مؤمن سلام

هل هناك مسلم علماني؟ بالتأكيد نعم
 
فكل مسلم يؤمن أن الإسلام دين وليس دولة وأن الإسلام عقيدة وليس شريعة، مسلم يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والقدر خيره وشره، مسلم لا يؤمن بالكهنوت الإسلامي وأنه يستطيع أن يكون له نسخته الخاصه من الإسلام وفقاً لفهمه الخاص له، مسلم يؤمن أن الناس أعلم بشؤون دُنياهم، وأن من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ولكم دينكم ولى دين، وأن الله خلقنا شعوب وقبائل لنتعارف بلا أحكام أخلاقية إستعلائية، مسلم يرى أن النص التشريعي نزل على واقع زماني ومكاني مختلف، مسلم يؤمن بتعطيل النص من أجل مصلحة المجتمع، مسلم يؤمن أن العقل مقدم على النقل، مسلم لا يؤمن بالحاكمية، ولا بسلطة النص على الشؤون العام، هذا مسلم علماني.
 
لكن هل هناك علماني بما لا يخالف شرع الله؟ بالتأكيد لا
 
فالعلمانية كمنهج تفكير، تمنع استخدام الدين في شؤون الدولة، وتجعل الدولة تقف على مسافة واحدة من كل المعتقدات، وتنزع سلطة النص الديني على المجال العام وتحصر دوره في المجال الخاص.
 
ولهذا عندما يأتي إنسان يُريد أن يؤسس لعلمانية بناء على نص ديني هو ببساطة مازال خاضع للنص المقدس حتى لو كان بتأويل أكثر اعتدالا وأكثر انفتاحاً على الواقع، هو لم يتخلص من سلطة النص على المجال العام، هو ببساطة يريد تطبيق مذهب ديني حتى لو كان أكثر انفتاحاً وتطوراً، فقد حول العلمانية إلى مذهب ديني يعتمد على تأويلات وتفسيرات خاصة للنص.
 
ببساطة هناك علماني مسلم أما العلمانية بما لا يخالف شرع الله فهى سراب يلهث وراءه من يريدون الحفاظ على سلطة النص، وربما يكون هذا مفهوم في حالة رجال الدين من أمثال الشيخ المجدد على عبد الرازق، لأن هذا عملهم، أما أن يقوم بذلك من يدعون العلمانية والتنوير فهذا لأمر عجيب، فهذا ليس عملهم، فعمل التنويري هو اطلاق العنان للعقل بدون أى سلطة من نص مقدس، وليس تفسير وتأويل النص.
 
وأخيراً، من يقول أن العلماني المسلم لا بد أن يكون علماني بما لا يخالف شرع الله، هو مثل من يقول أن المسلم لابد أن يكون إسلاموي وإلا كفر.
 
عن علمانيون بما لا يخالف شرع الله