جمال رشدي يكتب
خطف الموت فجأة الصديق الصحفي أسامة عيد،،، كان "ابن موت " مثلما كانت تطلق جدتي ووالدتي تلك العبارة علي أي شاب جميل في صفاته واخلاقه وإنسانيته،، ولكن ترك لنا أسامة عيد رسالة هامة علي كل حكيم ان يلتقطها ويتعلم منها، ان الوطن مصر هو ما يسكن فينا وليس نسكن فيه هكذا كانت حكمة صاحب القداسة العلامة والاسطورة الوطنية البابا شنودة،،، رحل أسامة عيد عن ارض الوطن ولكن بقي ذكري في ضمير وقلب وعقل هذا الوطن لقد كتب ودافع عنه ضد كل مغرض وخائن وضعيف،،، ونتيجة لذلك اطلقت ضده سهام الاغتيال من البعض لكن كان قوي صلب بوطنيته وانسانيته.
دافع أسامة عيد عن البابا والكنيسة ليس من منظور ديني بل من منظور وطني مصري لا غش فيه،، لان الكنيسة هي مكون هوية من مكونات الوطن وثباتها وقوتها يعني ثبات اركان الوطن ضد المؤامرات التي تحاك ضده،،، ما يميز أسامة عيد انه كان متفرد في وطنيته وحبه لمصر ولم تخطفه عوامل التعرية التي خطفت الكثيرين خارج ثوب هوية الوطن.
رحل أسامة عيد ،،،، وان مات يتكلم بعد،،،، واكتست مواقع التواصل الاجتماعي بصوره واعماله الإنسانية والخيرية والوطنية التي كان لا يعرفها احد ،،، أسامة عيد كان رسالة حية لشخص المسيح في البذل والعطاء والمحبة والاحتمال ،،، لم يكن مرنم او واعظ ، لكن كان تجسيد حي علي ما لابد ان يكون عليه المسيحي في عطائه للإنسانية والوطن.
نشر احد الإباء الكهنة انه تم وقفه عن الخدمة ووقف راتبه ،، وليس له دخل ليصرف علي اسرته، وكان لديه كتاب تم نشره فذهب أسامة عيد اليه واشتري منه كتب ب 2000 جنية وفيما بعد علم الكاهن ان أسامة وزع الكتاب مجاني علي الناس، وكان غرض أسامة من ذلك هو مساعدة الكاهن علي مصروفات اولادة وأيضا عمل دعاية للكتاب.
وكتب الكثيرين عن مواقفه الخادمة بدون مصلحة او مقابل،، فكلما علم عن شخص عنده مشكلة سارع وبادر بالسؤال عنه والتضامن معه ومحاولة مساعدته،،، انه ظاهرة إنسانية متفردة يحتاجها المجتمع فهل يصح لي ان أقول ان شخصه كان "شركة خدمات إنسانية مجانية" .
رحل أسامة عيد ،،، وسنبدأ البحث مرة اخري عن أسامة عيد اخر ربما نعثر عليه في وقت ما او ربما يكون لم يولد بعد،،،، رحل ابن ارض الصعيد الذي تغذي منها وتعلم معني ان يكون الكرم والشهامة والرجولة وحب الوطن،،، رحل ابن كنيسة الصعيد، الذي تعلم منها كيف يكون الخادم المحب الباذل بدون مصلحة او مقابل او ضجيج.
وداعا أسامة عيد الي اللقاء مع أسامة عيد اخر او مع أسامة عيد الذي رحل.