عبد المنعم بدوى
بعد هزيمة حرب يونيو 1967 ، وتدمير سلاح الطيران بالكامل و95% من أسلحة الجيش المصرى وإحتلال سيناء ووصول القوات الإسرائيليه إلى الشط الشرقى لقناة السويس ، بدا أن الجيش الإسرائيلى جيشا لايقهر ... وكانت الطريقه الوحيده للوقوف أمامه هى أستحداث إستراتيجيه جديده تماما وكان أهم عناصرها التغيير الشامل فى نوعية المقاتل المصرى .
وهكذا قررت القياده العامه بالإستعانه بشباب خريجى الجامعات بالكامل من خريجى دفعات 1966 ،1967 ، كدفعه أولى وتجنيدهم فى الجيش سواء جنود أو ضباط . وبمرور الوقت وبتوالى الدفعات ، أصبح لايوجد أسره مصريه ليس لها إبن أو أكثر فى صفوف القوات المسلحه ، وكنت قد تخرجت من الجامعه فى عام 1966 من كلية التجاره " جامعة القاهره " وعملت فى البنك المركزى المصرى " وتم إسدعائى للتجنيد فى صفوف القوات المسلحه فى يناير 1968 " كضباط إحتياط " .
كنا نحن الجنود والضباط من خريجى الجامعات ، ننظر إلى أنفسنا بوصفنا الدم الجديد والنشيط والمتعلم فى شرايين الجيش ، وقد أعتمدت علينا القياده العامه للقوات المسلحه بصفة أساسيه فى تكوين التشكيلات الجديده ، وفى كل عملياتها العسكريه .
وبدأت حرب الإستنزاف ومن بعدها حرب إكتوبر، وعبرنا قناة السويس وحاربنا فى سيناء ، ثم تم تسريحنا فى عام 1974 بعد 7 سنوات كامله فى حروب وإشتباكات وغارات مع العدو بذلنا فيها العرق والدم ، عدنا للحياه المدنيه لنبدأها من الصفر من جديد بدون كلمة شكر واحده .
وللأسف لم يفكر أحد فى تكريم هؤلاء الأصحاب الحقيقيين للنصر الذى يعد أول إنتصار للجيش المصرى منذ 4000 سنه منذ أيام الملك أحمس ، إنها مثال صارخ على " الذين عبروا والذين هبروا " وعليه العوض ومنه العوض ، حيث عنده الأجر والثواب ..