرة موجودة في مجتمعاتنا ومن ينكر وجودها يمكن تشبيهه بالنعامة التي تضع رأسها في الرمال فتظن انها موجودة في عالم اخر .
ان ما حدث في رام الله وما يحدث في القدس ومحيطها وفي غيرها من المحافظات من مظاهر ظلامية اقصائية لا تحترم التنوع الثقافي والديني في بلادنا انما هي ظاهرة مرفوضة ومستنكرة من قبلنا جملة وتفصيلا .
نلحظ ونتابع انتشار ظاهرة العنف والجنوح الى الانتقام فيمكن ان يكون هنالك خلافا بسيطا على موقف سيارة ان يؤدي الى عنف والى ضرب وهذا يؤدي الى ما يحمد عقباه.
هنالك جنوح نحو ثقافة الانتقام وهنالك خلل تربوي في بعض الاماكن والمواقع ونحن لا نعمم وجود هذا الخلل اذ ان هنالك شريحة واسعة من مجتمعنا تتحلى بالرقي الفكري والانساني والثقافي والرصانة والانفتاح ونبذ اي فكر ظلامي اقصائي ايا كان شكله وايا كان لونه ، ولكن اولئك الذين يحملون هذه الافكار الظلامية ويظنون ان جنوحهم نحو ثقافة الانتقام والعنف انما هو بطولة فإن هذه الظاهرة تحتاج الى معالجة ومعالجتها لا يمكن ان تكون امنية فحسب او اعتقال من يقومون بتصرفات غير مسؤولة من هذا النوع فقط.
طبعا الجانب الامني ومساءلة ومحاسبة كل من يعتدي على الاملاك العامة والخاصة وكل من يتصرفون بشكل غير مسؤول انما هذا هو امر بديهي ولكن يجب ان تكون هنالك معالجة من نوع اخر لها بعد فكري ثقافي انساني حضاري .
مؤسساتنا الدينية يجب ان يكون لها دور رائد في تكريس ثقافة الاحترام وقبول الاخر ورفض الجنوح الى ثقافة الانتقام والعنف والتكسير والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة .
كما ان مؤسساتنا التعليمية ومناهجنا تحتاج ايضا الى ان يكون لها دور رائد في هذا المضمار واعتقد بأن مناهجنا يجب العمل على تعديل بعض من نصوصها او اعادة النظر فيها بشكل ينصب ومصلحة شعبنا وثقافة السلم الاهلي ونبذ المظاهر العنفية السلبية التي نلحظ ازديادها في الاونة الاخيرة .
الفلسطينيون هم اصحاب قضيةعادلة والعالم بات مدركا لجسامة الظلم الواقع علينا وهنالك اتساع في رقعة اصدقاء فلسطين في كل مكان في هذا العالم ونحن نحتاج الى ترتيب بيتنا الفلسطيني الداخلي ليس فقط سياسيا بل تربويا واخلاقيا فهذه المظاهر السلبية التي نلحظ وجودها في اكثر من مدينة او محافظة لا يجوز ان تواجه فقط ببيانات الشجب والاستنكار والرفض بل هنالك حاجة لاطلاق مبادرات تربوية يكون فيها دور لرجال الدين وللمثقفين والمفكرين والاعلاميين كما ولاولياء الامور الذين يجب ان يهتموا بتربية ابناءهم تربية صادقة مستقيمة ملؤها التشبث بالقيم الانسانية والروحية والاخلاقية والوطنية النبيلة .
معا وسويا يجب ان نوحد صفوفنا في مواجهة المظاهر السلبية التي تعصف بمجتمعنا، فالعنف والفوضى واللجوء الى حل المشاكل بالعنف والتهديد والوعيد لن يزيد الامور الا تعقيدا .
فلسطين هي امانة في اعناقنا فلنحافظ عليها لكي تبقى كما كانت دوما بلد السلام والاخوة والمحبة والطمأنينة والامن والامان .