جمال رشدي يكتب
من كتابي الصهيونية وحربها ضد الكنيسة المصرية
لماذا الي الان لم تستطيع مصر تفعيل مسار طريق العائلة المقدسة ليكون مزار حج عالمي لمسيحي العالم؟ رغم ان هذا الطريق من اهم ثوابت الايمان المسيحي الذي ذكر في الانجيل كجزء من سيرة المسيح المهمة على الأرض، والذي يتفق عليه الجميع
بكل تأكيد ان هذا المشروع لو تم تفعيله لأصبح القاطرة التنموية التي تسحب التنمية الشاملة لمصر في كل الاتجاهات السياحية، والفندقية، والاستثمارية.
للإجابة على هذا السؤال، يلزم ان نعرج الي المخطط الصهيوني القائم منذ سنوات على تمكين الكيان الصهيوني في فلسطين ليصبح حجر زاوية لقيام مملكته المزعومة من النيل الي الفرات، فهذا المخطط قائم على الفكر اللوثري( مارتن لوثر) الخاص بالكنيسة البروتستانتية والتي هي الجلباب الروحي للصهيونية وبعثاتها التبشيرية في الشرق الأوسط ،والذي قام على اكذوبة ارض الميعاد وقيام المملكة على تلك الأرض وانتظار المسيح الملك لكي يملك على تلك المملكة.
هنا التعارض بين طريق العائلة المقدسة بقيادة القديسة مريم العذراء والطفل يسوع، وبين فكر الصهيونية اللوثرية القائم على عدم الاعتراف بالمسيح الذي جاء، وايمانهم المزيف بالمسيح الملك المنتظر.، فالمسيح الذي جاء وقبر وقام هو من قال لليهود بيتكم يترك لكم خرابكم، " بمعني" ان ليس هناك وطن لإسرائيل في هذا المكان مرة اخري، وهذا ما حدث سنة 70 وتدمير الوطن اليهودي علي يد الرومان وتشتيتهم في كل بلاد العالم،،، وهنا فضح اكذوبة الصهيونية اللوثرية التي تقول ان اليهود رجعوا الي وطنهم طبقا لوعد الكتاب المقدس بانها ارض الموعد،،، ولا ننسي عندما قال السيد المسيح ان مملكتي ليس من هذا العالم، وكان يعني ان مملكته روحية وليست أرضية هنا نسف كلي للفكر الصهيوني بحلمهم المزعوم بإقامة مملكة إسرائيل حسب الوعد .
بجانب ذلك الايمان البروتستانتي اللوثري الذي لا يبجل القديسة مريم، مثلما تفعل الكنائس الارثوذوكسية وأيضا القرأن الكريم، فقيام طريق العائلة المقدسة يعني الاعتراف الضمني بقدوم المسيح من العذراء مريم، وهذا ما ينسف المخطط الصهيوني القائم على عكس ذلك.
ولهذا هناك مخطط اخر صهيوني قائم العمل به بقوة، وهو بديل طريق العائلة المقدسة، مسار طريق سيدنا إبراهيم هذا هو المخطط الصهيوني الذي يخدم أهدافه والقائم على طرح هذا الطريق كمرجع جغرافي وسياسي وديني لشعوب المنطقة، للتطبيع والدمج الديمغرافي لإحداث عملية ذوبان تساهم في الوصول الي الهدف الأسمى، وهو قيام الولايات الابراهيمية بقيادة إسرائيل داخل ثوب روحي بما يسمي "الديانة الابراهيمية الجديدة" والتي تم تشييد صرح كبير لتلك الديانة الجديدة في الامارات.
والسؤال هنا ما مدي قدرة الصهيونية العالمية على إعاقة إقامة مشروع طريق العائلة المقدسة؟
يلزم ان نعلم ان الكثير من الشركات العابرة للقارات الخاصة بالسياحة والفندقة والملاحة الجوية والكثير من الأنشطة الأخرى، هي ملك العائلات الصهيونية التي تتمركز في بريطانيا وامريكا بجانب اختراقها للفاتيكان، الذي يعمل حاليا كأداء سياسية لخدمة المشروع الصهيوني في المنطقة، ولا ننسي ان اللوثرية الصهيونية المتمثلة في الكنائس البروتستانتية هي من تحكم مفاصل مؤسسات الدولة الامريكية والبريطانية والكثير من دول الغرب .
وللتغلب على المخطط الصهيوني يلزم ان تعمل الدولة المصرية بقوة على تفعيل واحياء مشروع الطريق مع حكومات أوروبا الشرقية، وعلى رأسها روسيا بسبب انتشار الارثوذوكسية هناك والتي من الممكن جذبهم داخل السياحة الترفيهية والثقافية ليكون الطريق ملحق ديني لذلك النوع من السياحة، مع جذب الشركات المستثمرة من تلك الدول للاشتراك في البنية التحتية للطريق من فندقة وسياحة .
فربط طريق العائلة المقدسة بمصر بكنيسة القيامة بالقدس، يحتاج الي رؤية سياسية استثنائية لترويض المخطط الصهيوني ضد هذا المشروع العملاق، وعلي الدولة المصرية ان تشكل لجنة بالاشتراك مع الكنيسة الارثوذوكسية المصرية للتغلب على اطروحات المشروع الصهيوني الخاص بمسار سيدنا إبراهيم .