علي محمد الشرفاء الحمادي :
شهادتي للتاريخ اثناء حرب اكتوبر المجيدة 1973؛ وكان وزراء الأوبك مجتمعون في الكويت؛ وسألني الشيخ زايد رحمه الله مساء الاجتماع عن اخبار المؤتمر؟.. فأجبته بقراره تخفيض خمسة في المائة من الانتاج.
قال: اطلب "مانع" - وزير بترول الامارات - فأوصلته به تليفونيا؛ وسمعته يأمره "بان يعلن قرار الشيخ زايد بقطع البترول عن امريكا واوروبا تدعيما لمصر في حرب اكتوبر".
وتلبية لأمر المرحوم الشيخ زايد؛ أعلن مانع العتيبة - في مؤتمر صحفي بالكويت - قرار المرحوم الشيخ زايد؛ وانتشر الخبر في الصحف العالمية؛ وبعد بيومين أعلنت الدول العربية المنتجة للبترول تبني قرار قطع البترول بالكامل؛ كما صدر من دولة الامارات.
تلك شهادتي للتاريخ؛ وكشف كل مزايد على الحقيقة؛ ولم يوجد في العالم العربي قيادة لا تعرف الخوف ولا تخشى غير الله رب السموات والأرض؛ ومن ذلك المنطلق اتخذ الشيخ زايد رحمه الله قراره التاريخي منفرداً في لحظة فارقة بين الحق والباطل.
كما كان رحمه الله سباقاً لصنع التاريخ، وشهادتي لله والتاريخ لتعلم الأجيال العربية صاحب القرار الأول والشجاع على مستوى العالم العربي.
ومهما حاول بعض الناس تغييب الحقيقة مع وجود شخص مثلي شاهد على أخطر قرار في تاريخ الأمة العربية ومن أجل ذلك كتبت شهادتي للتاريخ، لأني شاهد على هذا الحدث.
اما بشأن علاقة المرحوم الشيخ زايد رحمه الله فقد ارسلني الى القاهرة للتعزية في وفاة المرحوم القائد أنور السادات كما طلب مني اللقاء بالمرحوم حسني مبارك حاملا له رسالة شفهية فيما يتعلق بموقف المرحوم الشيخ زايد بالنسبة لحق الشعب الفلسطيني ويطلب من المرحوم حسني مبارك موقفاً حازماً لحل الدولتين وتنفيذ قرار ٢٤٢ الصادر من مجلس الامن سنة ١٩٦٧م.
في مرحلة المقاطعة العربية الشاملة لمصر بعد اتفاقية كامب ديفيد حطم بخطوته الحواجز النفسية بين الامارات وبين مصر لعدم ايمانه بقطع العلاقات بين الأشقاء العرب وبدأت الخطوات تتسارع لرفع مقاطعة مصر وفي اجتماع القمة في الكويت للمؤتمر الاسلامي بتاريخ ٢٦/ يناير / ١٩٨٧م التقى المرحوم الشيخ زايد ودار بينهم حديث لانعلمه في ذلك اليوم وبعد رجوع المرحوم الشيخ زايد من المؤتمر جلسنا على الغداء في جناحه وبعد انتهاء الغداء كل من اعضاء الوفد توجه الى غرفته وفجأة سمعت صوتاً يناديني واذ بالمرحوم الشيخ سلطان بن زايد يبلغني بأن والده المرحوم يطلبني في غرفته قدمت مسرعاً ووقلت نعم ياطويل العمر. فوجدته يقول لي أن الرئيس حسني مبارك طلب منه زيارة ابوظبي والعلاقات بيننا مقطوعة فماهو رأيك فأجبته ياطويل العمر.
تعلمنا منك شجاعة القرار ومواقف الرجولة في الحق وانت من القلائل في الوطن العربي الدين يصنعون التاريخ ويستبقون الأحداث العظيمة ومن هذا المنطلق اقترح الاستجابة لطلب الرئيس حسني لزيارة الامارات وكسر الحاجز النفسي لتكون سباقا في تحقيق التقارب بين الاشقاء العرب ثم قال لي لاتخبر احداً من الوفد والتزمت بالأمر وبعد انتهاء المؤتمر ونحن في الطائرة راجعين للعاصمة واذ بالمرحوم الشيخ زايد يطلب معالي احمد خليفة السويدي والوفد الرسمي المرافق يبلغهم بأنه دعى الرئيس حسني مبارك لزيارة الدولة غداً.
فبدأت الاستعدادات على قدم وساق واستقبل الشيخ زايد المرحوم حسني مبارك وأقيم له استقبال رسمي وكانت تلك الزيارة بداية للخطوة الأولى لعودة مصر للجامعة العربية التي اتخذ قرارها المرحوم الشيخ زايد قبل مايو سنة ١٩٨٩م الذي بعده مباشرة تم عودة العلاقات العربية بعد ماكانت مصر سباقة لإعادة العلاقات مع مصر بعد انتهاء مؤتمر القمة في عمان مباشرةً تلك حقيقة اخرى توضح للعالم العربي قيادة امتزجت مشاعرها بأمتها العربية تحت قيادة.
واصبحت قضية الامن القومي العربي الشغل الشاغل للمرحوم الشيخ زايد كان يتألم حينما يحدث اي خلاف بين دولتين عربيتين ويسعى بكل السبل لاحتواء الخلافات لتعود المياه الى مجاريها كان الضمير العربي الحي الذي يعيش ألام وطنه العربي الكبير ويفرح لانتصاراته وتقدمه واستعداده الدائم للتضحية بكل مايستطيع من أجل حماية الامن القومي العربي.
الامضاء: علي محمد الشرفاء الحمادي.. مدير ديوان رئيس الدولة السابق.