زهير دعيم
أمركَ غريب يا بلد جُبران ونعيمة وبشارة الخوري !
أمرك غريب يا بلد فيروز والصّافي والصّبوحة والرّوميّ !
أمرك غريب يا بلد الأرز والمجد الأثيل !
فبعد الانفجار المُدمّر الذي حرق بيروت ومرفأها وأودى بحياة العشرات بل والمئات، وحرق فيها اليابس والذّابل والأخضر ، يأتيك السّيّد !!!! فيوصي قبل أشهر بعزل القاضي فادي صوّان ، فيكون له ما يريد . (وهل هناك من يستطيع ان يقول للأعور أعور بعينه ؟) ... واليوم يهدّد إن لم تعزلوا القاضي طارق البيطار - هذا القاضي الذي تجرّا واستدعى الوزير السابق النائب علي حسن خليل – للمثول امامه بتهمة القتل والاهمال في قضية الانفجار _ أن لم تعزلوه سريعًا فستقوم الدنيا ولن تقعد !!! .والدنيا في لبنان من طبيعتها قافزة وقائمة ولا تريد أن تقعد أو تهدأ ، وكيف تقعد والحليب أصبج شهوة والخبز أضحى أمنيّة والدولار بات سلطانًا.
أين يعيش هؤلاء القوم ؟!!
ينادون بالعدل والقضيّة والمقاومة ، ويدوسون تحت غليظ بساطيرهم القضاء والعدالة والقانون ...
كلّ ذلك مخافة ان يسقط القناع ، ويظهر العري الفاضح البشع ، وتطير " قُدسية" الكلمات الجوفاء الذي شبع منها جائعو لبنان – وما أكثرهم ؟!!!- وشبعنا نحن منها هنا وفي كلّ الشرق.
ذهب صوّان وسيذهب البيطار وسيأتي بيطار آخر سيكون تحت نصل السّكين، إن لم يسر حسب أهواء السيّد ، فيستر كلّ شيء ، ويطمر كلّ الاشياء تحت الرماد والركام.. فقد ذهبت الضحية والسّرّ معها !!!
من يدري فقد يُعزل ألف بيطار وصّوان بشطحة قلم وهمسة خطاب مللناه وشبعنا وألفناه .
قم يا جبران وقل بالفمِ الملآن :
هذا ليس لبنان الذي تغزّلتُ به .
هذا ليس لبنان الذي تُغنّيه الشمس من فوق قمة صّنّين .
هذا ليس البلد الذي أوجد أهلوه الحرف .
هذا ليس البلد الذي خصّه الله بفيروزة ملأت الآفاق شدوًا.
هذا بلد الجوع والفقر والعوز والموّال الحزين فوق جثمان العدالة.
مسكين انت يا لبنان " رُحْتَ تحت الارجل " .