وسيم السيسي
بدعوة كريمة من رئيس محكمة الجنايات، المستشار أمير رمزى، لحضور حفل توقيع كتابه الرائع: أعداء مصر الخمسة فى القاعة الملكية بقصر عابدين، وإلقاء كلمة نقدية عن الكتاب مع مجموعة من المتحدثين، منهم د. مصطفى الفقى، ووزيرة التضامن الاجتماعى نيفين القباج، ود. خالد منتصر، ود. فاطمة ناعوت، وهانى رمزى، والمستشار إيهاب رمزى، ود. سعدالدين الهلالى، والمهندس نجيب ساويرس، وأ. إبراهيم عيسى، وأ. طارق حجى، وأ. مفيد فوزى، وكاتب هذه السطور.
وكان من الحضور أ. خالد الجندى، ود. محمد شاكر، وزير الكهرباء، والعميد مصطفى شنجر، وكبار رجال الدولة، ومن الفنانات السيدة إلهام شاهين.
هذا كتاب جديد فى عنوانه، فنحن نعرف أن أعداء مصر ثلاثة: الفقر والجهل والمرض، وجاء المستشار أمير رمزى ليقول لنا: بل خمسة! أضاف لثلاثى الفناء الظلم والفوضى، كتاب جديد فى مكان عرضه: القاعة الملكية فى قصر عابدين، وهى أول سابقة من نوعها فى الاحتفال بتوقيع كتاب، أيضًا جديد فى طريقة عرضه على الشاشة، عرض أهم عناصره وكأنها خارطة على طريق التقدم، جديد فى أن يأتى الاحتفال فى يوم عيد القضاء، وصاحب الكتاب من القضاة الذى وصل بوطنيته ونزاهته، وتفانيه فى حب مصر وخدمتها، إلى هذا المنصب الرفيع، جديد فى طريقة عرضه لكل عدو من أعداء مصر، وكأنه طبيب يكتب روشتة للشفاء: العدو وأشكاله، أضراره، علاجه، طريقة الوقاية منه.
تحدثت إليهم: لماذا لم يكن فى مصر القديمة الظلم والفوضى؟ يجيب الدكتور محمود السقا، أستاذ القانون بجامعة القاهرة: ذلك لأن القانون فى مصر القديمة كان مثاليًّا فى قواعده، عالميًّا فى مراميه، عادلا فى أحكامه، صافيًا فى مواده، نقيًّا فى مبادئه، دهشة للمؤرخين لأنه قام على دعامتين: أ. العدل أساس الملك. ب. الكل أمام القانون سواء بسواء، كان خطاب العرش «فجر الضمير - برستد» من الملك لكبير الوزراء: إياك أن تقرِّب إنسانًا منك لأنه قريب منى، بل ليكن القرب منك أو البعد عنك بسبب الكفاءة، اعلم أن احترام الناس لك يأتى بإقامتك العدل.
فى كتاب جونار ميردال «الدراما الآسيوية - الدول الرخوة (الفاشلة)» يجمعها شىء واحد: غياب سيادة القانون الذى يتمثل فى كثرة عدد القضايا بالنسبة للسكان، البطء الشديد فى البت فى القضايا، عجز الدولة عن تنفيذ الأحكام النهائية. لقد انتقل الإنسان البدائى إلى إنسان بقانون سمائى «ثواب وعقاب - جنة أو نار»، وقانون أرضى «حرية أو سجن أو حتى إعدام».
حدثتهم عن سيادة القانون فى حادث مستر براون فى أركانسا بالولايات المتحدة الأمريكية، مستر براون ثرى أسود، أراد إدخال ابنتيه فى مدرسة للبيض، رفض الناظر والمحافظ، رفع قضية وكسبها، رفض الناظر التنفيذ، وصل الأمر للبيت الأبيض، أثار الناظر الجمع بين السود والبيض، طلب تأجيل دخول البنتين للعام الدراسى القادم، أحاطت البحرية الأمريكية أركانسا، أُلقى القبض على الناظر والمحافظ، عشر سنوات سجنًا لامتناعهما عن تنفيذ حكم نهائى، ودخل الابنتان المدرسة فى حماية القوات الأمريكية، هذه هى سيادة القانون.
أعجبنى كتاب المستشار أمير رمزى، إليكم بعض المقتطفات من هذا الكتاب الجميل: أعط العيش لخبازه، على الدولة تشكيل لجنة لتنفيذ التوصيات الصادرة عن المؤتمرات، هناك غنى فاحش، كذلك هناك فقر فاحش وهو العدم، ليس من العدالة الاجتماعية أن يتم تحميل طبقة بعينها عبء المرحلة الانتقالية، دون طبقة أخرى قادرة على تحملها، هذا أمر ظاهره الإصلاح وباطنه بركان يوشك على الانفجار فى أى لحظة، على مستوى العالم لا يوجد مجتمع سكن سكانه القبور إلا فى مصر.
تجربة البرازيل مع المساجين، من يقرأ كتابًا يمتحن فيه وينجح، يُرفع عنه أربعة أيام بحد أقصى ١٢ كتابًا أى ٤٨ يومًا فى العام، لماذا لا نطبق هذه الفكرة فى مجالات كثيرة ومنها السجون؟ عندما يلبس الظلم رداء التقوى تولد أكبر فاجعة، تحالف رجال الدين فى أوروبا مع السلطة على حساب الحق والعدل، هذا يذكرنى بكلمات فولتير: تمنيت لو خنقت رجل سلطة ظالمًا، بأمعاء رجل دين تحالف معه على حساب شعبه، أخيرًا كانت الشكوى مريرة من عدم التبرع بالأعضاء، أعلنت فى نهاية كلمتى أن عميد طب نيوكاسل بإنجلترا كان يشكو لى من كثرة عدد المتبرعين بأجسادهم لكلية الطب، ونحن هنا نعلم طلبتنا على نموذج بلاستيك؛ لذا أقترح عمل قاعة فى كلية طب قصر العينى، الموتى الذين يعلِّمون الأحياء، وأنا أول المتبرعين بعد عمر طويل.
نقلا عن المصري اليوم